أحيت، نهاية الأسبوع، بلدية بوخضرة بولاية تبسة، الذكرى 64 لاستشهاد البطل الشهيد قنز الحفناوي، بحضور مدير المجاهدين بالولاية فوزي مصمودي، و شكري بلغيث، مدير المتحف الولائي للمجاهد الرائد محمود قنز، و الأسرة الثورية، وعلى رأسها أمينها الولائي الشريف ضوايفية، و بعض مجاهدي المنطقة، أين تم الوقوف على المعلم التاريخي المخلد لذكرى الشهيد، وقراءة الفاتحة و الترحم على روح الشهيد.
ولد الشهيد بتاريخ 1 جويلية 1925 ببوخضرة ولاية تبسة، عاش طفولته كباقي أترابه من الجزائريين، تحت رحمة الفقر و الحرمان، و رغم ذلك، فقد تعلم الكتابة و حفظ الذكر الحكيم لدى أحد شيوخ دشرته، و كرس جهده بعد ذلك لخدمة أرضه و إعالة أهله إلى أن أضحى ذاك الشاب القوي اليافع، و عند اندلاع الثورة التحريرية عمل على جمع التبرعات والاشتراكات من عمال منجم الحديد بوخضرة الذي كان يعمل فيه إلى أن اغتنم فرصة الالتحاق بالثورة بداية شهر نوفمبر 1955 تحت قيادة الشهيد السبتي بومعراف، ليعين في البداية ضمن فصيلة الشهيد عمر معارفية، ثم حول إلى فصيلة المرحوم بن ضحوة الجيلاني التي كانت تنشط على محور بوخضرة، عين الزرقاء، قسطل، المريج، والونزة، أين خاض معه العديد من المعارك الطاحنة ضد العدو الفرنسي، و هي معركة جبل الحوض الصغير «بوخضرة» شهر نوفمبر 1955، ثم معركة جبل الدير بعين الزرقاء 08 جانفي 1956، فمعركة جبل بوربعية 28جانفي 1956، ومعركة بوسبعة 24مارس 1956، ومعركة الحوض لكبير 19افريل 1956، معركة «بوسسو» بالقرب من مداوروش بسوق أهراس شهر جويلية1956.
كما قام بتفجير قطار تابع لمنجم الحديد ببوخضرة في نفس السنة ، واستطاع بفضل شجاعته وضع كمين لمدير المنجم وضابط فرنسي في طريق محطة القطار، فقتلا في عين المكان، و عرف بأنه كان مختصا بتمرير المجاهدين عبر خط موريس الجهنمي إلى داخل التراب التونسي، من بينهم الشهيد عميروشو، و العقيد سي الناصر من تلمسان، وملعم حسين من منطقة القبائل. و كانت آخر معركة للشهيد الحفناوي قنز رفقة فصائل الشهيد السبتي بومعراف، وكان له موقف لا نجده إلا عند الرجال الأبطال، فبعد تأسيس القاعدة شرقية شهر نوفمبر 1956، اتخذ قرار تحويل الشهيد السبتي بومعراف، بصفته قائدا على قطاع شمال تبسة أو ما سمي بعدها بالمنطقة الخامسة، إلى منطقة سوق أهراس، عندها استدعى الفصائل السبعة، المنطوية تحت سلطته، قصد إعداد و تحضير خطة الانسحاب، ثم أمر قادة الفصائل وكذا الجنود المنحدرين من مناطق تبسة، بأن يختاروا بين البقاء بالمنطقة أو مرافقته إلى سوق أهراس، و اخيتار كامل جنود فصيلتي «عمارة عكريش» و «خليل العشي» البقاء والانطواء تحت قيادة القائد الجديد للمنطقة الخامسة المرحوم المجاهد الوزير محمود قنز، وهو شقيق الشهيد الحفناوي قنز، إلا أن ذلك لم يثن هذا الأخير عن الخروج من بين الصفوف ليعلن مرافقته فصيلته إلى حيث تمضي.
الجميع، استغرب هذا الموقف المحير حتى أن قائده المباشر بن ضحوة الجيلاني، سأله عن سبب اتخاذه لهذا القرار، خصوصا وأن القائد الجديد للمنطقة هو شقيقه، بالإضافة إلى ذلك تمركز العائلة و الأهل بمسقط الرأس ومنبت العرش، ولا يوجد من يطالب بما طلب، غير أن رد الشهيد الحفناوي قنز كان عفويا وسلسا « أنا أجاهد في سبيل الله ومن أجل تحرير الجزائر، ولا يهمني أين أقتل ومع من سأكون»، ابتسم حينها بن ضحوة الجيلاني وضمه إليه وهو يردد «قداكش كبير يا الحفناوي خويا»، لم تمض مدة حتى تقدم منه من جديد القائد بن ضحوة الجيلاني، ليطلب منه العودة إلى حيث الأهل والأحبة، ثم سلّ بندقيته من نوع «لعشاري» الجديدة من على كتفيه، ليقدمها هدية للشهيد حفناوي قنز ففرح بها كثيرا واتجه صوب جبال بوخضرة، و هناك ذاع صيته لشجاعته و إقدامه، حتى نال قيادة أحد الكتائب ليخوض معها أكبر المعارك، التي كللت كلها بالنجاح والانتصار المؤزر.
التحق البطل حفناوي قنز بربه شهيدا، إثر كمين على الطريق بين بوخضرة و مرسط، يوم 11 جوان 1957، و بين يديه نفس البندقية «لعشاري» التى أهداها له ذات مرة قائده وصديقه بن ضحوة الجيلاني، حيث قام العدو الفرنسي برمي منشورات يعلن فيها مقتل القائد الثوري قنز الحفناوي، واعتبروا وفاته نصرا كبيرا لهم، ودفن في مسقط رأسه.
ع.نصيب
فجّّر قطارا ببوخضرة و كان يمرّر كبار القادة عبر خط موريس: تبسة تحيي الذكرى 64 لاستشهاد البطل قنّز الحفناوي
- التفاصيل
-
تقليد مكرّس بقرى جبال جيجل: “لوزيعــة” عــادة الأجـداد لاستقبال الشهـر الفضيل
تحافظ العديد من العائلات القاطنة بأعالي جبال جيجل، على عادة "لوزيعة" قبل حلول شهر رمضان الفضيل،...
مختصون يحذّرون من العزلة الاجتماعية: إشراك كبار السن في الأنشطة اليومية مهم لصحتهم النفسية والجسدية
تعاني شريحة من كبار السن عزلة اجتماعية، ونوعا من الوحدة والتهميش، إذ يميل أشخاص إلى التعامل مع...
انتعاش تجــارة الألـوان والنكهات قبيل رمضان: سيّـدات يقتحمن سوق التوابل وتحـذيـرات من الــغش
تعرف تجارة التوابل والأعشاب خلال الأيام الأخيرة انتعاشا كبيرا، وإقبالا قياسيا على مختلف محلات...
بين الحــاجة الشخصية والمشاريع المصغّرة: إقبال على ورشات تعلم المملحات
تسجل دورات تعليم مختلف أنواع المأكولات الخاصة بشهر رمضان كالمملحات والمعسلات وكذا «الخطفة» أو...
المــركز النفسي البيداغوجي الدبيلة بالوادي: مزرعة نموذجية لصقل مواهب ذوي الهمم في حرفـة البستنة
يوفر المركز النفسي البيداغوجي للأطفال المعاقين ذهنيا بالدبيلة بالوادي، وأغلبهم مصابون بمتلازمة...
متدخلون في المؤتمر الوطني السنوي للطب النفسي: مقترح لإنشاء مرصد وطني لمكافحة الإدمان في الجزائر
أكّد مشاركون في المؤتمر الوطني السنوي 22 للطب النفسي» الإدمان الوضعية والآفاق» بتيزي وزو، على...
فعاليات الاحتفال بالثامن مارس في قسنطينة: إشادة بدور المرأة و انتصار لنساء فلسطين المحتلة
احتضنت أول أمس، دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للمرأة المصادف...
سكان قالمة يسترجعون ذكرى مجزرة البسباسة المؤلمة: جريمة لا تسقط بالتقادم
قبل 68 عاما ارتكب العدو الفرنسي مجزرة مروعة بمنطقة البسباسة الجبلية الواقعة ببلدية الدهوارة شرقي...
خلال ندوة بجامعة قسنطينة 1 : تحذير من التبعات الاجتماعية لحرمان المرأة من الميراث
حذّر أمس، أساتذة في القانون والشريعة وعلم الاجتماع في يوم دراسي احتضنته جامعة الإخوة منتوري...
الدورة الثانية لبرنامج سينما الجامعة بقسنطينة: دعـــوة لتكريــس التكويــن المتخصــــص في الفضـــاء الجامعـــي
أكد أمس، مشاركون في افتتاح برنامج سينما الجامعة في موسمه الثاني بكلية الفنون والثقافة بجامعة...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)