تمكنت قافلتان، نظمتهما مصالح الصحة و الهلال الأحمر و الحماية المدنية بولاية باتنة، من رصد وضعيات جد مزرية لعائلات تقيم بمناطق الظل ببلديتي معافة وأولاد سلام، من بينها أسرة تضم امرأة عجوز أنهكها المرض و ابنتها المعاقة ذهنيا، كانتا تعيشان وسط القمامة و الروائح الكريهة، تم التكفل بهما، فيما تبرع مواطنون بمواد بناء لترميم مسكن عجوز فقيرة تعيش لوحدها، كما تلقت عائلات بمشتة كاف لحمر، مساعدات من وكالة التنمية الاجتماعية و استفادت من الفحوصات الطبية التي قامت بها أطقم الحماية المدنية.
بادرت مديرية الصحة لولاية باتنة، من خلال المؤسسة الجوارية للصحة العمومية بعين التوتة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري،  بتنظيم قافلة تضامنية لفائدة سكان مناطق الظل ببلديات دائرة عين التوتة وهي معافة، و أولاد عوف، وبني فضالة، حيث جابت عديد القرى، و طرقت أبواب العائلات المعوزة و الفقيرة، ما سمح  بإدخال البهجة و الابتسامة على المحتاجين.
 أوضحت رئيسة لجنة الهلال الأحمر الجزائري سامية العلمي للنصر، بأن القافلة سارت، وفق خارطة طريق محددة، تستند إلى عمل إحصائي مسبق قامت به منظمة الهلال الأحمر، لتحديد العائلات المعوزة و احتياجاتها التي يتم تلبيتها بصفة دورية، من مواد غذائية و أفرشة وأغطية و رعاية طبية.
وأضافت المتحدثة ، بأنها و بقية المشاركين في القافلة، تفاجأوا بوضعية عجوز تعيش رفقة ابنتها المعاقة داخل مسكن ببلدية معافة، لا ينطبق عليه تسمية مسكن، فهما تقيمان وسط كومة كبيرة من القمامة والأوساخ المتراكمة منذ سنوات تنبعث منها روائح كريهة.
قالت رئيسة لجنة الهلال الأحمر، بأنها لم تستطع للوهلة الأولى، عندما دخلت المكان، مشاهدة العجوز المريضة التي لا تقوى على الحركة، لأنها توارت عن الأنظار وسط القمامة.
علما بأنه تم تدخل مصالح الدرك و الأمن من أجل دخول منزل العجوز، لأن ابنتها تعاني من مرض عقلي، و كانت تعاملها بعنف و عدوانية، ما حتم اتخاذ التدابير اللازمة، بالتنسيق مع السلطات العمومية و مصالح النشاط الاجتماعي.
و اتخذت قرارات استعجالية للتكفل بالابنة المعاقة ذهنيا بالمؤسسة العمومية للأمراض العقلية بالمعذر، فيما تم تحويل أمها إلى المستشفى الجامعي بباتنة للعلاج، في انتظار مواصلة الإجراءات لنقلها إلى دار المسنين.
مواطنون يرممون بيت عجوز وحيدة
و كشفت رئيس اللجنة الولائية للهلال الأحمر بباتنة، عن تبرع مواطنين بمواد بناء و تجهيزات لفائدة عجوز أخرى كانت تقيم بمفردها بمنزل آيل للسقوط، ببلدية معافة، في وضعية مزرية. و تم الشروع في ترميم مسكنها، بعد أن رفضت نقلها إلى دار المسنين.
و أكدت السيدة العلمي تضافر جهود المحسنين من تجار و رجال مال، وكذا مواطنين عاديين، لتزويد الهلال الأحمر بالمساعدات اللازمة لفائدة المحرومين و المعوزين بمناطق الظل.وفي ذات السياق نوهت المتحدثة بجهود مصالح الصحة التي جندت أطقما طبية من أجل فحص قاطني مناطق الظل، مشيرة إلى مواصلة هيئة الهلال الأحمر مشاركتها في القوافل التضامنية. و تحدثت عن برمجة مبادرات أخرى تتضمن العودة إلى التكوين في مجال الإسعافات الأولية، بعد الانشغال طيلة أشهر بالتصدي لجائحة كورونا، إلى جانب توفير المتابعة النفسية لمن يعانون من آثار الجائحة، من طرف مختصين.
من جهتها أطلقت مصالح الحماية المدنية لولاية باتنة، منذ بداية الأسبوع الجاري، قوافل تضامنية باتجاه مناطق الظل، ستستمر على مدار خمسة أيام، لتشمل خمس بلديات نائية.البداية كانت من أولاد سلام، حيث جابت فرق الحماية و الأطقم الطبية، منطقة الكاف لحمر، و أوضح المكلف بالإعلام زهير نكاع، بأنه وعلى الرغم من تناثر السكنات، إلا أن ذلك لم يكن عائقا أمام الفرق، حيث طرقت أبواب كافة السكنات بالمنطقة، بمساعدة خلية وكالة التنمية الاجتماعية، من أجل معاينة السكان و توجيه المرضى لإجراء تحاليل وفحوصات معمقة، بالإضافة إلى توزيع الأدوية على المرضى، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة.وأكد نكاع، بأن العملية التي جندت لها فرق وأطقم طبية مختصة، وخمس مركبات، ستتواصل لتشمل،  بعد أولاد سلام، بلديات بوزينة، و تكوت، وأولاد فاضل وعزيل عبد القادر، من أجل إجراء فحوصات طبية، وتوزيع الأدوية على المرضى، و العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، في الوقت الذي تتولى وكالة التنمية الاجتماعية توزيع المساعدات العينية من طرود غذائية وألبسة و أفرشة.         يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى