يقيم أفراد أسرة رياض حميدة في غرفة واحدة دون نوافذ، تنعدم بها التهوئة و لا تصلها أشعة الشمس و تنبعث منها رائحة الرطوبة، تقع بمنطقة الزعرورة و تجمع براق السكني، الذي يبعد بأكثر من سبعة كيلومتر عن مقر بلدية القرارم قوقة بولاية ميلة، ما تسبب في إصابتهم بعديد الأمراض التي ضاعفت من معاناتهم من وضعية معيشية مزرية، و يبقى أمل هذه الأسرة الحصول على سكن اجتماعي يحفظ لها ما تبقى من كرامتها، معلقا إلى حين .
 تأوي أسرة رياض حميدة حاليا، المتكونة من الزوجين و ابنتين (02) غرفة واحدة تقع بالطابق تحت الأرضي لمسكن عائلته الكبيرة التي تضم والده وإخوته الأربعة المتزوجين، كما قال للنصر.
 و أوضح المتحدث أن الغرفة التي يقيم بها مع أسرته الصغيرة لا تزورها الشمس ولا تدخل أشعتها أرجائه كما أنها متعددة المهام، فهي تستعمل للنوم ، للغسيل و الطهي و تحضير الوجبات و الأكل، و لاستقبال الضيوف ، و حتى لقضاء الحاجة.
  أما الأفرشة والأغطية التي يستعملها أفراد الأسرة أثناء نومهم،  فربة البيت ملزمة بإخراجها نهارا و نشرها تحت أشعة الشمس ( في حال وجودها ) للتخلص مما علق و امتزج بها من رطوبة و رائحة كريهة، ليعاد إدخالها في المساء لاستعمالها من جديد.
عن الحالة الصحية لأفراد العائلة، قال السيد رياض أنه خضع لعدة عمليات جراحية مست الكبد و المرارة، و أثرت على صحته و نشاطه وجعلته يعيش أزمة مادية و صعوبة في توفير لقمة العيش لعائلته.
أما زوجته (د.ر) التي تزوجها منذ 18سنة، فتعاني من الحساسية و الأمراض الصدرية و الروماتيزم، كما تعاني ابنتيهما من مرض الحساسية ، و تستدعي حالتهما الصحية زيارة الطبيب و العلاج المستمر ، غير أن الوضعية الاجتماعية والمالية للأسرة تحول دون المواظبة على العلاج.
  مع الإشارة إلى أن الابنة الكبرى تدرس بمرحلة التعليم المتوسط و الصغرى بمرحلة التعليم الابتدائي، كما أن متاعب هذه العائلة بسبب الحرمان من السكن اللائق، لم تقتصر على المشاكل الصحية، بل تعدتها إلى مشاكل عائلية نتيجة الضغوطات اليومية.
 بخصوص مساعيه من أجل الحصول على حقه في السكن الاجتماعي ، قال رياض أن أول ملف قدمه للجهات المعنية كان عقب زواجه، حيث أودع أول ملف سنة 2003 و حظي بزيارة واستقبال لجنة التحقيق بعد سنة و وقفت على ظروف سكنه المزرية.
 و أكد المتحدث أنه منذ ذلك التاريخ وهو ينتظر الحصول على السكن، لكنه كان يحرم في كل مرة من الاستفادة ، وعقب كل عملية توزيع تتم طمأنته بأنه سيكون من المستفيدين في الحصص القادمة و مطالبته بالصبر ، وهو الصبر الذي طال أمده، دون أن تتحقق رغبته ، و ذكر بأنه قام بتجديد ملفه خلال سنة 2020.
 حلم واحد و وحيد يارود السيد رياض، البالغ حاليا 47 عاما و أفراد أسرته، و هو حصولهم على مسكن اجتماعي يحفظ كرامتهم و  يسترهم ،و  يزيح عنهم المعاناة ، ويقربهم أكثر من الأطباء والمرافق الصحية لعلاج أمراضهم التي أنهكت أجسادهم.       إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى