سردت الإعلامية و المدونة الشابة و الناشطة في مجال مساعدة المكفوفين في الجزائر الشابة عتيقة علياوي  تجربتها المميزة للنصر، و تحديدا مع فئة المكفوفين الذين توليهم اهتماما كبيرا و كانت لها مشاركات دولية في مسابقات كبرى  تسلط الضوء على الأعمال الإنسانية و النماذج الشبانية الملهمة فاستطاعت الوصول إلى مراحل متقدمة و افتكت عدة ألقاب  أبرزها لقب أفضل امرأة ملهمة في الجزائر  لسنة 2019 / 2020 ، كما أنها تسلك طريقها في عالم الكتابة ببعض الإصدارات إلى جانب ممارسة عملها كإعلامية في مجال السمعي البصري .
العمل مع المكفوفين كان وراء ما حققته من نجاحات
قالت ابنة سيدي بلعباس إن  قرار دخولها مجال التطوع و تحديدا مع فئة المكفوفين، جاء بعد فقدان عمها  لبصره و تجربته المتميزة التي لم تخلو من التحدي ،  فكان  نموذجا يحتذى به في الصبر والتحدي، لتؤسس بعدها  جمعية خيرية حملت اسم «إبصار مكفوف « و أكثر المنخرطين فيها هم من صغار السن من 12  إلى 22سنة.


 و تضيف المتحدثة  أن هذه الفئة من المجتمع تخوض معركة حياة وسط الظلام ولهم تحديات و إنجازات يعجز عنها الأصحاء ، ما يجعلك تسعى للعمل أكثر و تحقيق الأفضل ، مضيفة  أن مجال التطوع قد فتح لها آفاقا أوسع حيث تمكنت من تمثيل  الجزائر في أكبر برنامج تلفزيوني  المسمى ملكة المسؤولية الاجتماعية بمبادرة إنسانية  حول المكفوفين الذي عرف مشاركة أزيد من 12 ألف امرأة عربية بنماذج و مشاريع رائدة ، و تمكنت عتيقة من بلوغ المراحل النهائية رفقة 40 امرأة من خلال تقديم   مشروع يهتم بالمكفوفين وهو عبارة عن  إنجاز مركز خدماتي بمعايير  دولية يتيح الاستقلال الذاتي للمكفوف ويسهل يومياتهم.
 بعدها توالت مشاركاتها في البرامج ذات البعد الإنساني و كانت فرصة لعرض أفكارها و مشاريعها للارتقاء بهده الفئة ، حيث بلغت مرحلة النهائي  ضمن مسابقة صناع الأمل بالجزائر  و تحصلت على  لقب سفيرة الأمل ، لتتوج  بعدها بأفضل امرأة ملهمة لسنة 2019/2020 ضمن ملتقى وطني  تحت عنوان «كوني أنت الإلهام»  الذي أشرف عليه groupe aster لريادة الأعمال الذي ينشط  في مجال مساعدة المعاقين و بالتحديد فئة المكفوفين .
أهتم كثيرا بالبعد الإنساني في كتاباتي
إلى جانب نشاطها التطوعي فعتيقة تحب الكتابة و لها بعض التجارب ، و قالت إنها تهتم كثيرا بالجانب الإنساني و تحاول تدوينه في كتاباتها لنقل ما تعيشه من تجارب خاصة مع بعض الحالات الإجتماعية التي تستحق حقيقة الإشادة بها ، و يحمل أول إصدار لها عنوان « إبصار مكفوف» ، و يحمل في طياته الكثير من   خبايا هذا العالم المظلم الذي تخيم عليه العتمة  من خلال تجربة ثلاثة سنوات مع هذه الشريحة  ، كما أنه يتناول واقع المكفوف في الجزائر بمادة موثقة عملت عليها طيلة سنوات  ، إلى جانب بعض التجارب الشخصية التي عايشتها .
كما تناول المؤلف  إبداعات ذوي الإعاقة البصرية التقتها عتيقة خلال عملها الميداني ،كما  تطرقت لنظرة المجتمعات العربية بما فيها الجزائر للمكفوفين، و فيما خصصت شقا للحديث عن تجربتها مع عالم المكفوفين ، و كانت لها مشاركة بهذا الإصدار في المعرض الدولي للكتاب مؤخرا ، و حاليا هي بصدد الشروع في كتابة مؤلف جديد  تسلط من خلاله الضوء على أهمية الأمل في حياة البشر .
يومياتي بين ثلاثية الإعلام، التطوّع و الكتابة
تقول عتيقة علياوي أنها  تسعى جاهدة  لتوفيق بين ثلاثية تحبها و تعشقها هي العمل مع المكفوفين  و الكتابة و العمل بمجال الإعلام ، و رغم صعوبة الأمر فهي  تقسيم وقتها بالقدر الذي يتيح لها الموازنة بينها ، و يومياتها لا تخلو من الاحتكاك مع فئة المكفوفين  و العمل التطوعي بإدخال الفرحة على الفئات الهشة  حيث تخصص يوم واحد في الأسبوع لهذا النشاط  ، فيما تخصص أيام الراحة للكتابة بينما تمارس مهنتها كمذيعة طيلة أيام الأسبوع، بينما تسعى حاليا لتجسيد مشروعها المتمثل في مركز خدماتي لمساعدة المكفوفين و بمعايير دولية ، خاصة بعدما تلقت الإشادة بالفكرة خلال مشاركاتها في مسابقات عربية .
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى