أنهى، مؤخرا، الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بولاية تبسة، برنامج الصيانة المخصص لتنظيف وإعادة الطلاء للسور المحيط بموقع « سيدي عبد الله « الأثري، ببلدية مرسط، بالتعاون مع مصالح البلدية والدائرة، بعد قرار فتح الموقع للجمهور، حيث خضع لعملية تسييج و تأمين، وأصبح جاهزا للاستغلال الأمثل.                 الديوان، وضع برنامجا مشتركا في ما يخص الإنارة ووضع كراس بالموقع تتماشى والطبيعة الإركيولوجية لخصوصية هذا المكان بمتابعة من مسؤول المتاحف والمواقع الأثرية لولاية تبسة، الذي ثمن مجهودات عمال الديوان ومصالح البلدية  لما يقدمونه حماية  لهذا الإرث الحضاري الهام.
المواقع الأثرية بولاية تبسة، تخضع منذ أيام، لعملية صيانة وقائية وتهيئة مكثفة، يقوم بها عمال إدارة المتاحف والمواقع الأثرية وفق برنامج استعجالي سطرته الإدارة، وفي هذا الإطار، أكد مصدر من إدارة المتاحف والمواقع الأثرية لولاية تبسة، أنّ ذلك جاء تنفيذا لتعليمات المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية الصادرة بهذا الخصوص، حيث تم تسطير برنامج في هذا الخصوص يتم وفق احترام التدابير الوقائية اللازمة.
البرنامج، انطلق على مستوى السور البيزنطي، ثم على مستوى كل من المسرح المدرج، وموقع البازيليك، والحديقة الأثرية، و موقع سيدي عبد الله ببلدية مرسط،  وبالتنسيق مع مصالح بلدية الماء الأبيض، انطلقت عملية تهيئة وتعقيم وتنظيف على مستوى الموقع الأثري معصرة “ برزقال”، وكذلك على مستوى الموقع الأثري المعروف باسم “ تبسة الخالية” وذلك بالشراكة مع جمعيات ومؤسسات، حيث تم وضع برنامج رسمي بمساهمة منهم بوسائل مادية وبشرية.
وأكّد نفس المصدر، أنّه سطّر برنامجا تقنيا يتمثّل في تنظيف المقتنيات الأثرية المعروضة بالمتاحف بتبسة، ومواصلة الزيارات الافتراضية للتعريف بالمعالم التي تزخر بها الولاية، بهدف تثمين موروثنا الثقافي.
إدارة المتاحف والمواقع الأثرية لولاية تبسة، وبالتنسيق مع مديرية الثقافة، أحصت 50 موقعا أثريا تحمل مواصفات وطنية، حسب مصالح إدارة المتاحف، و قد تم استحداث سجل خاص بجرد الممتلكات الثقافية العقارية والمنقولة بهذه الولاية الأثرية، بالإضافة إلى إعداد بطاقات تقنية للمعالم الأثرية تحمل مواصفات وطنية، ومكن استحداث سجل جرد الممتلكات الثقافية العقارية والمنقولة من إضافة 23 موقعا أثريا جديدا بعدما كانت الولاية تحصي 27 موقعا، وتخضع جميع هذه المواقع الأثرية حاليا إلى عمليات إعادة تأهيل.
 وضبطت بالتوازي مع ذلك،  إدارة المتاحف والمواقع الأثرية بهذه الولاية الحدودية برنامجا خاصا لتحسين الإطار الحضري بهذه المواقع لا سيما الواقعة منها وسط المدينة، بحكم تواجدها داخل الوسط العمراني ، وبإشراك كل من مصالح البلدية والولاية ومديرية الثقافة وكذا جمعيات المجتمع المدني، تم جمع حوالي 3 أطنان من النفايات من محيط هذه المعالم الأثرية وبالإضافة إلى ذلك، سطر القائمون على إدارة المتاحف بالولاية برنامج دائم لتنظيف التحف والمعالم الأثرية يشرف عليه مختصون في المجال، حيث تقوم الإدارة حاليا بعمل تحسيسي للحفاظ على التراث الثقافي عن طريق تنظيم أيام دراسية وحملات تحسيسية.   
  وتطمح إدارة المتاحف والمواقع الأثرية في ولاية تبسة، من خلال الجهود المتواصلة بدرجة أولى إلى حماية وحفظ الموروث الأثري المنتشر في  مختلف مناطق الولاية، والسعي في المستقبل القريب إلى خلق سياحة أثرية في الولاية تساهم في النشاط الاقتصادي والحركية الثقافية، حتى تصبح الولاية قبلة للسياح من كل أرجاء الوطن وحتى من خارج الوطن، الذين سبق لهم زيارة المواقع الأثرية، وأبدوا إعجابهم وانبهارهم بما تزخر به الولاية لاسيما مدينة تبسة، فضلا عن الدبلوماسيين الأجانب،   كما يعد هذا الموروث مادة لكل الدارسين والطلبة والباحثين المهتمين بالآثار والتراث بكل أنواعه واختصاصاته.                         
              ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى