زينت شوارع و طرقات بلديتي بوسيف أولاد عسكر و برج الطهر بأعالي جبال جيجل، دراجات 70 مشاركا، قدموا من 08 ولايات، في إطار تجوال  سياحي مكنهم من الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة و الجبال الشامخة بالمنطقة، كما اكتشف المشاركون إحدى المحطات الهامة التي تؤرخ لثورة التحرير المجيدة، بزيارتهم للمعلم المخلد لمقر الولاية التاريخية الثانية، بمنطقة المنازل.

 كـ. طويل

حطت قافلة التجوال السياحي الخامس بالدراجات الهوائية، الرحال الأسبوع الماضي، بأعالي جبال بوسيف أولاد عسكر و بلدية برج الطهر، فقد وضع القائمون على جمعية السفير للسياحة و مديرية السياحة لولاية جيجل، الجهتين المنظمتين للتظاهرة، بالتنسيق مع البلديتين، برنامجا خاصا لربط جيل الماضي بالحاضر، و جيل الثورة بجيل الجزائر الجديدة، و ذلك بإضفاء صبغة تاريخية و سياحية على التجوال، ليستمتع الدراجون بجمال الطبيعة،
و يكتشفون مقر الولاية التاريخية الثانية.
تجوال يربط جيل الماضي بالجيل الجديد
تجمع المشاركون في التجوال السياحي، الذي حضرته النصر، بالدراجات الهوائية بمقر بلدية جيجل، فكانت الانطلاقة باتجاه منطقة المنازل ببلدية بوسيف أولاد عسكر، مرورا بعدة بلديات، فاستمتع زوار الولاية، و هم 70 شابا قدموا من 08 ولايات، بجمال المناطق التي مررنا بها، على غرار بلدية الأمير عبد القادر، الطاهير، القنار نشفي، سيدي عبد العزيز، العنصر، بوراوي بلهادف، وصولا إلى البلدية المضيافة بوسيف أولاد عسكر.
أكد أحد المشاركين، للنصر، بأن خط سير القافلة، أبرز جمال الولاية و تنوعها الطبيعي الخلاب، و قد استمتع كثيرا، لأول مرة ، بامتزاج زرقة مياه البحر و اخضرار الأشجار، فجبال جيجل تتمتع بمناظر لا يمكن وصفها، على حد قوله.
زوار يكتشفون مقر الولاية التاريخية الثانية
بعد مرور ما يقارب ساعة من الزمن، وصلنا إلى المعلم التاريخي المخلد لمقر الولاية التاريخية   الثانية،    فأسرع المشاركون لالتقاط صور تذكارية و قراءة ما كتب على المعلم.
و أعرب بعض المشاركين عن انبهارهم بجمال الطبيعة، و الأجمل، حسبهم، الوقوف بأرض طاهرة و زكية، ذاع صيتها في الدفاع عن الوطن، و دفع أبناؤها  النفس و النفيس لتحرير الجزائر.
و ذكر، دراج من ولاية الشلف، بأنه قرأ الكثير عن تاريخ المنطقة الثانية خلال الثورة المجيدة، و دورها المحوري في تحرير الجزائر، و بسالة المجاهدين بها، و سقوط عديد الشهداء بالمنطقة، لكنه عندما زارها تأثر كثيرا، لحد العجز عن التعبير عن مشاعره.
يذكر أن أولاد عسكر، كانت إبان ثورة التحرير المجيدة، مقرا للولاية التاريخية الثانية، بالضبط بمنطقة تسمى «ابرير « و تم تشييد نصب تذكاري بها، تخليدا لأرواح الشهداء الأبرار، و كانت تضم ثلاث مستشفيات لجيش التحرير الوطني بغابة الزاوية، وعدة مهابط للطائرات المروحية الإستعمارية بتوزلامت، لاربعاء، أولاد خالد وأرسا بالزويتنة، و تعد معركة جبل موشاون، أهم معركة خلال الفترة الاستعمارية،  بالإضافة إلى الكمين الليلي الذي نصبه المجاهدون بالدار الكبيرة ، منزل أولاد الخلفة،  فكبّدوا قوات الاستعمار خسائر فادحة في الأرواح، و تم إسقاط عدد كبير من طائرات العدو بمنطقة تافراجت، نظرا لصعوبة اختراقها وعلوها و سهولة استهداف الطائرات من هذه المنطقة المحصنة طبيعيا.
خلال الزيارة انشغل الجميع بقراءة ما كتب على المعلم التاريخي إلى جانب التقاط الصور التذكارية، ثم أعلن المنظمون عن قرب انطلاق السباق.
و تفاجأ الحضور بوصول مجموعة من الشباب يمتطون الخيول ، فنالت من التجوال نصيبها، فقد أسرع الشباب و الأطفال لالتقاط صور تذكارية لها.
المعروف أن المنطقة  تشتهر بالخيول البرية المنتشرة بجبالها، و قد عمل أبناء المنطقة، على ترويض بعضها، فأضحت قبلة للزوار من مختلف المناطق من أجل مشاهدتها ، و لو أنه من الصعب أحيانا تحديد مكانها،  لكن منطقة « لاربعاء» تحتضن مجموعة منها، تتجول بجوار الطريق من حين لآخر.
إعجاب جماعي بجمال و تنوّع الطبيعة
قاد الانطلاقة الشرفية للسباق من المعلم التاريخي، الخيالة إلى غاية مقر البلدية و هي نقطة التوقف الأولى، و و شارك فيه شيوخ، كهول، شباب و أطفال، فيما غاب العنصر النسوي، و زينت القافلة محور الطريق الولائي «رقم 135 ب»، مشاهد بهيجة،  كما لو أن الأمر يتعلق بعرس كبير.  
 عند الوصول إلى مقر البلدية، شرع المنظمون، بالتنسيق مع مصالح البلدية و الغابات و الحماية المدنية، بالتحسيس و التوعية من مخاطر حرائق الغابات، و تم توزيع مطويات عبر مختلف الفضاءات و المحلات التجارية، و تبادل أطراف الحديث مع بعض المواطنين، و التأكيد أن حماية الغابات من النيران مسؤولية الجميع.
بعد ذلك انطلق الدراجون معا باتجاه المحطة الثانية في التجوال، و انهمك معظمهم في تأمل جمال الطبيعة الخلاب، و التقاط الصور التذكارية.
و ذكر مشارك من ولاية مستغانم بأنه قدم من أجل المشاركة في التجوال السياحي بالدراجات الهوائية و اكتشاف جمال الطبيعة الخلاب، مشيرا إلى أنه سبق له و أن شارك في الطبعة السابقة من التظاهرة، و قرر المشاركة من جديد ، ليكتشف جبال بوسيف أولاد عسكر و برج الطهر، مضيفا بأنه سعيد بالمشاركة هذه المرة، فقد شاهد مناظر مبهرة حقا ، مؤكدا « شاركت في الطبعة السابقة بجبل قروش، لكن جبال جيجل تختلف من منطقة إلى أخرى، و كذا مناظرها و جميعها ذات تنوع بيولوجي منفرد، كما أن علو المنطقة يجعلك تشاهد العديد من البلديات المجاورة، و هي لقطات فريدة من نوعها».
و أكد من جهتهم مشاركون من بوفاريك، للنصر، بأن جمال جبال جيجل، لا يمكن وصفه، فهي ذات مناظر جذابة و مريحة للنفس، و هواء عليل يثلج الصدر، مشيدين بكرم الضيافة الذي خصهم به المنظمون.
و صنع ممثلو ولاية الشلف، التميز بضحكاتهم و حضورهم البهيج، خلال التجوال السياحي و قال أحدهم للنصر،  بأن جبال المنطقة ذات خصائص لا يمكن مقارنتها بباقي الولايات و المناطق، مشيرا إلى أنه يمكن إنشاء مضمار للسباق بالدراجات الهوائية في المستقبل، خصوصا عبر محور الطريق الذي قطعوه.
و أكد ممثل ولاية برج بوعريريج، بأن سحر عاصمة الكورنيش، فاق كل التوقعات، و جبال أولاد عسكر و برج الطهر، فريدة من نوعها، بعلوها الشاهق الذي يمكنك و أنت تقود دراجتك مشاهدة القرى و المداشر المنتشرة بالمنطقة و الاستمتاع بسحر الطبيعة.
مشاركة حوالي 70 دراجا يمثلون ثمانية ولايات
و أوضح عابد عبد الرحيم، ممثل جمعية السفير للسياحة، بأن التجوال السياحي بالدراجة الهوائية، عرف مشاركة حوالي 70 دراجا يمثلون  08 ولايات، و يهدف للتعريف بتاريخ المنطقة المجاهدة و الترويج للسياحة الجبلية و التعريف بجمال جبال بوسيف أولاد عسكر و برج الطهر.
و أكد من جهته مدير السياحة زبير بوكعباش، بأن للتجوال السياحي دورا كبيرا في التعريف بروعة المناظر بأعالي البلديتين، و التي تتطلب تضافر جهود الجميع للتعريف بها على أوسع نطاق.
و ذكر رئيس بلدية بوسيف أولاد عسكر، بأن المنطقة تزخر بمناطق ساحرة، يمكن استغلالها في تنشيط السياحة الجبلية، و إقامة التجوال السياحي الذي يعتبر بداية لفتح آفاق عديدة.
أما رئيس بلدية برج الطهر، فشدد بأن جبال المنطقة تحوز على كنوز طبيعية من شلالات و غابات متنوعة، سيتم العمل على  إزاحة اللثام عنها، داعيا ممثلي المجتمع المدني و الناشطين في حقل السياحة، إلى العمل على إبرازها.                           كـ. ط

الرجوع إلى الأعلى