أكدت المفوضة الوطنية لحماية و ترقية الطفولة مريم شرفي، بأن تسويق الصور المحزنة و المظاهر البائسة للأطفال في وسائل الإعلام الوطنية و شبكات التواصل الاجتماعي، هو اعتداء على حقوق الطفل في الجزائر.
و أضافت في تصريح للصحافة الوطنية أثناء زيارتها لولاية قالمة أمس الأحد، بأنه لا ينبغي لوسائل الإعلام مهما كان نوعها أن تستغل الأطفال، و تعرضهم للخطر المتعدد الأوجه.
و أوضحت المتحدثة، بأن الجزائر تولي أهمية كبيرة لحقوق الطفل و تتوفر على منظومة قانونية قوية، و آليات ميدانية فعالة، لتطبيق هذه القوانين على أرض الواقع، معتبرة قانون حماية الطفولة الصادر سنة 2018 ، بمثابة مكسب هام لدعم جهود حماية الطفل الجزائري و ترقيته، في ظل التحولات و التطورات المتسارعة التي يعيشها المجتمع في السنوات الأخيرة.
و قالت مريم شرفي، بأن آلية الحماية عن طريق الرقم الأخضر 1111 بدأت تثمر على أرض الواقع، مؤكدة بأن خلية تلقي الإخطارات بالمفوضية الوطنية لحماية و ترقية الطفولة، يصلها كم هائل من المكالمات يوميا عن طريق الرقم الأخضر، للاستفسار أو طلب التدخل لإنقاذ طفل في حالة خطر، و عدد معتبر من هذه المكالمات، تصل من الأطفال أنفسهم، و اعتبرت ذلك بمثابة مؤشر قوي على تنامي الوعي، و تطور جهود التعاون المثمر بين مختلف الهيئات، من أجل حماية الطفل و تمكينه من حقوقه و مرافقته نحو مستقبل سعيد .
و أشادت المفوضة الوطنية لحماية و ترقية حقوق الطفل، بالدور الكبير الذي تقوم به الهيئات الوطنية المعنية بحماية الطفل، كالقضاء و الشرطة و الحماية المدنية و مديريات النشاط الاجتماعي و الجمعيات و وسائل الإعلام الهادفة، مضيفة بأن منظومة تلقي الإخطارات عن طريق الرقم الأخضر، ستتبعها آليات أخرى في المستقبل، لدعم جهود الحماية و إنقاذ الأطفال في حال تعرضهم للخطر، خاصة في ظل حالات عدم الاستقرار الأسري التي يكون الطفل دائما ضحية لها، و في هذه الأوضاع المقلقة يرجع القرار لقاضي الأحداث بخصوص مستقبل هؤلاء الأطفال ضحايا التفكك الأسري.
وطمأنت مريم شرفي المبلغين عن الأطفال في حالة خطر، بأن تبقى هويتهم مجهولة، و لن يخضعوا للمتابعة القضائية عندما تكشف التحقيقات بأن المعلومات المقدمة خاطئة، و أن الطفل المبلغ عنه لا يوجد في حالة خطر.
وأوضحت المتحدثة بأنه لا تسامح مع المعتدين على الأطفال في الجزائر، حتى لو كانت الأم البيولوجية نفسها، مؤكدة بأن القضاء جاهز للتدخل عندما يكون الطفل في حالة خطر ناجم عن العنف و التفكك الأسري.
و بدأت مراكز حماية الطفولة بقالمة تستقبل أعدادا كبيرة من الأطفال المتخلى عنهم بسبب التفكك الأسري، و لم يكن هذا الوضع موجودا قبل سنوات مضت، حسب تصريحات المشرفين على مراكز حماية الطفولة التي زارتها مريم شرفي المفوضة الوطنية لحماية و ترقية الطفولة.
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى