تحظى العصائر الطبيعية، في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، بإقبال متزايد تعكسه وصفات يتم تداولها على نطاق واسع، و أفكار جديدة يجري استحداثها، بحثا عن مصادر غنية بالفيتامينات، لتعزيز جهاز المناعة، بينما ينصح الأخصائيون بضرورة مراعاة شروط معنية لبلوغ الهدف.
في الوقت الذي لا تزال الجائحة، تحكم قبضتها على المشهد العام، يبقى هاجس مقاومتها جد هام بالنسبة لمن لم يتعرضوا بعد للإصابة، فالكثيرون باتوا عاجزين عن اقتناء المكملات الغذائية كالفيتامين “سي” أو الزنك من الصيدليات، نظرا لغلاء سعرها من جهة، و لندرتها من جهة ثانية ، في ظل استمرار الأزمة الصحية العالمية لفترة طويلة، ما دفعهم للبحث عن بدائل مصدرها الغذاء، أملا في أن تحقق الهدف المنشود.
و تدعو أخصائية التغذية بمعهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الغذائية الفلاحية بجامعة قسنطينة، البروفيسور نائلة بوشجة، إلى الابتعاد عن المكملات الغذائية المصنعة كيميائيا، نظرا لآثارها السلبية على الصحة، و تنصح بالعودة إلى الطبيعة، عبر تناول الخضر و الفواكه كاملة، أو على شكل عصائر طبيعية، مؤكدة أنها غنية جدا بالمواد التي يحتاجها الجسم لتقوية المناعة، خاصة خلال الجائحة.
البقدونس.. الغذاء المعجزة
إذا كانت المواد الغذائية الغنية بالفيتامين “سي” الذي يعد أهم فيتامين لتقوية المناعة، قليلة في فصل الصيف، خاصة الفواكه و هي الكيوي و الفراولة، إلا أن هنالك بعض المواد تحتوي على كمية هائلة من الفيتامين “سي”، و أشارت البروفيسور إلى البقدونس الذي وصفته بـ”الغذاء المعجزة”، لما يحتويه من كميات هائلة من هذا الفيتامين ، مؤكدة أنها تفوق ما يحتويه الليمون، فضلا عن غناه بالعديد من مضادات الأكسدة التي توفر الحماية للجسم من الأمراض.
و تنصح الأخصائية بتناوله في مختلف الوجبات التي يتم تحضيرها، و الحرص على أخذه كمشروب في شكل باقة يتم فرمها في الخلاط الكهربائي، مع إضافة كمية من الماء، مشيرة إلى أن عصير الجزر يمد الجسم بالفيتامين “أ” المضاد للأكسدة الذي يعزز المناعة، إضافة إلى بعض الفواكه كالفراولة و الكيوي الغنيين أيضا بالفيتامين “سي”، غير أن ارتفاع ثمنهما، خاصة الكيوي، يجعلهما غير متاحتين للجميع، مما يضع البقدونس في الصدارة، كأهم بديل يضمن توفير كميات كافية من هذا الفيتامين للجسم.
احذروا الإكثار من شرب عصير الليمون
يعد الليمون من بين أهم المواد الطبيعية التي يقبل عليه الكثيرون، من أجل الحصول على الفيتامين “سي” بشكل طبيعي، لكن استهلاك كمية كبيرة منه، بشكل يومي، يشكل خطرا على الصحة، كما أكدت البروفسور بوشجة ، مشيرة إلى أنه كفيل بإضعاف القلب، داعية إلى ضرورة استبداله بالبقدونس، أو شربه بكميات قليلة و ليس يوميا.
و حذرت بشكل خاص المرضى من الإكثار من شربه، و إذا رغبوا في ذلك عليهم بالالتزام بالاستشارة الطبية، لأن احتياجات جسم كل شخص، تختلف عن الآخر، و تنصح بتناول عصائر الفواكه الطبيعية الموسمية، ففي الصيف مثلا يكثر البطيخ ، و يمكن تناول عصيره الذي يساعد جهاز المناعة على العمل بصورة أكثر كفاءة، كما أنه يخفف من آلام العضلات و أعراض الأنفلونزا.
العصائر تفقد فائدتها بتعريضها للنار أو تركها مطولا في الثلاجة
يعتقد الكثيرون أن سلق بعض الخضار لتحضير عصائر لا ينقص من قيمتها، لكن البروفيسور بوشجة تحذر من هذه الخطوة، و تؤكد أنها تفسد العصير ، و تقضي على كل فوائده، لهذا تنصح بتجنب تعريض الخضر أو الفواكه للنار أو الحرارة، و تناولها طبيعية بعد غسلها و عصرها، مع إضافة كمية من الماء.
و أضافت المختصة أن ترك العصائر في الثلاجة أو في المطبخ لفترة طويلة، يفقدها قيمتها ، داعية إلى ضرورة شرب العصائر فور إعدادها، أو الانتظار لفترة لا تتعدى 15 دقيقة على الأكثر، كما يمكن إضافة الماء البارد إلى العصائر لتصبح منعشة.
كما تنصح المختصة بتزويد الجسم بالفيتامين “د “ الذي يعاني أغلب الجزائريين، حسبها، من نقص كبير منه في أجسامهم، و كذا حمض الفوليك الذي يمكن الحصول عليه من زيت الحوت الذي يباع في الصيدليات، بينما تبقى المواد الطبيعية هي الأفضل، خاصة المكسرات و الجوز تحديدا، الذي تكفي كمية 50 غ منه يوميا، لسد حاجة الجسم، ليبقى الابتعاد عن القلق و التوتر، و ممارسة رياضة المشي بشكل يومي و لو لمدة 20 دقيقة، أهم العوامل التي من شأنها أن توفر الحماية للأجسام من خطر العدوى بمرض كوفيد 19، كما أكدت المتحدثة.          

           إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى