يشكل مطلب تقريب مراكز العلاج الكيميائي من مرضى السرطان، خصوصا بالنسبة لشريحة الأطفال بولاية المسيلة، حلما تسعى جمعية البر الخيرية لرعاية مرضى السرطان، من أجل تحويله إلى حقيقة، برفع هذا الانشغال باستمرار أمام السلطات المركزية بوزارة الصحة، من أجل إنهاء معاناة 70 طفلا مصابا بأورام سرطانية، يتنقلون كل مرة إلى مراكز مكافحة السرطان بولايات عديدة من أجل العلاج.
رئيس جمعية البر الخيرية لرعاية مرضى السرطان، عيسى أوصيف، قال للنصر، إن أولياء هؤلاء المرضى يكابدون أيضا مشاق كثيرة عند مرافقتهم لهم أثناء مراحل العلاج الكيميائي بولايات الجزائر العاصمة ، وادي سوف، سطيف، تيزي وزو ، باتنة و البليدة، من أجل تلقي العلاج الكيميائي و الإشعاعي، حيث يضطر البعض للمبيت مع أبنائهم المرضى طيلة أيام العلاج، خاصة الأمهات اللائي يلزمن بالتخلي عن الزوج وبقية الأبناء، من أجل ملازمة الابن المريض.
في حديثه للنصر، ذكر رئيس الجمعية الكثير من المحن و المآسي التي يعيشها جلّ المرضى وذويهم ، حيث تحصي ولاية المسيلة، حسبه، ما لا يقل عن 600 مصاب بهذا الداء، يضطرون إلى قطع مسافات طويلة باستمرار،  من أجل بلوغ مراكز العلاج الكيمياوي، لأن ولاية المسيلة لا تتوفر على هذا المرفق الصحي، و لا توجد بها سوى مصلحة علاج الأورام بمستشفى الزهراوي التي تتربع على مساحة لا تزيد عن 100 متر مربع، و هي عبارة عن قاعة تنعدم بها الوسائل والإمكانات المادية والبشرية، لاسيما طبيب مختص بعلاج أطفال السرطان.
و أضاف المتحدث أن هناك مساع حثيثة، بالتنسيق مع بعض المسؤولين بوزارة الصحة ومديرية الصحة بالولاية، من أجل توفير الأجواء الملائمة و إيجاد الحلول المناسبة لهذه الفئة من المرضى، مؤكدا «أبدت الوزارة الوصية، ممثلة في المدير العام للمؤسسات والهياكل البروفيسور رحال، استعدادها للتجاوب مع مطلبنا وهو ما يدفعنا إلى التفاؤل بقرب تجسيد هذا الحلم و تحويله إلى حقيقة، خصوصا وأن نقل المرضى يتم من مرتين إلى 04 مرات شهريا، و تنجم عنه مشاكل صحية واجتماعية وأسرية حتى للأمهات، من جراء طول مكوثهن رفقة أبنائهن بالمستشفيات.
و قد بادرت الجمعية منذ تأسيسها بتاريخ 14 أوت 2017، إلى تقديم العديد من الخدمات من أجل التخفيف عن المرضى، و ذلك  من خلال اقتناء 03 سيارات إسعاف لتقليص تكاليف النقل بالنسبة للمرضى الذين يعانون من نقص المداخيل المالية فالكثير منهم فقراء ومعوزين ، ليس بإمكانهم توفير تكاليف التنقل إلى مراكز العلاج بالجزائر العاصمة.
كما تم في هذا السياق، تسخير سكنين بالجزائر العاصمة و سطيف، لفائدة أسر و مرضى السرطان ليبيتوا بها بدل التنقل بين الفنادق التي تستنزف أموالا طائلة، بينما يضطر البعض إلى قضاء ليلتهم داخل مركباتهم، بسبب عدم قدرتهم على تسديد فواتير المبيت في فندق.
و يعود الفضل في توفير السكنين إلى المحسنين الذين كانوا دوما سندا للجمعية و المرضى.
فارس قريشي        

الرجوع إلى الأعلى