تقبل عديد السيدات الباحثات عن اللياقة البدنية و الرشاقة على متابعة فيديوهات التمارين الرياضية التي تنشرها مدربات محترفات، على غرار الكوتش أسماء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي و يوتيوب، و قد ساهمت جائحة كورونا و تطبيق إجراءات الوقاية، من بينها غلق قاعات الرياضة لفترة طويلة، على اللجوء إلى التدرب عن بعد و التعود عليه، فحتى بعد إعادة فتح هذه القاعات مؤخرا، إلا أن المنافسة شديدة بين الرياضة الافتراضية و الانخراط في الرياضة « الواقعية المباشرة»، فرجحت عديد السيدات كفة الافتراضية، خاصة الماكثات بالبيت منهن، اللائي لا تسمح لهن ظروفهن بالتوجه إلى القاعات.
و الملاحظ أن سيدات كن مرتبطات بقاعات الجيم، و يعتبرن الرياضة جزء هاما من نمطهن المعيشي الذي يحرصن على أن يكون صحيا، لكن أرغمتهن الجائحة على تغيير حياتهن و قناعاتهن، و لم يؤثر فيها إعادة فتح القاعات.
لا تغادري بيتك فالمدربة ستأتي إليك..
دفع الحجر المنزلي بالكثيرات للبحث عن بدائل لممارسة النشاط الرياضي، سواء بممارسة رياضة المشي في الشارع، أو اقتناء تجهيزات رياضية و استخدامها في البيت، في حين تعاملت معه سيدات أخريات بطريقة مغايرة، خاصة بعد أن اكتشفن مدربات رياضة محترفات رفعن شعار «لا تغدري بيتك، فالمدربة ستأتي إليك»، فحقق صدى واسعا عبر مواقع التواصل الإجتماعي و زاد عدد الصفحات المهتمة بالرياضة النسوية المنزلية، التي تحقق نسب متابعة واسعة جدا.
الكوتش أسماء، واحدة من مسيرات صفحة رياضية، كانت قبل فترة الحجر المنزلي تستقطب 600 متابع، لتصل اليوم إلى عتبة 45 ألف متابع من جميع الولايات، و حتى من خارج الوطن.
و قالت للنصر أنها رفضت أن تتسبب جائحة كورونا في توقف المشتركات في القاعة التي تعمل بها عن ممارسة الرياضة، فقررت ملاحقتهن و استقطاب سيدات أخريات في الفضاء الافتراضي، بنشر فيديوهات مباشرة تتضمن تدريبات مختلفة، لاقت تجاوبا كبيرا منذ أول فيديو.
«هوم جيم» يتفوق على القاعات
أكدت الكوتش أسماء أن الرياضة عن بعد، أصبحت تشكل موضة في الرياضة النسوية خارج القاعات، خاصة بعد انتشار الوباء، حيث أصبح ما يصطلح عليه بـ»الهوم جيم» أكثر طلبا من النساء، إذ يقدم تمارين و حركات رياضية يمكن تطبيقها في أي مكان، دون اللجوء إلى قاعة الرياضة، و أضافت بأنه و على الرغم من إعادة فتح القاعات، إلا أن فيديوهاتها لا تزال تستهوي شريحة واسعة من النساء يتابعنها باهتمام في بيوتهن، و يفضلنها اليوم على التدريبات المباشرة.
أخصائية تغذية الرياضيين و المدربة أسماء أوضحت للنصر، أنها تتابع المشتركات و تقدم برنامجا غذائيا و رياضيا خاصا بكل مشتركة، حسب حالتها الصحية و وزنها و احتياجاتها، مضيفة أن أكثر شيء تطلبه السيدات هو التخلص من البطن و تطلبن منها التمارين المناسبة لذلك، سواء عبر الفيديوهات المباشرة أو مع المتابعات.
و أبرزت المتحدثة بأن جميع الفئات العمرية من النساء، بدءا بالمراهقات و وصولا إلى الجدات اللائي تجاوزن  60 عاما من عمرهن، يتابعن ما تقدمه من تمارين و هو ما اعتبرته أمرا مفرحا، جعلها تحقق غايتها الأولى من مثل هذه الأعمال و الخدمات التي تقدمها عبر الإنترنت.
و أكدت المدربة أن الفيديوهات المباشرة،  ساهمت بشكل كبير في مساعدة كل من ترغب في الحصول على قوام ممشوق و جميل و وزن مثالي، بالاعتماد على خدمات مجانية، بينما هناك شريحة، تريد متابعة رياضية خاصة، فيقمن بالاشتراك للحصول على متابعة عن بعد ، بنظام و تمارين رياضية خاصة.
و أوضحت المتحدثة أنها تقوم بمتابعتهن عبر الفيديوهات بالاعتماد على تقنيات الإنترنت، خاصة تقنية الزوم، لتنظيم تدريبات تجمع السيدات اللائي لديهن نفس الإنشغال، و هذه الفيديوهات ، حسبها، تساعدهن و تحفزهن على المتابعة للحصول على نتائج جيدة، خاصة و أنه يتم تصويرها و نشرها عبر صفحتها، كعينات حقيقية. بخصوص القاعات الرياضة النسوية، أكدت المدربة أنه و على الرغم من إعادة فتحها، فالإقبال عليها يكاد ينعدم، خاصة في ظل فرض بطاقة التلقيح من قبل مسيري بعض القاعات، و الخوف من عدوى فيروس كورونا الذي لا يزال موجودا، بالرغم من الانخفاض الكبير في أعداد المصابين، إلى جانب التزام السيدات بالعمل داخل و خارج البيت و تعدد مسؤولياتهن، مما ساهم في زيادة الإقبال على التدريبات الرياضية عن بعد.                         إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى