تعرف هذه الصائفة نشاطا مكثفا لمدارس تعليم اللغات و الجمعيات الثقافية و التربوية، التي استثمرت أكثر في مجال تكوين فئتي الصغار و المراهقين، في إطار ما يعرف بالنوادي الصيفية، لتعليم اللغات و السوروبان و الأنشطة اليدوية و الموسيقى و الرسم، و ذلك قصد توفير بدائل مناسبة لهؤلاء الأطفال خلال العطلة، خصوصا في ظل شح المرافق الترفيهية في قسنطينة، و استمرار غلق الشواطئ في المدن المجاورة، و تزايد إقبال الأولياء على تسجيل أبنائهم من أجل اكتساب مهارات أكثر و تحريرهم من إدمان قنوات يوتيوب و ألعاب الفيديو، رغم ذلك يحذر مختصون نفسانيون من التضييق على الأطفال و إحاطتهم بشكل خانق بالبرامج التعليمية والتكوينية خلال فترة العطلة، ما قد يحول النادي الصيفي إلى ما يشبه السجن.
بديل عن الشوارع و المراكز التجارية
تحصي قسنطينة في السنتين الأخيرتين عددا كبير من الجمعيات و المدارس ذات الطابع التجاري الحاملة في غالب الأحيان لصفة « أكاديمية التدريب و التطوير»، خصوصا على مستوى المدينتين الجديدتين علي منجلي و ماسينيسا، كما أن بعضها لها فروع في عدد من الأحياء و التوسعات الحضرية الأخرى، على غرار الخروب وعين السمارة و حامة بوزيان، و رغم أن نشاطها يمتد على مدار السنة، إلا أنها ركزت بشكل مكثف هذه الصائفة على ضبط برمجة خاصة، تتضمن ورشات متنوعة و متعددة التخصصات و الأنشطة، موجهة للأطفال من سن أربع سنوات إلى غاية 14 سنة، مع اقتراح منهاج محدد يحتكم لبرمجة ساعية صباحية و مسائية من الأحد إلى الأربعاء ، تنطلق في العموم من الساعة الثامنة صباحا إلى منتصف النهار، أو من الواحدة زوالا إلى غاية الرابعة و النصف، مع برمجة أفواج إضافية بين الرابعة و السادسة مساء، وهي أفواج مخصصة في أغلبها لتعليم اللغات.
و الملاحظ، أن هذه النوادي الصيفية كما يطلق عليها، تلقى ترحيبا كبيرا من قبل الأولياء، بدليل التفاعل الكبير على إعلانات الجمعيات و الأكاديميات على موقع فايسبوك، و تزايد عدد المسجلين للالتحاق بها بشكل يومي، كما أكده مسيروها و أولياء تواصلت معهم النصر، فبعض من تحدثنا إليهم، قالوا، بأنهم يدركون أهمية النادي الصيفي في تكوين شخصية الطفل، حيث استرجع بعضهم ذكريات طفولتهم في المخيمات الصيفية الشاطئية الخاصة بأبناء الموظفين، مشيرين إلى أن اعتمادها في قسنطينة و بالطريقة الحالية أيضا أمر محمود، فهي ستكون، حسبهم، بديلا أنسب لغياب مرافق الاستجمام و الترفيه و ارتفاع تكلفة ما هو متوفر من حدائق تسلية.
قالت السيدة ماجدة، موظفة بالخزينة العمومية، بأنها كانت تصطحب أبنائها إلى المراكز التجارية من أجل كسر روتين يومياتهم الصيفية و منحهم مساحة للاستمتاع بفضاءات اللعب الموجودة هناك، لكنها وجدت في النادي الصيفي فرصة للتعليم و ترقية مهارات أبنائها الثلاثة، ناهيك عن منحهم مجالا أفضل للتواصل و اللعب مع غيرهم من الأطفال، بعيدا عن الشارع.
اللغات و المونتيسوري الأكثر طلبا
عن نوعية الدروس والبرامج التي تقترحها هذه المرافق، علمنا من مسيرين و مشرفين على بعض هذه المرافق، بأن الأمر يتعلق بعدد من البرامج المقسمة، حسب الفئات العمرية، حيث يكون البرنامج الأول غالبا مجانيا، و يخص تحفيظ القرآن و الأحاديث النبوية.
أما البرنامج الثاني فهو تأسيس لجميع أطوار التعليم الابتدائي و تقدم فيه دروس تحضيرية في الرياضيات و اللغة الفرنسية و اللغة العربية، فيما يضم البرنامج الثالث الحساب و تنمية الذكاء، عن طريق السوروبان و المكعب السحري و تحفيظ جدول الضرب بطرق سهلة والحساب بالأصابع.
و يتعلق البرنامج الرابع بتعليم اللغات الأجنبية «فرنسية و إنجليزية»، أما البرنامج الخامس فيضم حلقات للمطالعة و إعداد الملخصات والتعبير الشفاهي والكتابي و تحسين الخط و الإملاء ، إضافة إلى برامج أخرى تشمل ورشات للرسم و الأشغال اليدوية، كالفخار و صناعة الحلي و الموسيقى و تعليم الطبخ و المسرح، على أن تختتم البرمجة الأسبوعية عادة برحلات تربوية ترفيهية و منافسات و مسابقات.
ويؤكد أصحاب هذه الجمعيات و المدارس، بأن برامجها منهجية و منظمة، يؤطرها أساتذة في علم النفس العيادي و علم النفس التربوي، و تختلف تكاليف الالتحاق بها، حسب البرامج المختارة للطفل، إذ تنطلق عادة من 1500دج للشهر إلى 3500دج ، علما أن دروس اللغات الأجنبية و السوروبان والمونتيسوري تعتبر أكثر البرامج التي تستقطب الأولياء.
برامج محمودة لكن ضمن قيود
و رغم أن الكثير من الأولياء يعتبرون بأن هذه النوادي و برامجها تخلص أبناءهم من إدمان الهاتف و قنوات يوتيوب و ألعاب الفيديو ، و أنها مهمة جدا لتطوير مهاراتهم، إلا أن الأخصائية النفسانية العيادية بوحدة الكشف والمتابعة المدرسية بولاية سطيف، فطيمة بوصنوبرة، ترى بأنه من الضروري أن يعير الأولياء اهتماما كبيرا لمدى رغبة الطفل في حضور دروس و متابعة برامج إضافية خلال العطلة، لأن معظم الصغار يرفضون عموما الارتباط مجددا بكل ما له علاقة بالمدرسة بعد بداية العطلة، لذلك فإن إرغامهم على الالتحاق بناد صيفي قد يكون أشبه، بالنسبة إليهم، بسجنهم، لأن عقولهم تكون متشبعة و غير قادرة على الاستيعاب بشكل أكبر في هذه المرحلة، لهذا فما يحتاجونه أكثر هو الراحة و الترفيه، مع ذلك يمكن أن تقدم هذه النوادي إضافة إليهم، في حال كانوا مستعدين نفسيا للمشاركة فيها، شريطة أن تسبق ذلك فترة راحة وانقطاع تام عن الدراسة و المراجعة وأي نشاط آخر، لا تقل عن أسبوعين، فأكثر ما يبحث عنه الطفل خلال عطلته هو الجو الأسري.
هدى طابي
تقدّم ورشات للغات و الرسم و الأشغال اليدوية: النوادي الصيفية تعوّض غياب مرافق الترفيه بقسنطينة
- التفاصيل
-
توجيهات عن بعد لتعزيز ثقافة المتابعة: مختصون يكسرون النظرة التقليدية للعلاج النفسي
استطاع أخصائيون نفسانيون من الجزائر، أن يصنعوا محتوى متخصصا مطلوبا على مواقع التواصل الاجتماعي يحظى بالمتابعة...
2500 سائح من 5 قـارات زاروها في شهرين: قسنطينة تعيش ربيعها السياحي
تستعيد قسنطينة بريقها و تستقطب السياح بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، ما يضعها في مقدمة الوجهات الثقافية...
عناية بحيوانات منزلية وتطوّع لعلاج أخرى مشرّدة: الرعاية الصحية للقطط ضرورة لتجنّب الأوبئة
يعرف الاهتمام بالرعاية الصحية للحيوانات تزايدا منذ الجائحة كما يؤكده بياطرة، قالوا إن المربين صاروا...
تنافس بقوة وتفرض إنتاجا مختلفا: هل ستنهــــي منصــات البــث التدفقــي زمن التلفـــاز؟
استثمرت منصات رقمية للبث التدفقي بقوة في عادات التلقي الجديدة التي شكلتها التكنولوجيا الحديثة، وذلك طوال...
موسم جديد ينطلق بقسنطينة: تقطير الورد والزهر يدخل دائرة الأنشطة الاقتصادية
تتعطر مدينة الصخر العتيق هذه الأيام، بنسائم الزهر والورد، الذي يفوح عبقه من بيوت ألف أهلها عادة التقطير، التي ظهرت...
تستقطب زبائن من دول مجاورة ولا تنام قبيل الأعياد: علي منجلي تتحوّل إلى عاصمة للتسوّق بالشرق الجزائري
أصبحت المقاطعة الإدارية علي منجلي في قسنطينة، عاصمة للتسوّق في الشرق الجزائري، بعد نجاحها في جذب...
أغنية "من زينو نهار اليوم" للراحل عبد الكريم دالي : نشيــد الفـــرح الخالــد في عيــد الجزائرييـــن
تشكل أغنية "من زينو نهار اليوم صحة عيدكم" للراحل عبد الكريم دالي، رمزا من رموز الهوية الموسيقية الجزائرية و الموسيقى...
تقليد مكرّس بقرى جبال جيجل: “لوزيعــة” عــادة الأجـداد لاستقبال الشهـر الفضيل
تحافظ العديد من العائلات القاطنة بأعالي جبال جيجل، على عادة "لوزيعة" قبل حلول شهر رمضان الفضيل،...
مختصون يحذّرون من العزلة الاجتماعية: إشراك كبار السن في الأنشطة اليومية مهم لصحتهم النفسية والجسدية
تعاني شريحة من كبار السن عزلة اجتماعية، ونوعا من الوحدة والتهميش، إذ يميل أشخاص إلى التعامل مع...
انتعاش تجــارة الألـوان والنكهات قبيل رمضان: سيّـدات يقتحمن سوق التوابل وتحـذيـرات من الــغش
تعرف تجارة التوابل والأعشاب خلال الأيام الأخيرة انتعاشا كبيرا، وإقبالا قياسيا على مختلف محلات...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)