هشام، شاب من شباب بلدية بئر مقدم بولاية تبسة، مغترب منذ سنوات يشرف على إدارة مؤسسة بإحدى دول الخليج العربي، يشده الحنين من حين لآخر، لزيارة عائلته بمنطقة  تازبنت الريفية، التابعة لبلدية بئر مقدم، أين يجد الراحة بالقرب من والدته و الاستمتاع بجمال الطبيعة.
هشام، آلمه ما يكابده سكان تازبنت من صعاب مع نزول الأمطار، حيث تنقطع بهم السبل ويجدون صعوبة كبيرة في مغادرة المنطقة، بسبب فيضان الوادي الذي تحول إلى كابوس للسكان، فطالما انتظروا تدخل السلطات المحلية لبناء جسر، يمكنهم من عبور الوادي و تفادي مخاطر مياه السيول، مع كل اضطرابات جوية تعرفها المنطقة، ففكر في حل لسكان قريته ، وبادر إلى إنجاز جسر لفك العزلة عن مواطني تازبنت بماله الخاص، بعدما عجزت البلدية  عن تجسيد هذا المشروع، رغم نداءات المواطنين الموجهة إليها منذ عقود من الزمن.
ضرب الشاب هشام، أروع مثال في رد الجميل لأرض الأجداد، ولم ينتظر السلطات المحلية لبناء جسر، بعد أن أفصحت عن عدم توفر الأموال لتحقيق حلم من أحلام منطقة قدمت قوافل من الشهداء، وكان بإمكانه أن يقول ما دخلي في بناء جسر وأنا أحل ضيفا لأيام قليلة على المنطقة؟ وماذا يهمني في سكان تازبنت؟ ، لكن حبه للأرض الطيبة الذي غرسه فيه والداه،  ومنحته أشياء جميلة كثيرة، وعدم تنكره لأصله، وعدم اغتراره بمنصبه، دفعه إلى تجسيد هذا المشروع الخيري الذي سيخفف الكثير من متاعب السكان بالجهة، وسيترك بصمة صاحبه التي تتحدث عنه طويلا.
أحد سكان تازبنت، أوضح للنصر، أنه بعد ما باءت كل مطالب السكان بتسجيل مشروع إنجاز الجسر بالفشل، قام بن المنطقة هشام بمبادرة لإنجاز الجسر وتسخير إمكانياته الخاصة، التي سمحت بإنجاز الجسر في ظرف معقول، ما سيسمح لهم بعبور الوادي نحو بقية المناطق. وقد لقي ذلك صدى واسعا بين السكان، الذين ثمّنوا المبادرة ، ويأملون في مساعدة أهل المنطقة، لدفع عجلة التنمية بها، خاصة و أن الكثيرين منهم يعيشون حالة فقر و بؤس، وسط ظروف معيشية صعبة وطبيعة جبلية قاسية وعزلة  قاتلة.                                                                                ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى