يسجل سوق الملابس و الأحذية بالجزائر ركودا كبيرا، و نقصا فادحا في السلع الجديدة، و تداول أخرى قديمة بين تجار لجأ أغلبهم لتسويق “السطوك” القديم، لتلبية طلبات زبائن، و شملت الظاهرة حتى الماركات المعروفة التي كانت تحظى بإقبال كبير و تواكب آخر صيحات الموضة بالمساحات الكبرى، على غرار أرديس و باب الزوار بالجزائر العاصمة، ما جعل الكثير من الزبائن يعدلون عن شراء ما يحتاجون إليه، إلى إشعار آخر.
يبدو أن تبعات جائحة كورونا تشمل سوق الملابس و الأحذية الرجالية، النسائية و حتى الخاصة بالأطفال، و تجلت في نقص كبير في السلع الجديدة و غياب موضة الموسم، ما جعل معظم المحلات تكتفي بعرض ما لديها من سلع مخزنة منذ فترة، كما لاحظنا خلال جولة استطلاعية قادت النصر إلى سوق الرويبة، و  المركزين التجاريين أرديس و باب الزوار بالجزائر العاصمة.
تعرض كافة المحلات، موديلات الموسم الفارط في مختلف القطع، و لم تجلب أي سلع جديدة لحد الآن، ما جعل المواطنين يكتفون بالتجول داخل المحلات، دون اقتناء أي شيء، مؤجلين ذلك إلى غاية تحسن الأوضاع و دخول سلع جديدة، في المقابل اضطر البعض لشراء ملابس الموسم الفارط لعدم وجود خيار آخر، لكونهم بحاجة ماسة إليها، خاصة فيما يتعلق بملابس الأطفال، مثلما قالت إحدى السيدات.
و أكد بعض الزبائن ممن التقيناهم بأحد محلات بيع ألبسة و أحذية ذات ماركة أوروبية بالمركز التجاري أرديس، أنهم يزورون المحل كل أسبوع، لكنهم لم يجدوا سلعا جديدة، و استمر عرض السلع القديمة التي كانوا قد اقتنوا مستلزماتهم منها الموسم الفارط، و علق أحد الباعة بأن صاحب المحل لم يتمكن من استيراد سلع جديدة في ظل الإجراءات الاستثنائية التي فرضها انتشار فيروس كورونا و تقليص كميات السلع المستوردة.
تاجر آخر بمنطقة الرويبة، أكد أن جميع زملائه في المهنة يتداولون نفس السلع القديمة، فبعد قرار الغلق لأشهر و توقف نشاطهم، عادوا للعمل مجددا، لكن بنفس السلع القديمة، مضيفا أن هذه المعطيات جعلتهم يلجأون للسلع المخزنة التي كانت تخصص “للصولد” الموسمي الذي تخلى عنه أغلب التجار، في ظل الكساد الكبير الذي تعاني منه السوق الوطنية و العالمية.
و أكد تاجر آخر أن حالة الكساد و توقف حركة السلع، جعل الأغلبية تلغي عملية البيع بالتخفيض الموسمية، و ذلك بسبب تضررهم من غلق محلاتهم أثناء فترة الحجر الصحي، فضلا عن عزوف المواطنين عن شراء الملابس و الأحذية، إلا عند الضرورة القصوى، و قال إنهم لم يبيعوا بالتخفيض و قرروا الاستمرار في عرض نفس السلع و بنفس الأسعار، و أثناء جولتنا الاستطلاعية لاحظنا ارتفاعا في الأسعار على مستوى بعض المحلات، بالرغم من أن السلع قديمة و كانت تباع الموسم الماضي بسعر أقل.
تقليص الاستيراد و توقف الرحلات الجوية وراء الكساد
 أرجعت مصادر بالجمارك الجزائرية حالة الكساد، إلى توقف نشاط عدد كبير من الموانئ الجافة التي كانت تستقبل هذا النوع من السلع في الفترة الأخيرة، إلى جانب تقليص معدل صادراتها على مستوى الموانئ و كذا المطارات، كما أشارت إلى أن جزءا كبيرا من تجارة الملابس التي تعتمد على “الكابة” القادمة من أوروبا و تركيا، توقفت كليا ، بسبب توقف رحلات الطائرات بين الجزائر و هذه الدول، خاصة و أنها معروفة بكونها مصدر مهم لتموين محلات الملابس و الأحذية.
و كشفت ذات المصادر عن تمكن فئة قليلة من التجار من تزويد محلاتها  بالسلع الجديدة، و يتعلق الأمر بأولئك المستوردين الذين يجلبون سلعهم من الخارج عن طريق المطارات التي تستقبل يوميا كميات كبيرة من السلع، ضمن عملية لم تتوقف ، بالرغم من إجراءات الحجر الصحي التي أثرت على قطاعات كثيرة. و قبل عودة المياه إلى مجاريها، يبقى عشاق الموضة و الجديد، في انتظار عودة عجلة دخول السلع خاصة عبر “الكابة” التي تشكل مصدرا مهما بالنسبة للكثيرين من عشاق الجودة
و الموضة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى