زار مؤخرا مدير المصالح الفلاحية بولاية تبسة السعيد ثامن، مؤسسة “إيلاف بيو”، لإنتاج زيت ومشتقات التين الشوكي، التي يوجد مقرها ببلدية بئر العاتر، و استمع لشروحات وافية حول هذه الوحدة التي تقوم بتحويل منتج التين الشوكي إلى زيت، يعتبر الأغلى في العالم، إضافة  إلى بعض المستخلصات من بينها خل التين الشوكي، واعدا بتقديم المساعدة و المرافقة لإنجاح المشروع.
النصر رافقت المسؤول أثناء زيارته إلى المؤسسة، و التقت بصاحبها محمود عميّر، فقال لنا بأنه واجه عدة صعوبات عند رغبته في تجسيد مشروعه الوحيد على مستوى الولاية خلال السنوات الأخيرة، فبذل قصارى جهده من أجل تحقيق هذا الحلم، فأنشأ وحدته المختصة في تحويل التين الشوكي، المعروف باسم “ الهندي” بمستثمرته الكائنة قرب مدينة بئر العاتر، و تتربع على مساحة 17 هكتارا من 12 هكتارا حديثة الغراسة، و تمكن من خوض تجربة رائدة، حيث تمكن من استخلاص أحد أغلى أنواع الزيوت في العالم من بذور “ الهندي” بوحدته الإنتاجية، فضلا عن استخلاص مواد أخرى، تستخدم في صناعة مستحضرات التجميل و الصيدلة و أغذية المواشي.
أوضح محمود عمير للنصر، أنه قرر أن يعتمد في مشروعه على التين الشوكي كمادة أولية، سيما بعد أن أثبتت الدراسات العلمية الفوائد التي تتميز به هذه النبتة للإنسان والحيوان معا، فالهندي غني بالفيتامينات والمعادن والأملاح، ما جعله مكملا غذائيا مثاليا لمرضى السكري والضغط الدموي، ومن يعانون من قرحة المعدة، إذ ينظف جدران المعدة من المواد الدّسمة العالقة.
و تتوفر المنطقة على كميات كبيرة من التين الشوكي، شجعت المتحدث على ولوج عملية الإنتاج، واستخلاص الزيت من هذه النبتة التي يجهل الكثير من الناس فوائدها الصحية و المادية، وشرع في تحقيق حلمه بإنتاج الزيت الذي يعتبر من أغلى الزيوت في العالم.
المتحدث أكد أن سعر هذا الزيت  يتراوح بين 800 و 1000 أورو للتر الواحد في الدول الأوروبية، و يوجه في العادة للعلاج أو التجميل، و أرجع سبب ارتفاع سعر زيت “ الهندي” في الأسواق العالمية، إلى فوائده الكثيرة، و كذا صعوبة استخراجه و تكاليفه المرتفعة، حيث يتطلب الحصول على لتر واحد من هذا الزيت، إلى 15 قنطار من التين الشوكي، مما جعل هذا المنتج باهظ الثمن و قليلا في الأسواق.
وبخصوص بقايا التين الشوكي بعد استخلاص مادة الزيت منه، قال محمود عمير، أنه  يقوم بتحويلها إلى إنتاج مستحضرات التجميل، و توجيه جزء منها لتغذية الأنعام، باعتبارها من الأعلاف الغنية بالبروتينات والأحماض الدهنية، ناهيك عن إنتاج مصبرات وعصير و مربّى التين الشوكي، ذات الذوق الرفيع و النكهة المميزة.
المتحدث ذكر أن كل تلك النشاطات مكلفة و الاستثمار موسمي ومحدود، غير أن مردوديته مريحة و هناك طرق عديد للاستفادة منه، ما شجعه على إنشاء وحدة تحويلية، فزيته يطلق عليه زيت الجمال و الزينة، و يعتبر من أهم الزيوت التي تستعمل في علاج أعراض الشيخوخة ومكافحة التجاعيد و البقع البنية، حسب الخبراء، كما أن بذوره تستعمل في التنشيط الطبيعي لجدران المعدة و الأمعاء و علاج الجهاز الهضمي ككل، كما يستخدم في علاج أمراض القلب والشرايين و يقضي على آثار الحروق و الجروح.تجدر الإشارة إلى أن غراسة الهندي، أو ما يعرف بسلطان الغلة عند الجزائريين، قد شهد تطورا كبيرا من حيث المساحة المغروسة وطنيا ، و التي تقارب 60 ألف هكتار، منها 26 ألف هكتار بولاية تبسة، التي باتت تحتل مرتبة ريادية في إنتاج ثمرة “ الهندي”.
و يبقى التين الشوكي الموسمي مطلوب في أوروبا، كفاكهة و كمربى، بسبب مذاقه اللذيذ وعصيره و مصبراته و استخداماته المتعددة، خاصة في الطب و التجميل، وينصح الخبراء بتدعيم هذه الشعبة، لضخ موارد مالية من العملة الصعبة في أوصال الخزينة العمومية خارج قطاع المحروقات.                  ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى