بادرت محافظة الغابات بقسنطينة، بإطلاق 250 طائرا مهاجرا من نوع البط ذي العنق الأخضر على مستوى المناطق الرطبة بالولاية، وهذا في إطار المحافظة على التوازن البيئي وكذا تنشيط السياحة بالمنطقة.

وشملت المبادرة التي نُظمت قبل أيام، عددا من المناطق الرطبة التي وُضعت فيها صغار البط ذي العنق الأخضر بين إناث وذكور، وقال المفتش الرئيسي للغابات والمكلف بالإعلام والاتصال على مستوى محافظة غابات بقسنطينة، زقرور علي، في حديثه للنصر التي حضرت العملية، إن هذه المبادرة جاءت في إطار تحقيق التوازن الإيكولوجي، نظرا للدور الذي يلعبه هذا النوع من الطيور في تنقية الوسط البيئي والأحواض المائية، بصفة خاصة من الأمراض التي تنتقل إلى الحيوانات والإنسان، بحكم أن البط ذا العنق الأخضر يقتات على الحشرات والديدان وبعض النباتات والأعشاب المائية.
وأضاف زقرور، أن هذه العملية جاءت تطبيقا لتوصيات محافظ الغابات بقسنطينة أثناء الخرجة الميدانية التي تم إجراؤها شهر فيفري الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، وقد وقع الاختيار على هذا الطائر تحديدا، كونه يملك طبعا مهاجرا ومقيما في نفس الوقت، حيث يتنقل من منطقة إلى أخرى بحثا عن الغذاء ويظل بها إلى أن يتكاثر ثم يهاجر مجددا، وأكد المتحدث في ذات السياق أن الجزائر تسجل دخول البط ذي العنق الأخضر في فصل الشتاء قادما من أوروبا وإفريقيا الجنوبية، أين يظل بها إلى غاية تكاثره في فصل الربيع.  
وتابع المتحدث بأن قسنطينة تحديدا تعتبر محطة للطيور المهاجرة التي تقصدها من أجل الغذاء والتكاثر، ثم تواصل مسارها بحثا عن المناطق الرطبة الطبيعية بالجزائر، بحكم أن الطبيعة في هذه الولاية غير رطبة فكل الأحواض المائية المتواجدة تعتبر اصطناعية، ومن بين الأماكن التي تتجه إليها الطيور وفق ما أخبرنا به السيد زقرزر، هي القالة وعين البيضاء وجيجل وعين مليلة. في المقابل ذكر المفتش أن محافظة الغابات قد وضعت ملفا لدى الهيئات المعنية من أجل تصنيف منطقة ابن باديس التي تتربع على 50 هكتارا كمنطقة رطبة، لكن المحاولة فشلت نظرا لتراجع وانخفاض منسوب المياه بها هذه السنة.
وسجلت مصالح الغابات بقسنطينة، تراجعا مستمرا في عدد الطيور المهاجرة التي يتم إحصاؤها سنويا في الفترة الممتدة من ديسمبر إلى غاية الفاتح من شهر جانفي، نظرا للتغيرات المناخية، فهذا العام تم إحصاء قرابة 1000 طائر في وقت كان هناك ما يفوق 2400 في السنوات الماضية.
ويوجد بالجزائر حوالي 25 نوعا من الطيور المهاجرة، بحسب محدثنا، مشيرا إلى أن صالح دراجي على سبيل المثال، كانت في وقت سابق من أكثر الأماكن بقسنطينة جذبا لأصناف نادرة من الطيور، لكن محافظة الغابات وجدت في آخر خرجة قامت بها، أن هذه المنطقة قد أصابها الجفاف ما أدى إلى مغادرة الطيور لها.
مخاوف من تأثيرات الجفاف والسقي الجائر
وأرجع زقرور، الجفاف الذي أصاب الأحواض المائية الموجودة بالولاية، إلى عوامل طبيعية وبشرية، من ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار، وكذا السقي الجائر، حيث يستغل فلاحون هذه الأحواض في ري محاصيلهم الزراعية، مؤكدا أن هذه السنة عرفت امتلاء 9 أحواض فقط من أصل 22.
وأعطى المتحدث مثالا بغابة جبل الوحش التي كانت تضم خمس بحيرات، لكن بسبب الجفاف الذي أصابها، ظلت بحيرتان فقط بهما مياه، وهما الخامسة والثالثة اللتان استفادتا من 52 طائرا، كما استفادت منطقة «بيرلا» بعين سمارة من 50 طائرا آخر، فيما وزعت المتبقية على نقاط منها ديدوش مراد وزيغود يوسف وبني حميدان.
وقال السيد زقرور، إن محافظة الغابات تسعى إلى تنظيم حملة لتنظيف وتنقية المسطحات المائية بالولاية، إلى جانب الجمعيات المهتمة بالبيئة وبقية الشركاء على غرار الجماعات المحلية ومديرية الموارد المائية والحماية المدنية.
وأعدت محافظة الغابات ما أسمته بـ «مخطط النار» الذي تم فيه تنصيب لجان بلدية و ولائية، وقد انطلق العمل به في الفاتح من شهر جوان الفارط بتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية، لحماية الفضاءات الغابية من الحرائق على مدار 24 ساعة، لاسيما في ابن زياد و زيغود يوسف وابن باديس وعين سمارة وجبل وحش، وقال زقرور إن المحافظة قد استفادت هذه السنة من رتل متحرك يتكون من 8 سيارات مزودة بأحدث الأجهزة المستخدمة في مكافحة حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية.
رميساء جبيل

الرجوع إلى الأعلى