انطلقت أمس، بدار الإبداع بوسط مدينة قسنطينة، فعاليات تظاهرة أيام الفنون القسنطينية، بإشراف مديرية الثقافة و دار الثقافة مالك حداد، بالتنسيق مع جمعية البهاء للفنون.
نشاطات  الطبعة العاشرة من المعرض تستمر إلى غاية 20 من الشهر الجاري، و تتنوع بين صناعة النحاس والحلي و الحلويات واللباس التقليدي، إضافة إلى تقطير الزهر والورد و  الفنون التشكيلية و الديكورات والسلالة، كما يضم الفضاء رواقا للكتاب و عروضا لموسيقى المالوف و العيساوة، وقد شمل برنامج الفعالية بالإضافة إلى ذلك، ورشات مسرحية للأطفال و أخرى مهنية حرفية لتطوير المهارات وتبادل الأفكار بين عدد من العارضين، و بالأخص الفنانين التشكيليين و صناع قطع الديكور.
من جانبهم قدم حرفيون في النحاس للمشاركين وللزوار شروحات مفصلة حول طبيعة هذه الحرفة و خصوصيتها التراثية و جوانبها الإبداعية، و تأتي التظاهرة حسب رئيس جمعية البهاء للفنون، صابر محايا، إحياء لليوم الوطني للفنان و سعيا لتأسيس حركة ثقافية  تليق بأم الحواضر قسنطينة. يشارك في الحدث الفني و الفولكلوري 13 عارضا في  مجال الصناعات التقليدية، إلى جانب 10فنانين تشكيليين، أغلبهم نساء، حيث تعرض الفنانة الشابة  ريان بن حرشاش، عددا من اللوحات التجريدية العصرية، التي تحاكي مواضيع مختلفة، بينها موضوع التنمر و واقع المرأة الإفريقية، و تمزج في رسمها بين الألوان الزيتية و الرمل الذي تستخدمه لإعطاء بعد طبيعي أكثر تميزا لأعمالها، التي قالت بأنها موجهة أكثر لزينة المنازل و المكاتب، باعتبارها موضة رائجة مؤخرا، حتى و إن كان تثمين اللوحات والفن عموما، لا يزال محل جدل في مجتمعنا، وهو نفس الطرح الذي شاركته الرسامة على الزجاج والنحاتة الشابة بتول بن قارة علي، التي قالت، بدورها بأن سوق الديكورات، وبالأخص القطع اليدوية أصبحت أكثر ازدهارا في بلادنا، بعدما زاد الاهتمام بها، وهو تحديدا ما دفعها، على غرار شابات أخريات للتوجه لهذا المجال كبديل مهني، رغم تكوينهن الجامعي، مضيفة، بأن هذا النوع من المعارض الفنية، عادة ما يفتح المجال أمامها للتعريف بأعمالها و التواصل مع شرائح أوسع من الزبائن.
و بين الرسم على زجاج و الفخار و تزيين المرايا
و رسم اللوحات الفنية والتشكيلية، تنبض ورشات معرض أيام الفنون القسنطينية، بشغف سيدات أعدن تلوين حياتهن بريشة الأمل وحب الحياة، حيث قالت، سيدتان تشرفان على ورشة للفنون التشكيلية، بأنهما تمارسان هذا العمل من باب الهواية وليس الاحتراف، مؤكدتان بأن معارض الفنون فتحت عيون الكثير من النساء على اختلاف أعمارهن ومستوياتهن الثقافية والتعليمية، على الحرف و دفعتهن لإعادة اكتشاف ذواتهن والالتحاق ببعض المدارس التعليمية للتدريب و صقل مواهب كن  تناسين وجودها و تجاوزن الاهتمام بها منذ سنوات، بسبب انشغالاتهن الأسرية والمهنية و الحياتية.
هـ /ط 

الرجوع إلى الأعلى