استطاع التلميذ أمير عليوش، المصاب بتيريزوميا 21 ، أن يفتك شهادة التعليم المتوسط بمعدل 13.97 من 20، فغمر قلوب أفراد أسرته بفرحة كبيرة، أنستهم ضغط التحضيرات للامتحان و ترقب النتائج، و أكد أمير بأنه انتظرها بفارغ الصبر، و كله يقين، كما قال للنصر، بأنه سينجح بتفوق، معتبرا نجاحه بداية موفقة للالتحاق بالطور الثانوي، في شعبة العلوم التجريبية، و كله عزم على نيل البكالوريا بتقدير ممتاز، للالتحاق بالجامعة و دراسة تخصص البيتروكيماء، ليتمكن، كما قال لنا، من اختراع جهاز متطور، يسهل عمليات التنقيب على الثروات الطبيعية، للمساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد.
  أسماء بوقرن

استقبل أمير النصر، بحفاوة و بابتسامة عريضة في بيته العائلي بحي بوالصوف بقسنطينة، معربا عن سعادته الكبيرة بالنجاح الذي حققه في شهادة التعليم المتوسط، ليرد بذلك جميل والديه، الذين انتظرا هذه النتيجة بفارغ الصبر، مشيرا إلى أنهما سخرا له كل الظروف و الإمكانات ليحقق مبتغاه، و هو ما تحقق بعد سنوات من الاجتهاد، مضيفا بأن معدله المشرف، أحسن دليل على مثابرته منذ التحاقه بالمدرسة، إلى غاية بلوغه الطور المتوسط، .
لم أشعر بالخوف خلال الامتحان و كنت واثقا من النجاح
حدثنا أمير عن تحضيره لامتحان شهادة التعليم المتوسط، مؤكدا أنه يمتد إلى بداية السنة الدراسية، و كان يستغل وقته في مراجعة دروسه، فقد سطرت والدته له برنامجا خاصة للمراجعة، فكان  يخصص الفترة الصباحية لمواد الفهم كالرياضيات، فيما يخصص الفترة المسائية لمواد الحفظ، مشيرا إلى أنه يفضل المواد العلمية على الأدبية، و كان يستمتع بمراجعتها.
بخصوص ظروف إجرائه امتحان «البيام»، ذكر التلميذ بأنه لم يشعر بالخوف، كبقية زملائه، و كان واثقا من نفسه، لأنه حضر جيدا للامتحان في مختلف المواد، و كان يحاول أن يطمئن والديه عند اجتيازه لكل مادة، بأنه سينال شهادة التعليم المتوسط.
بخصوص النتائج، قال أمير بأن والدته و والده ظلا طوال اليوم المعهود للإعلان عنها، ينتظران للتمكن من دخول الموقع، و شعرا بالخوف في الدقائق الأخيرة قبل ظهور النتيجة.
بينما لم يشعر بأدنى خوف، كما قال، بل كان يرقص بغرفة الاستقبال على أنغام أغنيته المفضلة و معه جدته، مشيرا إلى أن لها فضلا  كبيرا في تربيته و رعايته، و عندما أخبره والداه بنجاحه و حصوله على معدل جيد، امتزجت مشاعر الفرح بالدموع و عمت الزغاريد أرجاء البيت.
و أوضح أمير أنه يتمنى متابعة تعليمه الثانوي في شعبة  العلوم التجريبية، فهي الشعبة التي تمكنه من التوجه نحو التخصص الذي يطمح إليه و هو البيتروكيمياء، ليتمكن من اختراع جهاز متطور جدا ، يسهل عملية التنقيب عن الثروات الطبيعية، مشيرا إلى أنه يطمح لإجراء أبحاث و دراسات في الجنوب الجزائري الذي يزخر بالذهب الأسود، لتدوين اسمه في سجل المخترعين و تقديم إضافة لبلده الذي يرغب في المساهمة في تطويره ليلتحق بركب البلدان المتقدمة، و تحسين وضع البلاد اقتصاديا.   

و أضاف أمير بأنه يعلم بأن حالته خاصة، تختلف عن حالة بقية التلاميذ الذين كان يدرس معهم في متوسطة محمد بن موسى، بقسنطينة، غير أنه لم يقع يوما في فخ الفشل و اليأس،  و يرى بأن الله عز وجل رزقه بقلب جميل و عقل سليم، يمكنه من تحقيق كل ما يرغب فيه.
بهذا الخصوص قالت والدته بأن اكتشاف حالة ابنها في صغره، كان وقعه صعبا عليها و على زوجها، و كانت تخشى أن يواجه صعوبات في حياته، و بالأخص في مجال الدراسة، غير أنها تفاجأت بالعزيمة التي يتحلى بها أمير، و إرادته القوية،  فكان يغرس في نفسها الأمل و يطلب منها و من والده أن يتعاونا و يضعا اليد في اليد،  للعمل سويا لأجل نجاحه و بلوغه أعلى درجات النجاح، و هو ما بث في نفس والدته شجاعة كبيرة، و جعلها هي و زوجها يكرسان كل وقتهما و جهدهما لمرافقة و تعليم ابنهما أمير.
و أكدت المتحدثة بأنها لم تواجه صعوبات معه في ما يخص الدراسة، فهو يحرص على الدراسة بمفرده و يسعى لتعلم و إتقان اللغات، و تطوير قدراته في مختلف المواد، و كان يحصل على معدلات عالية منذ بداية مساره الدراسي.
و أضافت أم أمير بأنه حصل في الفصل الأول في السنة الرابعة متوسط، على معدل 16 من 20،  و في الفصل الثاني على معدل 17 من 20 و في الفصل الرابع 18 من 20. و علق أمير بأنه رفع التحدي للحصول على معدل عال، ليحظى         باستقبال و تكريم والي و يكون قدوة، كما قال، للأطفال في مثل حالته، و دعاهم من خلال النصر،  إلى عدم الاستسلام و المثابرة لتحقيق النجاح.                                   
 أ. ب

الرجوع إلى الأعلى