يعد اقتناء ملابس العيد للأطفال الصغار من الأمور الهامة التي تضمن رسم المزيد من الفرح و السرور على ملامحهم، و قد تميزت  أيام عيد الأضحى بالوادي هذه السنة، كما لاحظت النصر عبر شوارع المدينة، بارتداء معظم البراعم لقمصان تعتمد على الطباعة الحرارية الملونة على القماش، تحمل أسماء الصغار وعبارات و صور تعكس فرحة العيد، في مساهمة جلية لتنشيط الحركة التجارية لحرفة الطباعة على القماش.
قال أولياء التقت بهم النصر ببعض شوارع واد سوف، أن القمصان المطبوعة كانت في وقت سابق مرتبطة بالأعراس و بعض المناسبات الخاصة، حيث كان أصحاب مثل هذه الاحتفالات، يتقدمون قبل   اليوم المعهود بطلبيات إلى أصحاب الورشات، من أجل تصميم و خياطة ألبسة موحدة، تزينها علامات و شعارات مختلفة، على غرار إبراز درجة القرابة مع أصحاب الفرح أو أدعية معينة، في حين برزت قبيل العيد "موضة" قمصان للأطفال تحمل أسماءهم و عبارات يتم الاتفاق عليها مسبقا مع أصحاب الورشات.
"موضة" جديدة..
ذكر أبو هاني، أنه اشترى قمصانا لابنيه الصغيرين وحفيده بلون أبيض تحمل صورة و اسم كل واحد منهم، و كتبت عبارة "أحلى عيد" فوق كل اسم، مشيرا إلى تعلق الصغار بهذه القمصان، رغم بساطتها و سعرها المقبول، الذي لا يتجاوز في السوق  300 دج دون طباعة، و يرفض الطفل أن يرتديه في العيد، دون اعتماد هذه الطريقة لتسويقه، و جذب الزبائن بمختلف شرائحهم. وقالت أم إحسان، أنها اشترت قمصانا تحمل أسماء ابنتيها التوأم و ابنها الوحيد، إلى جانب اقتنائها لعدد من المناشف و المناديل  المخصصة  لتزيين  طاولة الضيوف، إذ تحمل عبارات ترحيب و معايدة، معتبرة هذا النوع من  الطباعة وسيلة للتميز عن الآخرين في الألبسة و الأفرشة، و كذا لوازم المطبخ و قاعة استقبال الضيوف. في اتصال بالنصر، قال حمزة.ذ، صاحب مطبعة، أن الطلب على هذه القمصان ارتفع قبل حوالي أسبوعين من العيد، فعكف، رفقة مساعديه، على استعمال الطباعة الحرارية الملونة في تصميمها، فنالت  إعجاب الكثير من زبائنه، عكس الطباعة الحرارية القديمة ذات اللون الواحد، التي لم تستقطب سوى فئة قليلة، كالأندية الرياضية.
مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في الترويج لها
أكد عدد من الأولياء للنصر، أن فكرة طباعة صور و أسماء أبنائهم على القمصان، ساهمت الإعلانات الممولة،  لصفحات ورشات الطباعة و مشاركتها عبر مختلف المجموعات والصفحات بمواقع التواصل،  في التعريف بها، حتى خارج الولاية، مع عرض خدمة التوصيل إلى غاية باب البيت.
قالت أم أحمد أنها تعرفت على صاحبة ورشة للطباعة على الملابس بوسط المدينة، عبر صفحات فايسبوك، فقامت بالتواصل معها هاتفيا، و أرسلت إليها صور أبنائها الأربعة و العبارات التي تريد طباعتها، و حددت لها موعدا عشية العيد لاستلام قمصان أولادها و تسديد ثمنها الذي لا يتعدى 800 دج للقميص الواحد. وأشارت أم تيسير من جهتها أنها  اطلعت على صفحة صاحبة ورشة للطباعة عبر موقع فايسبوك، و اتصلت بها، فأخبرتها أنها توفر أيضا  خدمة التوصيل بواسطة الفتيات العاملات في الورشة، و ذلك بعد الاتفاق على نوعية قماش القميص، و ما تريد طبعه فوقه، ثم أرسلت إليها صورة ابنها و طلبت منها إرفاق الصورة بعبارة "أحلى عيد"، و شددت المتحدثة أهمية خدمة التوصيل و الثقة بين الحرفي و الزبون.
كما اعترف سالم.م، صاحب محل طباعة رقمية و حرارية بإحدى بلديات الولاية، أن مواقع التواصل ساهمت في نشر خدماته و الرفع من مردود نشاطه، وسهلت عليه حتى عملية الوصول للزبائن  و التعريف بمنتجاته التي خصصها لعيد الأضحى من ألبسة، مناديل،  و أفرشة  عرفت إقبالا كبيرا هذا الموسم .
و قالت عبير.س، حرفية مختصة في الطباعة على القماش، أن العيد و مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في الترويج لخدماتها، بعد أن شهد نشاطها  ركودا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد تفشي وباء كورونا، مشيرة إلى أن توفر هذا النوع من الترويج الافتراضي يسهل على الحرفي عرض منتجاته والتعريف بها، و توصيلها إلى الزبائن، دون الحاجة حتى إلى محل
 معروف.                                      منصر البشير

الرجوع إلى الأعلى