نجح الشاب عبد الوهاب آيت الطيب، المعروف باسم «وهيب «، صاحب 24 عاما، في بعث مشروع محطة إذاعية على الويب، ناطقة بالانجليزية تحمل اسم  « ألجيرين بلاك بارل»، أو الجوهرة الجزائرية السوداء، و تلقى اليوم، بعد مرور سنتين من إطلاقها، تجاوبا و صدى مقبولا بين المواطنين، خاصة فئة الشباب، لأنها تفتح أمامهم نافذة جديدة على العالم باستخدام اللغة الانجليزية، كتجربة أولى من نوعها في الحقل الإعلامي، حيث تركز خصوصا على المواضيع التثقيفية و التعليمية و التجارب الرائدة في الجزائر و العالم  ببرامج حوارية تفاعلية عبر الإنترنت.
و في حوار جمعه بجريدة النصر، تحدث عبد الوهاب آيت الطيب عن فكرة المشروع وكيف نجح في تجسيدها على أرض الواقع، وكيف يسعى اليوم إلى الارتقاء بهذه المحطة الناشئة و تطويرها، رغم العراقيل المطروحة.
من فكرة  في الجامعة إلى مشروع  حقيقي
عاد بنا عبد الوهاب إلى فترة دراسته بالجامعة كطالب في كلية اللغة الانجليزية، و تحديدا سنة 2017 ، عندما بدأ يفكر في إنشاء إذاعة على الويب، ناطقة باللغة الانجليزية.
 و بعد مضي سنتين،  تحديدا سنة 2019، تحول الحلم إلى حقيقة، عندما بدأ في بث أولى برامج الإذاعة  عبر الإنترنت،  و كانت عبارة عن حوارات يبثها عبر موقع المحطة في فترات متقطعة،  بعد ذلك أنشأ مقرا خاصا بالمحطة في منطقة رويبة بالجزائر العاصمة، و جهزه بكل المعدات اللازمة، و تعاقد مع مجموعة من الشباب من خريجي الجامعة،  و أصبح بذلك للإذاعة برامج قارة تبث باستمرار، و هي عبارة عن  حوارات تفاعلية منها المسجلة و أخرى مباشرة.
عن سبب اختياره إطلاق إذاعة باللغة الانجليزية، قال عبد الوهاب أنه يحب هذه اللغة و لطالما بحث عن وسيلة  لجعلها تتغلغل بين فئات المجتمع الجزائري، خاصة الشباب، ليتعودوا على هذه اللغة التي تعتبر لغة العلم و العالم ، باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت تستقطب كل الفئات العمرية.
و أوضح المتحدث أنه فضل أن يطلق الإذاعة  عبر الويب، ليكون انتشارها أوسع، و رغم أن التجربة جديدة في الجزائر، إلا أنها رائجة عبر العالم،  و هي نافذة على المستقبل الحقيقي في ظل الانفتاح على العالم الافتراضي،  و اكتساح «سوشل ميديا» لحياة الإنسان في أبسط تفاصيلها.

هناك عدة دوافع و أهداف أخرى من وراء مشروع إذاعة « ألجيرين بلاك بارل» الناطقة بالانجليزية، كما قال مؤسسها للنصر،  فهو يسعى أن تكون هذه الإذاعة مرآة عاكسة للجزائر في الخارج ، خاصة أن الكثير من دول العالم لا تعرف الجزائر كبلد و كتاريخ، و هذا ما لاحظه في  أسفاره الكثيرة ، و يسعى حاليا  رفقة الفريق العامل  معه، لبث مضامين تعريفية أكثر بالجزائر باللغة الانجليزية، ليستطيع الأجانب فهمها و استيعابها، على غرار المواضيع الثقافية و الشبابية ، و يرى أن اللغة تساعد كثيرا على نشر ثقافة معينة أو التعريف ببلد ما،  و من هذا المنطلق اختار الانجليزية كلغة أساسية ، مع استعمال العربية و الفرنسية في بعض الأحيان، خاصة من قبل بعض الضيوف الذين لا يتقنون أو لا يتحكمون في الإنجليزية.
أما محليا، يسعى عبد الوهاب لتوسيع دائرة متابعيه عبر مختلف ولايات الوطن، و لا يقتصرون على الجزائر العاصمة و ما جاورها ، مؤكدا أن دائرة التفاعل تزيد  يوما بعد يوم ، و الكثير من الشباب من ولايات بعيدة، يطلبون منه المشاركة و الحضور، و هو مؤشر ايجابي بالنسبة إليه، رغم وجود عديد العراقيل.
أنشأ مدرسة لتعليم الإنجليزية  لينفق على الإذاعة
إلى جانب إذاعة « ألجيرين بلاك بارل» يسير عبد الوهاب آيت الطيب مدرسة خاصة لتعليم اللغات ، أنشاها من منطلق عشقه للغات الأجنبية، في مقدمتها اللغة الإنجليزية، التي تلقى  إقبالا معتبرا من الصغار و الكبار ، كما أنه يعتمد عليها لتمويل إذاعة الويب، في ظل انعدام مصادر التمويل.
و قال عبد الوهاب أنه يؤمن بمشروع  الإذاعة، و يبذل قصارى جهده لمواصلة مساره بها، رغم بعض المشاكل التي تؤثر على عزيمته من حين لآخر ، في ظل غياب الإشهار أو الدعم من قبل المؤسسات والشركات التي  تتجنب الترويج لمنتجاتها عبر إذاعات أو مواقع ذات محتوى تعليمي أو ثقافي، لأن نسب متابعتها، مقارنة بالمحتويات الاستهلاكية، ضئيلة جدا، و هذا ما جعله يعتمد على جزء من مداخيل مدرسة اللغات، كما انه  يبث برامجه عبر مختلف المنصات، لتحقيق تفاعل أكثر من المتلقين، و استفادة أكبر و إيصال صدى «ألجيرين بلاك بارل» إلى أبعد نقطة ممكنة.
 و أضاف المتحدث أن  عدد المتابعات يتباين من  محتوى لآخر، حسب المنصة التي يبث عبرها، مؤكدا أن مشروعه له كل المقومات لمنافسة مختلف المؤسسات ذات التوجه الإعلامي و التثقيفي في الجزائر  ، و يطمح لأن يجعل منها إذاعة شعبية تساهم في رفع درجة الوعي لدى الشباب خاصة، و تحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية و إشراك المواطن في مناقشة القضايا و التفاعل بوعي مع واقعه اليومي  .
و رغم العروض  المقدمة له من أجل للالتحاق ببعض الإذاعات التي تبث برامجها عبر الإنترنت، سواء في أوروبا و أمريكا، يفضل عبد الوهاب التمسك بمشروعه الخاص لبلوغ أهدافه.
وهيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى