طالب أولياء أطفال مرضى التوحد في عنابة، بتدخل والي الولاية، من أجل تحسين ظروف التكفل بأطفالهم على مستوى مستشفى الأمراض العقلية « أبو بكر الرازي «، في ظل انعدام مستشفى متخصص يتكفل بهم.
حيث تم استحداث مصلحة بمستشفى الأمراض العقلية  لمتابعة حالة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية و نفسية، تتطلب متابعة تربوية خاصة للاندماج مجددا في الحياة الأسرية و المحيط.
و رفع منتخبون بالمجلس الولائي، انشغال أولياء مرضى التوحد بعنابة، لوالي الولاية الذي وعد بالتكفل بها و المتعلقة أساسا بالمطالبة بإنجاز مدخل خاص بالأطفال، بدل المدخل الرئيسي المؤدي إلى مصلحة التوحد غير المفصول عن أجنحة الأشخاص البالغين المصابين بالأمراض العقلية و الاضطرابات النفسية، مما أصبح يسبب لهم عقدة و كذا تأثيرا على سلوكهم عند مشاهدة المضطربين عقليا في الساحة و في مختلف الفضاءات، مشددين على ضرورة الفصل بين أطفال التوحد نهائيا و كذا المصابين بالمرض العقلي خاصة و أن المستشفى يستقبل المرضى من 17 ولاية شرقية، كي لا يتأثرون نفسيا و يسهل على الأطباء و المختصين النفسانيين الوصول إلى نتائج سريعة للاندماج الأسري مجددا و الالتحاق بمقاعد الدراسة مع أقرانهم.
و تساءل الأولياء و كذا جمعيات عن مصير مشروع مركز متخصص بمرضى التوحد، بعد اقتراح استغلال فندق مغلق بوسط المدينة، ملكيته تابعة للدولة و تحويله لفائدة هذه الفئة التي تتابع العلاج في مستشفى للأمراض العقلية و هو ما يتنافى مع خصوصية هذا المرض.
مطالبين السلطات بالتكفل بالمصابين بالتوحد الذين يعانون في صمت، مع انعدام فضاءات خاصة تعمل على مرافقتهم و التكفل بهم من الناحية الذهنية و العقلية، عكس ما توفره عدة ولايات شرقية تحتوى على مراكز متخصصة في هذا الشأن.
و يشتكي عدد من الأولياء الذين التقت بهم النصر، من التعقيدات النفسية و العقلية التي أصبحت تؤثر سلبا على سلوكيات أطفالهم الذي يعانون من مرض التوحد، في ظل غياب مركز متخصص،  حيث أكدوا على أنهم يضطرون لتحوليهم إلى مستشفى الأمراض العقلية أبو بكر الرازي  بعنابة، للتكفل بهم رغم أن هذا المركز يقوم بمعالجة الأشخاص المختلين عقليا من كبار السن، مما يعرضهم في الكثير من الأحيان لتدهور حالتهم النفسية أكثر و يعرضون للضرب من قبل باقي المرضى . و في هذا الشأن، قال الدكتور، حسين بوربيع، رئيس لجنة الصحة بالمجلس الولائي، في تصريح سابق للنصر، بأن هؤلاء الأطفال المصابون بمرض التوحد، يتطلبون  معاملة خاصة، لأنهم يعانون من صعوبات نفسية و عقلية و المتعلقة بخلل في النمو العقلي للطفل، مما يستدعى مرافقة دائمة من قبل الأخصائيين النفسانيين و متابعة مستمرة في المركز المتخصص، من أجل تنمية القدرات العقلية لهؤلاء الأطفال، كي لا يصابون بالعجز التام مع مرور الوقت، لأنهم كلما كبروا في السن، حسب المتحدث، يصابون بعجز عصبي كلي يصعب من التكفل بهم من قبل عائلاتهم.و يرجح  أعضاء بالمجلس الشعبي الولائي، سبب تأخر تجسيد مشروع مركز متخصص في التكفل بمرضى التوحد على أرض الواقع، إلى التأخر في إيجاد موقع و في كل مرة تقدم وعود، كانت آخرها في زيارة وزير الصحة للولاية و عقد لقاء من إطارات القطاع و منتخبين، إلا أن المشروع يراوح مكانه منذ سنوات، دون القيام بخطوات عملية، ما زاد من معاناة أهالي المرضى.و أمام انعدام مركز متخصص، أصبح الأولياء يبحثون عن حلول ذاتية للتكفل بأبنائهم، حيث قال أحدهم للنصر « تمكنت من معالجة ابني من العزلة و إدماجه مع أشقائه، عن طريق الخرجات اليومية للترفيه و النزهة و فضاءات اللعب و زيارة الحدائق، أين تمكن من استكشاف المحيط بنفسه، ما جعله يتحسن تدريجيا إلى غاية شفائه تماما». من جهته طالب عضو بلجنة الصحة في المجلس الولائي، بالتدخل العاجل لإطلاق مشروع للتهيئة الخارجية و إعادة إنجاز قنوات صرف مياه الأمطار و المياه القذرة بمستشفى أبو بكر الرازي، بسبب التدهور الخطير للوضع، نتيجة للفيضانات التي تحدث عند هطول الأمطار، بسبب اهتراء القنوات القديمة، بالإضافة إلى تسربات المياه القذرة و الروائح المنبعثة منها و تدهور وضعية المساحات الخضراء.
معتبرا التكفل بالمرضى، أولوية و أن العلاج بالأدوية لا يكفي، فهم بحاجة حسبه إلى متابعة نفسية و تغيير سلوكهم بالاهتمام و إخراجهم من المصلحة التي يتابعون فيها العلاج.
  حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى