قرّرت  شبكة الإنتاج والترفيه العالمية «نتفليكس»، تبني رواية « الاعتداء» للكاتب الجزائري محمد مولسهول، المعروف بياسمينة خضرا، و تحويل أحداثها إلى سيناريو مسلسل، وذلك بالشراكة مع  المنتج الأمريكي ميشال كوبيسك.
الخبر نشره الكاتب الشهير عبر حسابه على فايسبوك و تداولته عدد من الصفحات، من بينها الصفحة الرسمية للسفارة الأمريكية في الجزائر، التي هنأت ياسمينة خضرا بهذا الاختيار، و كتبت بأنه  كاتب نال استحسان النقاد وفاز بعدة جوائز أدبية.
علما أنه ليس أول عمل لمحمد مولسهول، يحظى بالاهتمام في الولايات المتحدة الأميركية، إذ سبق لروايته « سنونوات كابول» أن نشرت من قبل دار دوبلداي، كما اختير كأفضل كتب السنة، في تصويت لجريدتي سان فرانسيسكو كرونيكل و كريستيان ساينس مونيتور.
 يذكر أن  رواية «الاعتداء» الصادرة سنة 2005، حظيت حين نشرها بإطراء الفيلسوف الفرنسي أندري كلوكسمان، و تتحدث  إجمالا، عن طبيب فلسطيني  يسعى إلى تقصي الأسباب التي قادت زوجته إلى القيام بعملية انتحارية، وهو عمل أدبي يسلط الضوء على القضية الفلسطينية و يفصل في الصراع العربي الإسرائيلي من زاوية كانت محل انتقاد.
 في الرواية التي يستهلها الكاتب بمشهد الانفجار و الصدمة، يحاول الجراح الفلسطيني الناجح أمين جعفري، أن يعود عبر الزمن إلى الأحداث و الأسباب التي دفعت زوجته سهام، التي كانت تقيم معه في تل أبيب إلى تفجير نفسها، في عملية أدت إلى مقتل 17 إسرائيليا و جرح العشرات، و من أجل تقصي الأسباب التي قادتها إلى هذا التصرف، يقوم الطبيب الجراح برحلة إلى موطنه الأصلي القطاع الفلسطيني بالضفة الغربية، حيث أقامت زوجته لمدة من الزمن، و هناك كان الناس يحتفون بشخصية سهام كبطلة، و كان ينظرون إليه كمرتد وخائن، ويعامل وفق ذلك بقسوة كبيرة، وهي قسوة تطبع أيضا كل ما يحيط  به من ظروف العيش، حيث تبلغ الرواية ذروتها في النقاشات التي تدور بين أمين و مسؤولين من حركة المقاومة الفلسطينية، وبالرغم مما يفرضه عليه موقعه كطبيب من موقف مؤيد للحياة على حساب الموت لأي سبب كان، فإن آراء وحجج الطرف المقابل تؤثر عليه، وهكذا تحديدا يبدأ في فهم وجهة نظر زوجته.
يذكر أن محمد مولسهول من مواليد 1955، عرف منذ مطلع سنة 1999 باسم مستعار هو ياسمينة خضرا ، كان عسكريا في بداياته و انفصل عن الجيش الوطني الشعبي  سنة 2000 ، وفي أواخر السنة نفسها قرر أن ينتقل إلى فرنسا أين يقيم إلى غاية اليوم، نشر خضرا أول رواية له سنة 1985، و ترجمت  كتبه إلى 17 لغة، بما في ذلك رواية الاعتداء، التي برمجت للترجمة لـ 14 لغة، و جرى الحديث عن تحويلها الى عمل سينمائي ، كما بثت إذاعة ألمانيا الغربية الإقليمية نسخة إذاعية عنها.
هـ /ط

الرجوع إلى الأعلى