اختارت الشابة سارة بن نافلة، مجالا تعشقه منذ الصغر، خلف مقود السيارة، لترافق بنات جنسها في رحلة تبديد المخاوف، و التغلب على الرهبة من قيادة السيارة، فتسهل المهمة على كثيرات، يجدن صعوبات في التعلم من الرجال.
تركت شهادتها الجامعية كمهندس دولة في هندسة العمليات، و اختارت مجالا آخر يسكنها منذ الصغر، لتركز كل اهتمامها على القيادة و عالم السيارات، و على الرغم من أنها تعمل كمدربة على  القيادة بإحدى مدارس السياقة، إلا أن ذلك لم يشبع رغبتها الكبيرة في نقل ما تعلمته و ما تتقنه من مهارات، إلى بنات جنسها اللائي تأكدت أنهن تعانين من صعوبات كثيرة في التعلم على يد المدربين الرجال.
قالت سارة التي لم تكمل بعد 30 سنة من عمرها، للنصر، أنها تخوض مجال تعليم القيادة للنساء اللائي حصلن على رخصة سياقة، غير أنهن لا يتقنها، و هو المشكل الذي تؤكد أنها اكتشفته بحكم عملها، ما جعلها تفكر في تقديم خدمات أخرى خارج إطار عملها، و بدأت مهمتها منذ أزيد من سنة و نصف و تحظى بإقبال معتبر من طرف سيدات يدفعن ما بين 800 إلى 1000 دينار للحصة الواحدة بالجزائر العاصمة.
سارة تعرض خدماتها عبر موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك، و أخبرتنا أنها تخضع زبوناتها لما يشبه اختبار تقييم المستوى في البداية، و تحدد من خلاله مستوى السيدة و المكان الذي يمكن تعليمها فيه، مؤكدة أنها تسعى من خلاله لجعل السيدة تثق في نفسها، و تتغلب على مخاوفها من قيادة السيارة و الخروج إلى الشارع، لمزاحمة الرجال على الطرقات دون رهبة، خاصة و أن الكثيرات يشتكين مما يعتبرنه “حقرة” الرجال للمرأة في الطريق، و اتهامها بأنها لا تجيد السياقة و تتسبب في حوادث مرور.
و عن العوائق التي تواجه سارة، تحدثت عن صعوبات مع بعض الزبونات اللائي تشكك في طريقة حصولهن على الرخص، و يتعلق الأمر بنساء كبيرات في السن تحصلن على رخص جديدة، و لاحظت أنهن لا يفهمن شيئا حول قواعد السياقة و يخلطن الأمور و قد يتسببن في كوارث على الطريق، ما يجعلها تتعامل معهن بشكل خاص، من خلال محاولة إقناعهن بالعدول عن فكرة السياقة من الأصل، على اعتبار أن قيامهن بذلك يشكل خطرا على حياتهن و حياة مستعملي الطريق، معتمدة في ذلك على أسلوب خاص تقول أنه يراعي نفسية المرأة و حساسيتها.
أما عن طموحها، فتعتبر المتحدثة المشاركة في رالي للسيارات خاص بالسيدات، حلمها الأكبر، و هي تعمل على بلوغه عبر سعيها لتحسين مهاراتها باستمرار، كما تطمح لمساعدة أي امرأة على القيادة، دون حاجة للرجال، لتحطم كافة الأحكام المسبقة حول النساء اللائي يعتبرهن الكثيرون، غير مؤهلات لركوب السيارة من الأساس، و سببا في مختلف مشاكل الطرقات.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى