دخل الأولياء في سباق مع الزمن، من أجل إصلاح ما أفسدته فترة الحجر المنزلي بسبب جائحة كورونا، محاولين تعديل سلوكيات أطفال قضوا عطلة مدرسية طويلة، أكسبتهم عادات خاطئة و أنستهم الانضباط المطلوب في الموسم الدراسي.
مع بداية العد التنازلي للعودة إلى المدارس، بادر أغلب الأولياء بوضع برنامج خاص لتقويم سلوكيات أبنائهم، بعد قضائهم فترة طويلة في الحجر المنزلي فاكتسبوا عادات يرى الأهل أنه حان الوقت لإسقاطها و استبدالها بأخرى سليمة تحسبا للدخول إلى المدرسة قريبا.
ليالي السهر و النوم المتأخر التي تعود عليها جميع الأطفال باختلاف أعمارهم، تشكل هاجسا حقيقيا لدى الأولياء، دفعهم للتفكير في طريقة تعديل الساعة البيولوجية عند أبنائهم، و تعويدهم على النوم المبكر و الاستيقاظ مبكرا.
الطبيبة العامة نزيهة بوطغان تؤكد أن تلك العادات غير صحية، و لابد من احترام ساعات النوم الخاصة بالأطفال، مشيرة إلى أن نقص النوم من شأنه أن يتسبب في اختلال فيزيولوجي الجسم، مما يؤثر سلبا على الوظائف الحيوية، و منها نقص اليقظة التي يحتاجها التلميذ أو الطالب في القسم لاستقبال المعلومة.
و تنصح الطبيبة بضرورة الشروع في تعويد الأبناء على النوم باكرا، على الأقل خلال أسبوع أو 10 أيام قبل العودة إلى المدرسة، مشيرة إلى أن الطفل في سن 5 سنوات و أقل، يحتاج إلى 10 ساعات نوم على الأقل  خلال  الليل، بينما  يحتاج الذي يتراوح عمره  بين 6 إلى 12 عاما إلى ما بين 9 إلى 12 ساعة  نوم.
أما حاجة المراهق إلى النوم فتقدر بين 9  إلى 10 ساعات، و شددت المتحدثة على ضرورة الشروع في ضبط الساعة البيويلوجية عبر تقديم موعد النوم بشكل يومي، بمعدل ساعة يوميا، إلى غاية تعود الطفل على ذلك.
أما في ما يخص تعلق الأطفال الزائد أثناء فترة الحجر المنزلي بالتكنولوجيا و تهافتهم على الألواح الإلكترونية أو الهواتف الذكية و الحواسيب، تحذر الطبيبة من مخاطر ذلك، داعية إلى ضرورة ضبط هذه الممارسات على جناح السرعة، مشيرة إلى أنها تؤثر سلبا على نظر الطفل و عقله و نفسيته، و قد حان الوقت لإبعاده عنها نهائيا، أو السماح باستعمالها لفترة لا تتجاوز الساعة، تحت المراقبة الأبوية.
كما تنصح الطبيبة بضرورة ضبط النظام الغذائي الذي وصفته بالمتهالك لدى الأطفال، من خلال الابتعاد عن السكريات، و التوقف عن تناول المشروبات و المأكولات الغنية بالكافيين التي تمنع النوم و تؤثر سلبا على نوعيته، مثل الشوكولاطة السوداء و المشروبات الغازية، كما تنصح بتجنب تأخير وجبة العشاء، و تفادي الأكل في ساعات الليل المتأخرة لأنه يسبب الأرق.
و لضمان دخول مدرسي مستقر، وفق برنامج منضبط، تدعو الدكتورة بوطغان الأولياء إلى تعويد أبنائهم على السلوكيات الإيجابية، احترام مواعيد النوم، ضبط برنامج خاص للعب و الترفيه، مع تبني نظام غذائي صحي مليء بالمغذيات من خلال تنويع الطعام من خضر و فواكه، و التقليل من السكريات و استبدالها بالفواكه المجففة و السكريات، ليتمكن الطفل من العودة إلى المدرسة بعد غياب طويل بكامل صحته ونشاطه.
إ.زياري 

الرجوع إلى الأعلى