عن دار خيال للنشر والترجمة، صدرت منذ أيام، رواية جديدة للكاتبة والإعلامية جميلة طلباوي، وحملت عنوان «الغار: تغريبة القندوسي»، وهي تتحدث عن معاناة عُمال منجم الفحم الحجري في القنادسة، إبّان الاِحتلال الفرنسي، الّذي غادر البلاد وترك المرض والوجع والمعاناة. إذ تحوّل الغار أو المنجم الّذي كان يُفترض أن يكون مصدر خير على أبناء القنادسة وعلى الجزائر (باِعتبار أنّ الفحم شكّل مصدرا للطاقة في تلك الفترة)، إلى لعنة.
وفي أجواء الرواية تستمرّ المغامرة (مغامرة طلباوي) مع كتابة الصحراء فلسفةً وتراثًا وذاكرة. والمُغامرة هذه المرّة تحفر عميقًا في جرح مازال أثره في صدور العُمال الذين أصيبوا بالسيلكوز، وفي ذاكرة أولئك الذين فُجعوا في آبائهم تحت الأنقاض في منجم الفحم الحجري. كلّ هذا نعيشه من خلال رواية مليئة بالأحداث والآلام، بالتراث وأوجاع الذاكرة، وبفلسفة الصحراء أيضا. هذا تقريبا مناخ ما ستستذكره الكاتبة جميلة طلباوي، وتُسائله من تاريخ ووقائع وأحداث عاشَها أناس لم يتذكّرهم أحد تقريبًا، بلغة وتوابل سردية تبرع طلباوي في تطويعها لخدمة مشروعها السردي الّذي بدأته منذ عقود.
الرواية من القطع المتوسط. ويُحيل عنوانها «الغار» إلى «منجم الفحم»، أمّا «القندوسي» فنسبًا لمدينة «القنادسة» بولاية بشار، والّذي لن يكون سوى عامل منجم فحم أسسه الاِستعمار فساهم في اِقتصاده وترك لسكان منطقة «القنادسة» الآثار الكئيبة والأخطار وذكريات مرضى «السيلكوز».
يُذكر أنّ للكاتبة والإعلامية، جميلة طلباوي مجموعة من الإصدارات، منها مجموعة شِعرية بعنوان  «شظايا» صدرت عن منشورات الجاحظية عام 2000.
وفي القصة صدرت لها: «وردة الرمال» عام 2003، «شاء القدر» عام 2006 عن الجاحظية أيضا، «كمنجات المنعطف البارد» 2013 عن منشورات فيسيرا. وفي الرّواية: «أوجاع الذاكرة» عن اتحاد الكُتاب العرب بدمشق عام 2008، و«الخابية» التي صدرت عن منشورات المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار 2014. «وادي الحنّاء»، 2017 عن منشورات ميم. «قلب الإسباني» 2018 عن دار الوطن اليوم. كما لها كتاب حوارات بعنوان «تواشيح» في جزء أوّل من سلسلة حوارات متنوعة مع بعض الشخصيات الأدبية وستليها طبعة أخرى ثانية تضم حوارات أخرى مع أدباء جزائريين وعرب.
نوّارة/ ل

الرجوع إلى الأعلى