ينتج مرض الكلى المزمن عن مضاعفات مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض أخرى، ويتطور هذا المرض في صمت حيث أن أعراضه لا تظهر إلا في المراحل الأخيرة ، مما قد يؤدي إلى فقدان وظائف الكلى بالكامل ويتطلب العلاج الغسيل  أو الزرع.
وحسب المختصين، فإن خطر التقدم إلى المرحلة النهائية يكون منخفضا إذا تم اكتشاف الفشل الكلوي في الوقت المناسب، من خلال الفحوصات الروتينية أو اختبارات الدم والبول حتى إذا لم يكن الشخص معرضا لخطر الإصابة بهذا المرض، فعليه استشارة الطبيب فورا إذا تغير حجم البول بشكل كبير أو إذا كان يحتوي على آثار للدم.
وفي ذات السياق، يقول المختص في أمراض الكلى الدكتور بوسعد صاب للنصر، إنه غالبا ما يتم التعرف على مرض الكلى بعد فوات الأوان ، نظرا لعدم وجود أعراض واضحة، مشيرا إلى أن مرض الكلى المزمن صامت ويمكن أن يتطور ببطء ويستغرق عدة سنوات قبل أن يصل إلى المرحلة النهائية ، عندما تكون هناك حاجة ماسة لغسيل الكلى أو الزرع.
و حسب المختص، فقد يعاني المريض من بعض الأعراض التي تدل على معاناته من مشاكل في الكلى مثل تورم في القدمين والضغط المرتفع وانخفاض حجم التبول والتعب والضعف الملحوظ، وغيرها من الأعراض الأخرى، مؤكدا على أهمية المتابعة الدورية عند الطبيب بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الفشل الكلوي مثل مرضى السكري والضغط الدموي.
وفي ذات الصدد، أكد أن السبب الأكثر شيوعا لأمراض الكلى المزمنة والتي تعتبر أيضا عوامل خطر لأمراض الكلى هو مرض السكري بنسبة 40 بالمائة، وذلك لأن مرض السكري يتلف الأوعية الدموية الصغيرة ، بما في ذلك الأوعية الدموية الموجودة داخل الكلى، هذا إلى جانب ارتفاع ضغط الدم بنسبة 20 بالمائة وأمراض المناعة الذاتية بنسبة 20 بالمائة أيضا ، كما أن العامل الوراثي عاملا آخرا للإصابة بأمراض الكلى بنسبة 10 بالمائة، بينما 5 بالمائة أسبابها غير محددة، ومع ذلك ، يمكن إبطاء تطور هذا المرض إذا تم اكتشافه مبكرا ، إذ تساهم الوقاية والفحص المنتظم في إدارة أفضل لهذه الأمراض والتقليل من خطر التطور إلى الفشل الكلوي بشكل كبير ، ويمكن أن يساعد أسلوب الحياة الصحي في تقليل المخاطر.
وفي ذات السياق، ينصح الدكتور صاب ، باتباع العلاجات التي يوصي بها الطبيب المعالج إذا كان المريض يعاني من مرض مزمن مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، داعيا إلى قياس ضغط الدم بانتظام، والحفاظ على نسبة السكر في الدم عند مستوى مقبول ، وتجنب تعاطي الأدوية عشوائيا بما في ذلك تلك التي تباع بدون وصفة طبية ، مثل مسكنات الآلام ومضادات الالتهاب والمضادات الحيوية، مع العلاج فورا إذا كان المريض مصابا بعدوى في المسالك البولية أو أي حالة أخرى في المسالك البولية.
كما ينصح بتقليل تناول الملح والحد من تناول اللحوم الحمراء، وكذلك الدهون والعصائر المصنعة، والإقلاع عن التدخين، وممارسة نشاط بدني بانتظام والمحافظة على وزن مثالي.
مؤكدا على أهمية الكشف المبكر عن أمراض الكلى لأنه يساعد في التحكم فيها ويبطئ تطورها، حيث أنه من الضروري لكل شخص يزيد عمره عن 40 عاما زيارة الطبيب للقيام بفحوصات واختبارات لتقييم وظائف الكلى حتى إذا لم يكن المعني يعاني من أي مرض.
 سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى