تمكنت «جمعية عنابة خير بناس الخير» لمرافقة مرضى السرطان ، من تخفيف معاناة مرضى السرطان الوافدين من عدة ولايات عبر الوطن، للعلاج بمركز مكافحة السرطان في الولاية، بتقديم الرعاية و الإيواء طيلة فترة خضوعهم لحصص العلاج الكيميائي و كذا الأشعة.

و استنادا لرئيس الجمعية «مراخة محمد وسام» ، فقد وفرت الجمعية فيلا متكونة من 3 شقق، تم كراؤها على مستوى حي واد فرشة غير بعيد عن المستشفى الجامعي، لإيواء مرضى السرطان القادمين من الولايات الشرقية، حيث خصصت شقة للنساء و أخرى للرجال و الثالثة للأزواج، مع التكفل بتقديم الوجبات و الرعاية و النقل و تقديم مساعدات اجتماعية على الفقراء من المرضى و كذا الألبسة و توفير الأدوية مجانا، حيث تعمل الجمعية على تغطية الفراغ الموجود بين تلقي المريض للبروتوكول الصحي و الخروج من المستشفى بعد ساعات من انتهاء حصة العلاج و البحث عن مكان للتكفل به إلى غاية اليوم الموالي .  
و وأثمرت المبادرة حسب، مراخة، بعد سنوات من العمل التطوعي، حيث بدأت على شكل مجموعة شبانية متطوعة تنشط منذ سنة 2010 في العمل الخيري و التطوعي بجميع جوانبه، سواء التكفل بالعائلات الفقيرة و الأشخاص بدون مأوى أو المرضى و غيرها من الجوانب الاجتماعية. و إلى غاية 2016، قررت المجموعة بعد تزايد الطلب عليها لرعاية مرضى السرطان، مباشرة بعد افتتاح مركز مكافحة السرطان الجديد بعنابة، الاهتمام بهذه الفئة التي تواجه معاناة كبيرة في متابعة حصص العلاج اليومية على مستوى مصلحتي العلاج الكيميائي و الأشعة و مع ثقل المسؤولية حسب، مراخة محمد وسام، تم كراء شقتين متفرقتين و ظهرت صعوبة في التكفل لبعد المسافة و كذا بخصوص توظيف المتطوعين، بالإضافة إلى انعدام إطار قانوني للنشاط، ما فرض عليهم إيداع ملف تأسيس جمعية تضامنية إسعافية سنة 2019 و تم الحصول على الاعتماد في 2020.
و أضاف المتحدث، بأنه و بعد كراء الفيلا، تم تنظيم عملية التكفل و تمت تسمية المركز «بسقف الحياة» الذي يتسع لـ 40 سريرا، حيث يقوم المركز بمهمتين رئيسيتين تتعلقان بالجانب البسيكو اجتماعي و هو ما تعلق بالإيواء، تقديم 4 وجبات يومية، النقل صباحا من و إلى المستشفى، عمل مرافقة اجتماعية من خلال مرافقتهم و توجهيهم بين المصالح و تأكيد المواعيد، لوجود كبار السن و أطفال، كما تضمن الجمعية شراء الأدوية لغير المؤمنين اجتماعيا .


و أشار، مراخة، إلى الجانب الثاني المتعلق بالمرافقة الطبية، حيث تم في هذا الشأن استحداث خلية طبية بالتعاون مع رؤساء أقسام و مصالح بالمستشفى الجامعي في مختلف التخصصات، مهمتهم توجيه الأطباء المتطوعين الذين يسهرون على المعاينة اليومية للمرضى في الفترة المسائية بعد تلقي العلاج أو في عطلة نهاية الأسبوع، بدورهم هؤلاء الأطباء يقدمون توجيهات للممرضين لمتابعة وضعهم الصحي و التدخل للإبلاغ عن المضاعفات التي تحدث لهم، كما يضمن طبيب مختص المرافقة النفسية و البسيكولوجية لبعض المرضى الذين لم يتقبلوا وضعياتهم الصحية.   
ضعف الإمكانيات يُعرقل نشاط الجمعية
و أكد، مراخة، أن الجمعية تتحمل عبئا كبيرا، نظرا لضعف الإمكانيات و الموارد، ليكون التكفل دائما و الرعاية بنفس المستوى، كون مركز سقف الحياة، يعمل يوميا حتى في عطل نهاية الأسبوع و المناسبات، لوجود مرضى قادمين من ولايات بعيدة على غرار الجنوبية منها، لا يستطيعون المغادرة إلى غاية استكمال البروتوكول الصحي.
حيث تطالب الجمعية بمساعدة السلطات الولائية، عن طريق منحهم مقرا يوفر عليهم ميزانية الإيجار المقدر بـ 150 مليون سنتيم سنويا و تحويل هذا المبلغ للرعاية و التكفل أكثر بالمرضى.


و حسب نفس المصدر، فقد استقبلت جمعية عنابة خير بناس الخير، خلال السداسي الأول من سنة 2021، ما لا يقل عن 306 مرضى مصابين بهذا الداء، قدمت لهم خدمات الرعاية و مساعدات، رغم كل الصعوبات بسبب الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كوفيد-19، تمكن هؤلاء المرضى من الإقامة 2870 ليلة في مقر الجمعية، «مرکز سقف الحياة»، إلى جانب تقديم 8340 وجبة، بالإضافة إلى 4029 رحلة مقدمة للمرضى من والى المستشفيات للعلاج و 4029 رحلة للمرافقة الطبية في المركز و 5463 عدد ساعات عمل المتطوعين.
و ذكر، مراخة، أن ظروف المرضى تفاقمت بعد ظهور كوفيد-19، مما تطلب مرافقة الأشخاص الأكثر عوزا، من خلال تقديم مساعدة اجتماعية شهرية، مع قفة من المواد الغذائية و أخرى من الألبسة.
و ترافق جمعية عنابة خير بناس الخير أيضا، 53 طفلا مصابا بداء السرطان، يعالجون في عيادة الأطفال «سان تيراز»، من خلال منحهم مواد غذائية و ألبسة و مساعدة مالية.  كما قامت الجمعية بالمرافقة و الإصغاء للمرضى الجدد الذين يبحثون بوجه الخصوص عن الدعم النفسي و التوجيهات. و تحصي الجمعية أكثر السرطان انتشارا للمرضى المقيمين في مركز سقف الحياة لدى الأطفال، سرطان الدم و العظام، أما بالنسبة للبالغين، فتسجل بشكل كبير سرطان الثدي، الأنف، الرئتي، سرطان الدماغ و الحنجرة. كما تمكنت الجمعية قبل تخليها على التكفل بالأشخاص بدون مؤوى، بسبب ضرورة التفرغ لمرضى السرطان، من دمج أشخاص كانوا متشردين بدون مأوى، من بينهم شخص في الأربعينات من العمر كان مدمن مشروبات كحولية يبيت في الشارع، استطاع أفراد الجمعية من كسب ثقته و التكفل به و بعد قرابة عامين من التواصل بمساعدة أخصائيين نفسانيين، استعاد وعيه و عاد إلى حضن عائلته بمدينة بريكة في ولاية باتنة.   
  حسين دريدح 

الرجوع إلى الأعلى