أكّد محافظ الغابات لولاية ميلة استعداد هيأته لمرافقة المهتمين بزراعة وجمع الأعشاب الطبية والعطرية بالولاية، وتحفيزهم على تنويع النشاط و الشعب ، مثلهم مثل أصحاب معاصر الزيتون بذات الولاية.
السيد محمدي أحمد الشريف أوضح بأن منطقة مسيد عيشة ببلدية حمالة، شمال شرق الولاية ، تسعى لتطوير زراعة الأعشاب الطبية والعطرية بالأحراش الغنية بمثل هذه النباتات ، خاصة في ظل تواجد جمعية ولائية تنشط في هذا المجال، و تبحث عن موقع لها في الميدان.
و أضاف بأن الطلب تزايد على نبتة الزعتر، خلال جائحة كورونا، نظرا للاعتقاد السائد بأنها تحمي من الإصابة بالفيروس، كما أن نبتة الشيح ذات الفوائد العلاجية المعتبرة ،  فهي منتشرة بمساحات كبيرة بولاية ميلة، إلى جانب التين الشوكي (الهندي) غير المستغل حاليا بالطريقة المثلى، رغم فوائده الغذائية و الطبية، كما أن زهرة الكابار، و هي أيضا  ذات قيمة غذائية وعلاجية معتبرة تقطف من قبل الكبار والصغار لفائدة متعاملين يحولونها إلى مناطق أخرى ، دون نسيان تطوير زراعة الفستق (pistache) والقسطل (châtaignier).
 و يدعو المتحدث في ذات السياق، أصحاب معاصر الزيتون بالولاية، وعددهم معتبر، إلى توسيع نشاط وحداتهم وتنويعه، وتمديد فترة العمل لأطول مدة ممكنة ، وذلك بإضافة تجهيزات وآلات أخرى لاستخلاص محاليل وسوائل طبية وعطرية من النباتات والأشجار، خارج شجرة الزيتون، تحقيقا للربح والمردود الاقتصادي.   
من جهته أعرب أحسن حركاتي، رئيس الجمعية الولائية لشعبة  الأعشاب الطبية و العطرية بميلة، استعداد الجمعية لتوفير البذور ومرافقة الفلاحين تحت إشراف محافظة الغابات لشراء المحصول وتسويقه، مشيرا إلى أنه بإمكان العائلات والأفراد، التوجه للاستثمار  و تحسين الدخل دون تكاليف تذكر، من خلال زراعة عدة نباتات طبية وعطرية ذات فوائد علاجية  يدويا ، بالأحراش والمناطق الجبلية ذات التضاريس الصعبة التي لا تستغل في زراعة الحبوب ، وهي لا تتطلب السقي أو المعالجة المستمرة، مضيفا أن نباتات ولاية ميلة مطلوبة بكثرة في السوق و محبذة في التصدير ، بوصفها ولاية فلاحية عذراء لا تعاني من التلوث الصناعي، و قد تم إحصاء لحد الساعة أكثر من  40 نبتة طبية وعطرية بالولاية والعملية متواصلة .
من النباتات التي ذكرها أحسن حركاتي نبات المريمية المهدئ و المفيد خاصة في علاج الاضطرابات الهرمونية عند النساء ، ومرضى السكري و يمكن زراعته في شكل بذور أو أعواد ، وهو ذو مردود اقتصادي كبير إذ تكفي مساحة من 50 آر، لإنتاج أكثر من  5 قناطير منه، وسعر القنطار الواحد لا يقل عن 6 ملايين سنتم ، وكذلك سعر نبتة شرش الذرة التي يبلغ سعرها في السوق أكثر من 8 ملايين سنتيم للقنطار الواحد.
و توجد نبتة القنطس بكثرة بمنطقة أولاد القائم ببلدية سيدي خليفة ، مثلما تتكاثر بمناطق الولاية الأخرى نبتة الخبيز ، إكليل الجبل، شجرة السمليل المفيدة في تسكين الألم و القضاء على الالتهابات ، الماليسيا أو الترنجان المعروفة عند النحالين ، وهي نبتة مهدئة ذات مردود اقتصادي كبير ، دون نسيان نبتة القراص أو (الحرايق ، مجيطة) المتواجدة بكثرة في الطبيعة و تحقق دخلا ماليا معتبرا.                         إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى