توشّحت مواقع التواصل الاجتماعي أمس بوشاح الأمل في الذكرى 26 لاغتيال الشاب حسني الذي كان متشبثا دوما بالأمل في جزائر أفضل،
و طغى على الاحتفالية الافتراضية الحنين إلى الفنان و أغانيه الخالدة، فأعيد نشر صورته في ملعب 5 جويلية بوهران و هو يغنى أمام الآلاف من الشباب «مازال كاين ليسبوار»، بمناسبة عيد الاستقلال في سنة 1994.
كما تنافس الفايسبوكيون في نشر بعض صور المرحوم حسني، بتقنيات إلكترونية، فهو لا يزال حيا في يوميات الشباب ليس الجزائري فقط، لكن العالمي، و يظهر ذلك من خلال عدد متابعي أغانيه عبر يوتيوب الذي يرتفع يوميا و لم ينقص أبدا.
و تكمن شهرته المستمرة عبر الزمن، في أغانيه الرومانسية التي لا تزال تسكن القلوب أكثر من الفترة التي نزلت فيها للأسواق لأول مرة، عندما كان حسني على قيد الحياة، وكذا صوته المميز الذي لم يبرز مثله على مدار 26 سنة من فاجعة اغتياله برصاص الحقد، فرغم أن الكثير من المغنيين عبر العالم أعادوا أداء أغانيه، لكن لم يسجل أي أحد منهم تفوق صوته على صوت المرحوم حسني.
الشاب بلة أول من كرّم حسني بعد اغتياله و واسى والدته
يعتبر الشاب بلة،  أول من غنى عن فقدان حسني بعد سنوات من اغتياله، و حملت  الأغنية عنوان «يا لميمة ما تبكيش حسني راح ما يوليش»، و قد تداولتها عدة قنوات عبر يوتيوب كتكريم لحسني ومواساة لوالدته حينها، عندما كانت على قيد الحياة و نخرها الألم من فقدان فلذة كبدها.
في حين أعاد عشرات المغنيين عبر العالم أغاني حسني، منهم بابيلون و الشاب بلال الصغير، وغيرهما، ولعل الأغاني التي أعادها سولكينغ شكلت الاختلاف بإيقاعاتها، و إعادة صياغة كلماتها، كما أعاد عدد من المغنيين المشارقة الكثير من روائع المرحوم حسني ومنهم أميمة و وليد، زهير البهاوي و  مايا وغيرهم.
و قد بادرت قنوات يوتيوب أمس ببث أغانيه، كطريقة لإحياء ذكرى رحيله، في حين أبدع أحد الفنانين و يدعى «الموسطاش» في رسم صورة للمرحوم لها عدة دلالات، كل واحدة منها تروي فترة من مراحل حياة حسني وأعماله وإنجازاته، و قد تداول فايسبوكيون أمس الصورة على نطاق واسع ، و أعربوا عن إعجابهم و امتنانهم للفنان.

حدث كل ذلك افتراضيا، في غياب الاحتفاء الحقيقي بالذكرى في الواقع، ربما هذا العام قد يكون السبب ظروف جائحة كورونا، لكن لم يتم إحياء ذكرى رحيل المرحوم حسني منذ سنوات، لأسباب مختلفة، ما عدا استذكار المرحوم و مناقبه وأعماله الخيرية على مستوى المقهى الذي يحمل اسمه، قرب بيته العائلي بحي قمبيطة بوهران، و بث أغانيه عبر الإذاعة المحلية، أو في جلسات في بعض الفضائيات، و غابت هذه المرة الذكرى 26 ، مثلما غابت عدة نشاطات وفعاليات فنية وثقافية عن الباهية.للتذكير، ولد المرحوم حسنى شقرون يوم 1 فيفري 1968 بحى قمبيطة بوهران، في كنف عائلة بسيطة وكان والده يمتهن الحدادة، حسب بعض المصادر، و كان حلم الوالد أن يصبح أصغر أبنائه طبيبا أو محاميا، لكن حلم حسنى كان مختلفا، وارتكز على أن يصبح نجما في كرة القدم التي مارسها مع فريق جمعية وهران، ثم تخلى عن حلمه، ليصبح فنانا و توجه جمهوره ومحبيه ملكا للأغنية الرومانسية، وبدأ الشاب حسنى مشواره الفعلي سنة 1986 بأول ألبوم له وهو عبارة عن ثنائي «ديو» مع ملكة الراى الزهوانية، ثم بدأ الإنتاج الخاص وحقق نجاحا ساحقا بأغنية «ما تبكيش وقولي هذا مكتوبي» و» قاع النساء اللي فوق أرض ربي»،
وأغنية «الفيزا» والتي تم بيع 250000 نسخة منها عند صدورها سنة 1991.
 غنى حسنى للحب و للشباب ، و خصص حيزا من أغانيه لمشاكله الخاصة، وكثيرا ما تغني فيها بعلاقته بابنه الوحيد عبد الله.
أنتج المرحوم حسنى 102 ألبوم يحمل أكثر من 600 أغنية، دون حساب التي لم تنزل الأسواق، وحطم الأرقام القياسية في المبيعات، و لايزال يحطم الأرقام القياسية في نسبة المتابعة، وسماع أغانيه عبر الوسائط الافتراضية.                     بن ودان خيرة

في  ذكرى رحيله الـ 26
وزيرة الثقافة تؤكد بأن الشاب حسني خالد في ذاكرة الجزائريين
أكدت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة أن أيقونة الراي حسني شقرون، الشهير باسم الشاب حسني، لا يزال مقيما في ذاكرة كل الجزائريين، بالرغم من مرور 26 عاما، على اغتياله برصاص الإرهاب و الحقد، و لا تزال أغانيه تجتاح الأمكنة و الأزمنة و القلوب و ترمز للصمود و الأمل في غد أفضل و أجمل.
وزيرة الثقافة خصصت في صفحتها الرسمية و صفحة وزارة الثقافة على موقع التواصل فايسبوك، وقفة للترحم على روح أيقونة أغنية الراي الشاب حسني، في الذكرى 26 لرحيله، و كتبت « قبل سنوات كان الشاب حسني يقاوم الكوابيس بصوته و حضوره، كانت ابتسامته تشكّل أملا لليافعين والشباب، وحين اشتدّت آلة الموت و تمكّن الخوف من الأحلام، غنّى حسني عن الأمل، وحفّز الشباب على الحلم.
مات حسني مغدورا برصاص الحقد، ولكنه ظل خالدا في ذاكرة الجزائريين، ومازال صوته يصدح في القلوب و القاعات و السيارات وعلى الشرفات و في الغرف الفقيرة والمترفة.
علّمنا حسني وهو يقبل على الحياة ويقاتل الحزن والخوف، أن نصمد وأن ننظر إلى الغد الجميل لنواجه قسوة الحاضر.
ألف رحمة لروحه الجميلة».                                      ق.م

الأسرة الفنية بوهران تتذكر الفقيد
  أحيت الأسرة الفنية وبعض جمعيات المجتمع المدني   أمس الثلاثاء بوهران الذكرى الـ26 لاغتيال "أمير الأغنية العاطفية الوهرانية", الشاب حسني, حسبما علم من المنظمين.
    وتجمع عدد من الفنانين وممثلي بعض جمعيات المجتمع المدني الناشطة في عاصمة الغرب الجزائري, فضلا عن ضيوف قدموا من الولايات المجاورة والبعيدة, أمام مقر جمعية "فن وثقافة وحماية التراث الموسيقي الوهراني", منظمة الاحتفالية, بساحة أول نوفمبر بوهران, قبل أن ينتقلوا إلى مقبرة عين البيضاء, أين تم تلاوة فاتحة الكتاب ووضع إكليل من الزهور أمام قبر الفقيد.
    واستغل المنظمون فرصة تخليد هذه الذكرى «للإشادة بمناقب الفنان الراحل, باعتباره أحد حاملي راية الفن الوهراني الأصيل», كما أشير إليه.
 واغتيل حسني شقرون, المعروف بلقب "الشاب حسني" والمولود بتاريخ الفاتح  فبراير 1968, أمام مقر سكناه بحي "قمبيطة" بوهران في مثل هذا اليوم من سنة  1994.
(وأج)
   

الرجوع إلى الأعلى