كشفت أول أمس الجمعية الخيرية الولائية «الخنساء أم اليتامى» بسطيف، أنها نجحت في جمع المبلغ المالي اللازم لنقل الطفل أصيل بوغرارة أصيل، ابن  خمس سنوات، إلى أحد المستشفيات الألمانية، من أجل إجراء عملية جراحية استعجالية لاستئصال ورم سرطاني من دماغه.
كانت عائلة الطفل القاطنة في بلدية بوطالب، جنوب ولاية سطيف، قد ناشدت المحسنين لمساعدتها ماديا ، حتى يتسنى لها نقل ابنها أصيل إلى ألمانيا من أجل إجراء عملية استئصال ورم سرطاني من دماغه، و قد تولت جمعية «الخنساء أم اليتامى» مهمة جمع الهبات المالية، و تمكنت في ظرف شهرين من  جمع جزء كبير من المبلغ المطلوب، لكنها واجهت صعوبة في  تأمينه  ، ما دفع عائلة الطفل  و الجمعية للاتصال بنشطاء المجتمع المدني بمدينة العلمة التجارية، من أجل مساعدتها في هذه العملية التضامنية.
و أعلن نشطاء المجتمع المدني بالعلمة يوم الجمعة الماضي، عن أن اطلاق عملية جمع الهبات المالية لعلاج الطفل أصيل يكون بداية من أول أمس الأحد، فيما رفض المحسنون في العلمة تأخير التليطون، لاسيما و  أن الحالة الصحية للطفل تستدعي نقله على جناح السرعة إلى خارج الوطن و الشروع في رحلة العلاج، فنجحوا في ظرف قياسي في جمع مساعدات مالية إجمالية معتبرة، و تم تقديمها كاملة إلى جمعية «الخنساء أم اليتامى» تحت إشراف محضر قضائي، و بحضور عدد من الأئمة و فعاليات المجتمع المدني بالعلمة.
رئيسة جمعية «الخنساء أم اليتامى»،أوضحت للنصر،  أنها شرعت في الترتيبات من أجل استئجار طائرة خاصة، من أجل نقل الطفل «أصيل» في أقرب وقت إلى ألمانيا لإجراء العملية الجراحية، مضيفة أن عددا من الجزائريين المقيمين بألمانيا،  المنضوين في الجمعية الألمانية للتضامن، سينتظرون الطائرة بالمطار، من أجل نقل أصيل إلى المصحة الطبية، من أجل البدء في رحلة العلاج من الداء الخبيث.
وقال الناشط جمال بشطوطي للنصر، أن المحسنين من أبناء العلمة، برهنوا مرة أخرى عن معدنهم الأصيل، بعد رفضهم انتظار أول أمس الأحد، لانطلاق حملة التضامن، وتمكنوا خلال ساعات قليلة، من جمع المبلغ المالي المطلوب، ثم تسليمه للجمعية الراعية لهذه الحملة التضامنية، مضيفا أن الجميع ينتظر توجه الطفل المريض قريبا نحو ألمانيا، ثم العودة من جديد إلى أرض الوطن، وهو في صحة جيدة.
و أضاف الأستاذ بشطوطي، أنه وبالرغم من تأكيد عائلة الطفل أصيل، حاجتها لمبلغ محدد، من أجل تكملة مصاريف العلاج، غير أن المحسنين في العلمة، نجحوا في رفع سقف المساعدة،  في صورة تضامنية جميلة.
و كان عدد من الجمعيات الخيرية الناشطة بمختلف بلديات ولاية سطيف، قد نظم نفس المبادرة لمساعدة عائلة أصيل، لتغطية جميع مصاريف علاجه، فقد تعاطف الجميع مع الصغير، نظرا لحالته الصحية المستعصية، حيث وصل الأمر ببعض أئمة المساجد إلى دعوة المصلين في صلاة الجمعة الأخيرة، إلى دعم عائلة الطفل، على أمل نقله للعلاج بألمانيا في الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري.
و كان طلبة جامعة «الباز» بسطيف، قد أعلنوا ليلة السبت الماضي، عن نجاحهم في جمع قيمة مالية  ، و سلموها أيضا إلى جمعية «الخنساء أم اليتامى»، التي تتولى ضبط الإجراءات الخاصة بسفر الطفل أصيل بوغرارة خلال  الأسبوع الجاري  نحو ألمانيا.
أحمد خليل

الرجوع إلى الأعلى