يمكن أن يتسبب الجلوس لساعات طويلة في مكان العمل وخاصة أمام شاشة الكمبيوتر، في مشاكل صحية خطيرة، كما أن وضعية الجلوس غير الصحيحة، يمكن أن تتسبب في آلام على مستوى الظهر والرقبة، لذلك ينصح الأطباء بضرورة اختيار الوضعية المناسبة، وأخذ فترات راحة قصيرة، مع ممارسة نشاط بدني أو رياضي بانتظام لتجنب عواقب الجلوس المطول
في نفس الوضعية.
قالت المختصة في الصحة العمومية الدكتورة خديجة بلقاسمي، إن العمل لعدة ساعات في وضعية الجلوس يمكن أن يؤدي إلى العديد من الأضرار الصحية، من بينها الآلام المتكررة  و أمراض التهاب المفاصل وضعف الدورة الدموية وزيادة الوزن والسمنة وضعف العضلات نتيجة قلة الحركة، إضافة إلى آلام الظهر، كما أن الجلوس لفترات طويلة هو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والاكتئاب والسكري من النوع الثاني، وبعض أنواع السرطان، كما أن الوضعية السيئة في الجلوس قد تؤدي إلى آلام في الرقبة والكتف.
و لتفادي المشاكل الصحية المرتبطة بالجلوس المطول، تنصح الدكتورة بلقاسمي، بأخذ فترات راحة والمشي قليلا كلما كان ذلك ممكنا، مع القيام ببعض تمارين الإطالة أثناء النهار.
وبالنسبة للأشخاص الذين يشتغلون في المكاتب أمام جهاز الكمبيوتر، تنصح بضبطه كما ينبغي، وذلك بتوجيه الشاشة قليلا نحو الخلف ووضعها على بعد 60 سنتيمترا، وهو ما يتناسب مع طول الذراع، ويجب أن يصل الجزء العلوي من الشاشة إلى مستوى العين .  
وأكدت أن العمل لساعات طويلة أمام جهاز  الكمبيوتر، يمكن أن يتسبب في التعب البصري والصداع، والاضطرابات البصرية على المدى الطويل، لذلك يجب أخذ فترات راحة، حيث يجب تقليل وقت العمل في الجلوس بفواصل الوقوف أو المشي المنتظم، فمن الناحية المثالية، يجب النهوض من الكرسي كل 30 دقيقة، أو كل ساعة والمشي قليلا.
ولتفادي جفاف العينين الناجم عن العمل المتواصل أمام شاشة الكمبيوتر، تنصح الطبيبة، برمش العين بصفة متكررة، والنظر من وقت إلى آخر إلى شيء غير الشاشة وذلك لحوالي دقيقة على الأقل.
وأضافت الطبيبة، أن الاضطرابات العضلية الهيكلية تحدث في الأطراف العلوية بسبب الحركات المتكررة، و هذا المشكل شائع جدا، ومن أجل تجنب التقلصات، من المهم حسبها، إرخاء العنق والظهر والأصابع والمعصم، فبالنسبة للمعصمين ، يمكن القيام بحركات دائرية من الأمام إلى الخلف ثم من الخلف إلى الأمام، أما الظهر، فيمكن مده من خلال محاولة لمس السقف بالأصابع وعمل حركات دائرية بالرأس.
وشدّدت الدكتورة بلقاسمي، على أن تكون بيئة العمل مريحة قدر الإمكان، بحيث تسمح بتغييرات متكررة للوضع، والعمل حتى أثناء الوقوف، في حين يمكن أن يساعد النشاط البدني والرياضي في تقليل المخاطر.            سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى