تستعد الأسر الجزائرية للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، معلنة تطليق بعض العادات و التقاليد، و تبني طرق مبتكرة أكثر حداثة في تحضير “النفقة” و الديكورات التي أضحت أمورا تتنافس فيها النساء، و تحكمها موضة تتغير كل سنة.
يبدو أن الكثير من ربات البيوت قررن التخلي عن الأطباق التقليدية التي توارثنها عن الأمهات و الجدات، للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، فقد أعلن تمردهن عن التقاليد و التخلي عن تحضير الشخشوشة، أو تريدة الطاجين و حتى الرشتة، التي كانت رئيسية في المناسبة، و أقبلن على تبني خيارات جديدة مبنية على وصفات مبتكرة تتماشى و المناسبة، تعتمد على العصرنة في مكوناتها و طريقة تقديمها.
“طاجين الشموع” آخر صيحة و “الطمينة” تنتشر عبر 48 ولاية
ربما تعد منصات التواصل الإجتماعي و موقع يوتيوب المصادر الرئيسية التي دفعت ربات البيوت إلى تغيير خياراتهن و عاداتهن، إذ يتم عبرها تداول العديد من الوصفات العصرية التي طرحت كبديلة للوصفات التقليدية المعروفة، و ذلك في إطار التحضيرات المسبقة لاستقبال المناسبة الدينية بطريقة جديدة مبتكرة، حيث تنتشر الكثير من الوصفات الحلوة و المالحة، مسجلة تفاعلا كبيرا ، خاصة عبر المجموعات المهتمة بالطبخ.
و من بين الأطباق التي تم استحداثها ، يعد “طاجين الشموع” آخر صيحات الأطباق المبتكرة، و قد خص بطريقة مميزة في التحضير و التقديم، تتماشى و ذكرى المولد النبوي، بالإضافة إلى ابتكار وصفات أخرى للتحلية، مثل تحلية الشموع أو “كعكة  الشموع” الخاصة بالمناسبة.
كما تعرف تحلية “الطمينة” التقليدية، المتكونة من العسل، الزبدة و الدقيق المحمص، انتشارا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فبالرغم من كونها خاصة بالوسط الجزائري و بعض الولايات، إلا أن التحديثات التي طالتها بإعطائها لمسة خاصة، تتماشى و أي مناسبة، جعلها تنتشر بباقي ولايات الوطن.
و يجري تداول صور كثيرة لطريقة تزيين “طمينة” المولد، و ذلك بوضع لمسات خاصة، مثل الحلويات المصنعة، كتابة اسم النبي صلى الله عليه و سلم، اسم الجلالة، و كذا رسم الكعبة الشريفة، إضافة إلى تفاصيل كثيرة أبدعت أنامل الجزائريات في رسمها على الأطباق الكبيرة أو الفردية.
و قالت عديد السيدات من الشرق الجزائري للنصر،  أن تحضير الطمينة ليست ضمن تقاليد المنطقة في المولد النبوي، لكنهن سيحضرنها في هذه المناسبة الوشيكة، بعد اطلاعهن على نماذج مبتكرة في الفضاء الأخضر، و أكدت لنا السيدة رقية أنها تحلية مميزة تضفي جمالا على طاولة الطعام للاحتفال بهذه المناسبة.
ديكورات و طاولات فخمة في المولد النبوي الشريف
لم يقتصر تركيز ربات البيوت على نوعية الأطباق التي يتم تحضيرها بالمناسبة، بل ذهبن إلى أبعد من ذلك، من خلال الاهتمام بالجانب الجمالي للتقديم، حيث تهتم الكثيرات بديكورات طاولات الطعام التي تتكون من أواني خاصة، و تزيينها بديكورات صغيرة تعبر عن المناسبة، مثل الشموع الصغيرة و الفوانيس.
أما في ما يتعلق بطاولات السهرة، فيجري التركيز على طريقة تقديم الحلويات خاصة “المعسلة”، و وضع أكياس  صغيرة تحمل اسم محمد صلى الله عليه و سلم، مع حرص البعض على التذكير بالمناسبة، من خلال منح هدايا للأطفال تحمل تفاصيل عن مولد النبي الكريم، و كذا تنظيم سهرات عائلية تجمع أفراد العائلات  الكبيرة، في أجواء خاصة يسعى  كل فرد  لتخليدها على طريقته الخاصة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى