* فكرة التدوين الصوتي ناشئة في الجزائر و أتنبأ لها بالنجاح
درسا تخصصين في ميدان واحد و هو الصحة، درس هو الطب و درست هي العلوم الصيدلانية، و يتشاركان في نفس الاهتمامات، و هي طلب العلم و اكتساب معارف عديدة بالتكوين المستمر في شتى المجالات، و الارتقاء بفكرهما و فكر الشباب و تحفيزه، و قد وجدا في بوابة البودكاست، سبيلا لطرق عقول الشباب و تنمية الحس المعرفي لديهم.. إنهما الزوجان الشابان الدكتور أسامة رحو و الدكتورة إيمان بودالي، اللذين نجحا في اقتحام مجال البودكاست، الذي لم يلق رواجا بعد في الجزائر، و حفزا الكثير من الأشخاص لإعطاء دفع لمشاريعهم المتوقفة، تحت شعار « إلى كل طموح شغوف بالمعرفة، يريد التطوير» و أكد الدكتور رحو في حواره مع النصر بأن فكرة البودكاست في الجزائر ناشئة، لكنه يتنبأ لها بالنجاح.
حوار / أسماء بوقرن
. النصر: بداية من هو أسامة رحو و عرفنا بزوجتك التي تشاركك بودكاست «أسود بالوردي»؟
ـ أسامة رحو: أنا الدكتور أسامة رحو، طبيب عام خريج كلية الطب بوهران دفعة 2018 ، مصمم غرافيك و صاحب شركة « Digital heard»، و  زوجتي هي الدكتورة إيمان بودالي، صيدلانية ،خريجة كلية الصيدلة بوهران دفعة 2017، و صاحبة علامة «  Dentelle» للأنوثة، أتشارك مع زوجتي نفس الاهتمامات، منها تنمية مستوانا الثقافي و العلمي، و ذلك  من خلال المطالعة والانخراط في نشاطات ثقافية و اجتماعية، حيث قمت بتأسيس أول ناد علمي ثقافي على مستوى كلية الطب بوهران و أطلقت عليه تسمية «نادي إنسان»، فيما كانت زوجتي  الدكتورة إيمان  عضوا في عدة نواد جامعية علمية.
. من منكما طرح فكرة دخول عالم البودكاست، أنت أم زوجتك؟
ـ «أسود بالوردي»، أول بودكاست جزائري يقدمه زوجان، بمعدل حلقة كل أسبوع عبر تطبيق « spotefy «. إننا  نسعى لمشاركة أفكارنا وخبراتنا في مجالات مختلفة، مثل تبسيط العلوم، الأنوثة المتوازنة، التنظيم و التخطيط، الفلسفة والفكر. الفكرة صراحة، اقترحت من قبل إحدى المتابعات الوفيات لحسابينا على موقع أنستغرام، و لاقت إعجابنا، لأننا كنا نبحث عن طريقة فعالة لمشاركة الشباب آرائنا، بطريقة مفصلة وعميقة، فضلا عن مشاركة تجاربنا، و هو مفيد جدا بالنسبة للأشخاص الذين مروا بنفس الطريق و واجهوا نفس الصعوبات أو المشاكل.
جسدنا فكرة «أسود بالوردي» في بداية الحجر الصحي
. متى تم تجسيد الفكرة و ما هو الهدف الذي تطمحان بلوغه؟
ـ تم تجسيد الفكرة في بداية الحجر الصحي، و بالضبط أواخر شهر أفريل، يعني منذ شهرين تقريبا.
. باعتباركما تعملان في مجال الطب و الصيدلة ..هل ستركزان في المحتوى على مجال تخصصكما؟
ـ هدفنا هو مشاركة التجارب والخبرات المتواضعة التي اكتسبناها خلال مشوارنا، و في نفس الوقت مناقشة مواضيع ترتقي بفكر الشباب العربي عموما و الجزائري على وجه الخصوص.
. ما هي المجالات الأخرى التي تتطرقان لهما، و من هو جمهوركما المستهدف؟
ـ لا نركز على مجال معين دون غيره، نتطرق إلى مواضيع مختلفة في مجالات متعددة، كلها تدخل في دائرة اهتماماتنا، الأنوثة المتوازنة، التنظيم والتخطيط، الفلسفة و الفكر، الطب، الصيدلة، ديزاين، الزواج وغيرها من المواضيع التي نعالجها بطرح علمي و مبسط في نفس الوقت، لكي نستطيع إيصال أفكارنا إلى الغالبية العظمى من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 سنة و 30 سنة، و ما فوق، من مختلف المستويات الفكرية والعلمية، و بالأخص الفئة التي لها اهتمامات ثقافية و تطورية.
 أما الدكتورة إيمان بودالي، فتستهدف فئة النساء و الفتيات، بمناقشة مواضيع مختلفة في مجالات مختلفة في حياة المرأة، سواء في الشق الإجتماعي ـ الثقافي، أو الأسري ـ العلمي، كما تقدم تدابير منزلية، تكون أحيانا في صيغة مسموعة، تمكن الجمهور من الاستماع إليها،  بالموازاة مع القيام بأعمال الأخرى.
. مدة البث تكون طويلة أحيانا، تتجاوز 45 دقيقة، ما هي السبل التي تعتمدها لكي لا يشعر المتلقي بالملل ؟
ـ إلى حد الساعة لم نتلق ملاحظات بهذا الخصوص، وهذا لأننا نحاول دوما أن نرتب أفكارنا و نعالجها بطريقة منهجية منطقية، حيث ننطلق من مقدمة فكرية تمهيدية، ثم نتطرق للتحليل الدقيق لنخرج بنتيجة مقنعة، لتترسخ في ذهن المتلقي ليعمل بها، كما أن اعتماد عنصر التفاعل يساهم بشكل كبير في كسر الروتين و القضاء على الملل.
. لماذا اخترت تسمية «أسود بالوردي»، هل يعود ذلك لأن صاحبي المبادرة يمثلان الجنس الخشن و الجنس اللطيف،  أم لسبب آخر؟
ـ تسمية «أسود بالوردي»، نسبة إلى اللونين المفضلين للزوجين، و أيضا لأنها تعبر عن بودكاست يعالج مواضيع خاصة بالجنس.
. ما هو الهدف الذي تسعى لتحقيقه من خلال برنامج «تعلم بلا حدود» و ما هي فكرته المحورية؟
ـ مبدأ برنامج «تعلم بلا حدود» هو تلقين الفرد طرق التعلم الصحيحة، و كيف يمكنه أن يتعلم بنفسه و يختار الأدوات التي تناسبه، و الوصول إلى كل المصادر الممكنة و المرتبة بطريقة بسيطة. الهدف من البرنامج هو تنظيم المعلومات و رسم خارطة الطريق للمتعلم، و ذلك بالاستعانة بخبراء في شتى المجالات، و نقل خبراتهم إلى الشباب، وفق خطوات عملية.    
. و ماذا عن مشروع «رسالة توازن» الخاص بعالم المرأة ؟
ـ «رسالة توازن»، يتناول مواضيع مختلفة، خاصة بالنساء فقط،  تسعى من خلالها الدكتورة إيمان بودالي، إلى ترسيخ فكرة التوازن الأنثوي الحقيقي، بتسليط الضوء على مجالات حساسة تساهم من قريب أو من بعيد في ترقية الأنثى و تحسين طبيعة حياتها و نظرتها لنفسها و للآخرين، إذ يعتمد البرنامج على مبدأ التفاعل بإرسال رسائل أسبوعية، عن طريق البريد الإلكتروني لأكثر من ألفين متابعة.
ساهمنا في تحفيز الكثيرين لإعطاء دفع لمشاريعهم المتوقفة  
. في رأيك، ما مدى تأثير تجارب الناس الناجحة في المتابعين؟
ـ أعتقد أننا بفضل الله ألهمنا الكثير من الناس للانطلاق في مشاريع كانت على قارعة الانتظار. عندما تجد أناسا طبقوا فكرتهم بأقل الإمكانات، تتحمس للعمل والتركيز على ما يمكنك فعله، بدل إلقاء اللوم على الظروف و الآخرين.
. هل ترى بأن فكرة البودكاست ضائعة في الجزائر؟
ـ أعتقد بأنها فكرة ناشئة، لكنني أتنبأ لها بالنجاح، لأن الجزائر تزخر بالشباب المثقف و المتطلع إلى مشاركة أفكاره.
. ما هي الحلقات التي تفاعل معها المتابعون أكثـر؟
ـ أكثر الحلقات التي حققت تفاعلا كبيرا هي الحلقة الخاصة برسالة الحياة، و أيضا سلسلة الزواج.
. ماذا تود قوله في الختام؟
ـ أنصح الراغبين في ولوج عالم البودكاست، بعدم التركيز على الجانب التقني و طريقة التسجيل على حساب المحتوى.  
أ ب

الرجوع إلى الأعلى