عرفت أسعار الكمامات تراجعا بنسبة قدرها صيادلة بـ 30 بالمئة، و بسعر  بين 50 و 60 دينارا، بعد أن بلغ مستوى قياسيا في عز الأزمة قدربـ100 دينار، في الوقت الذي كان
 لا يتجاوز في الأيام العادية 15 دينارا،  مؤكدين بأن مشكل الندرة لم يعد مطروحا، نتيجة زيادة حجم الانتاج المحلي،  في المقابل انتعشت السوق الموازية لصناعة الكمامات
و ترويجها بأنواع و ألوان مختلفة، منها ما تحمل تسمية علامات رياضية و أسماء فرق محلية، و قد اعتبرها مختصون مناسبة إذ توفر حماية لمن يرتديها في الفضاءات العمومية،
ما عدا العاملين في القطاع الصحي الملزمون باستعمال أقنعة واقية.

روبورتاج :  أسماء بوقرن
لم يعد مشكل ندرة الأقنعة الواقية مطروحا في الصيدليات حسب ما أكده باعة على مستواها بوسط مدينة قسنطينة، بعد أن سد الانتاج المحلي احتياجات السوق، و غطى على تداعيات الأزمة الوبائية، اذ تسجل رواجا كبيرا خاصة بعد تشديد إجراءات التقيد بارتدائها و تسليط عقوبات على المخالفين، مؤكدين بأنه تم تسجيل تراجع كبير في نوعية الانتاج، في المقابل توجد ندرة في المنتوج المستورد و الكمامات ذات الجودة العالية .
يمينة بن شيكو صاحبة صيدلية، أكدت للنصر بأن سعر الكمامة على مستوى صيدليتها يقدر بـ 70 دينارا، فيما تسجل أسعار أقل بعدد من الصيدليات، و ذلك لأن المخزون المتوفر على مستواها اقتنته بخمسة أضعاف السعر المعتاد، بسعر 60 دينارا في سوق الجملة، ما جعلها تعتمد السعر المذكور الى غاية نفاد المنتوج المتوفر لديها، مشيرة إلى أن الزبون يحتج في كثير من الأحيان على السعر و يعتبر الزيادات المسجلة بغير المعقولة لكون الدولة وضعت سقفا لثمنها لا يتجاوز 40 دينارا، إذ تضطر للتوضيح بالتأكيد على أن هناك زيادات محسوسة في سعر الجملة.
الطلب على الكمامات تضاعف بعد قرار تغريم الذين لا يضعونها
و أوضحت المتحدثة أن مشكل الندرة لم يعد مطروحا، بالرغم من تسجيل زيادة في الطلب على الأقنعة الواقية في الفترة الأخيرة و بالضبط منذ تسليط عقوبات بتغريم من لا يلتزم بارتدائها ، مشيرة إلى أنه في الغالب لا يستفسر الزبون على النوعية و ما إن كانت الكمامة مطابقة للشروط المعمول بها و ما إن كانت تضمن حماية، لأن هم الغالبية هو تفادي العقوبة، مشيرة الى أن 1 بالمئة من الزبائن فقط يكترثون للنوعية، مقرة بأن هناك تراجع كبير في نوعية المنتوج، بحيث لم تعد تتوفر الكمامة سوى على طبقة واحدة، فيما لم يعد  قناع “ffp2» الأكثر حماية موجودا في السوق، و هي غير متوفرة في السوق بالكمية اللازمة كما أن سعرها مرتفع و لا يناسب القدرة الشرائية للمواطن.
في المقابل أكدت بائعة بصيدلية عبد الرحمان بن شولة بشارع العربي بن مهيدي بقسنطينة، بأن سعر القناع الواقي على مستوى صيدليتها يقدر بـ 60 دينارا، مقدرة نسبة التراجع بـ 20 بالمئة، وأكدت أن الكمامات الجراحية و غيرها من الأنواع ذات الجودة لم تعد متوفرة في السوق، أما بخصوص المعقمات فسعرها 150 دينارا للقارورة ذات سعة 75 مل، و التي أصبحت متوفرة هي الأخرى في الصيدليات.  

لهذه الأسباب يختلف سعر الكمامات في الصيدليات
من جهتها فسرت نبيهة جرمان صاحبة صيدلية بواد الحد، سبب اختلاف سعر الكمامات من صيدلية لأخرى، بعدة أسباب الأول يتعلق بتوفر بعض الصيدليات على مخزون تم اقتناؤه في وقت سابق بسعر مرتفع، أما السبب الآخر فيعود لسعر الشراء من سوق الجملة، و سلسلة البيع التي أصبح الصيدلي يصنف فيها في المرتبة الرابعة أو الخامسة، اذ لم يعد يتعامل مباشرة مع وحدة الانتاج أو الموزع ، اذ تصل للبائع بسعريقدر بـ 55 دينارا ، ما يضطرهم لبيعها بهامش ربح قليل جدا، مشيرة الى أنها رفضت في البداية اقتناها نظرا للارتفاع الفاحش في سعرها لكنها خضعت فيما بعد للطلب الكبير، نافية ما تردد بوجود أنواع مغشوشة في الصيدليات،  و بخصوص المعقمات قالت بأن سعرها تراجع بحيث تباع قارورة معقم ذو سعة 100 مل بـ 150 دينارا، مشيرة إلى أن هوس اقتنائها تراجع.
فيما أكد مواطنون تحدثت إليهم النصر، في وسط مدينة قسنطينة بأن المنتوج متوفر، و وصفوا النوعية بالرديئة، حيث قال لنا كهل وجدناه بأحد الصيدليات، بأنه اقتنى كمامات من أحد الأكشاك سببت له «حكة»، إذ اصبح يحرص على شرائها من الصيدليات لتوفر الشروط اللازمة، مؤكدا بأن الأسعار تختلف من صيدلية لأخرى فهناك من لا زال يبيعها بـ70 و 80 دينارا فيما يبعها البعض بـ 50 دينارا.
كمامات بألوان «السنافر»  تلقى رواجا وسط مشجعي الفريق


في المقابل استغل البعض الجائحة و ندرة المنتوج في إنتاج كمامات بألوان مختلفة على مستوى ورشات الخياطة و المنازل، لتنسيقها مع لون اللباس اليومي، حيث لاحظنا شابات يرتدين كمامات بألوان فاتحة كالوردي الفاتح و الأحمر الأجوري، ما يضمن لهن إطلالة جميلة و أكدن بأنهن قمن بشرائها من سيدة مختصة في الخياطة، فيما لاحظنا أنواعا أخرى من الكمامات ذات لون أسود منها ما تحمل تسمية كبرى العلامات كعلامة أديداس الرياضية، و هي الأكثر رواجا وسط الشباب، نظرا لتصميمها العصري.
فيما فضل شباب من قسنطينة ارتداء كمامات باللونين الأخضر و الأسود تحمل شعار النادي الرياضي القسنطيني «سي أس سي» ، حيث قام الشاب أنيس مختاري المختص في الخياطة، بخياطة أقنعة واقية تحمل ألوان هذ النادي العريق و شعاره، في تصميم جميل أسال لعاب الشباب العاشق لهذا الفريق العريق، مؤكدا بأن هناك طلب كبير عليها ، معتبرا اعتماده هذه الفكرة لتشجيع الشباب الذي كان يرفض استعمالها على ارتدائها ، موضحا بأن هناك طلب عليها أيضا من صيدلية خارج الولاية، حيث اتصل به مشجعو فرق رياضية على مستوى برج بوعريريج و تاجنانت و سطيف لتصميم أقنعة بألوان و شعارات فرقهم الرياضية ، مؤكدا بأنه يعتمد قماش « بيزو بيزو « في تصميمها و سعر الواحدة 100 دينار. .
كمامات منسقة مع ربطة العنق بسعر يصل إلى 500 دينار
من جهة أخرى فضلت علامات تجارية و شركات مختصة في تصميم و بيع ربطات العنق كشركة « ميزون كرافات» بشارع عبان رمضان بالجزائر العاصمة، تصميم كمامات بذات لون ربطة العنق، لإعطائها بعدا جماليا يشجع على ارتدائها، على خلاف الطبية التي يراها البعض غير مناسبة، و ذلك بأسعار تتراوح بين 300 و 500 دينار.
مختصون في الصيدلة و أمراض الأوبئة و الأمراض الجلدية يؤكدون : لا مانع من  ارتداء الأقنعة القماشية القطنية و هذه شروط استعمالها
أكدت الدكتورة سارة نعيجة مختصة في علم الأوبئة و الطب الوقائي بمستشفى  قسنطينة سابقا و عين مليلة حاليا و طبيبة بالمرصد الجهوي للصحة شرق ، بأنه لا مانع من استعمال الكمامات القماشية في تنقلات المواطنين اليومية، فذلك يمنع تنقل ما يصدر من لعاب الفرد و عند عطسه، ما عدا العاملين في قطاع الصحة فهم مجبرون على ارتداء الكمامات الوقائية و كذا الجراحية لاحتكاكهم المباشر بالمريض، و هو ما أكدته   المختصة في الصيدلة  نبيهة جرمان محذرة من ترويجها الخاطئ الذي قد تكون عواقبه وخيمة متأسفة من سلوكات غير مسؤولة كبيعها في الأكشاك والمحلات في شروط غير صحية ، مشيرة إلى أنها لاحظت شبابا يقومون ببيعها في الطرقات، واللافت أن البعض يقوم بتجريبها واختيار ما يناسبه، وهذا سلوك خاطئ يساعد على التصاق الميكروبات بها، داعية الباعة إلى عدم لمس الجهة الداخلية للقناع،  وتسليمه في كيس للزبون، لتفادي انتقال الجراثيم والميكروبات، مضيفة بأن عواقب هذه السلوكات الخاطئة قد تكون وخيمة.
من جهته أكد أخصائي الأمراض الجلدية الدكتور فؤاد بونصر بأن استعمال الكمامات القماشية يجب أن يخضع لجملة من الشروط ، إذ يجب أن يكون نوع القماش قطنيا يسمح بالتنفس و يمنع الرطوبة ، محذرا من استعمال الأقمشة البلاستيكية لأنها تسبب الإيكزيما و تؤدي لظهور حبوب بالوجه بسبب تراكم الرطوبة على الجلد.                          أ ب

الرجوع إلى الأعلى