انتشرت في الآونة الأخيرة بمدينة قسنطينة، العديد من المحلات والأكشاك المتخصصة في بيع الهدايا الفاخرة  أو ما يعرف بـ « بوكس الهدية»، وهي علب راقية للمناسبات الكبرى كحفلات الزفاف و الخطوبة أو المناسبات البسيطة كأعياد الميلاد، تجهز حسب الطلب و تحتوي على الورود و الزينة الجميلة و الشوكلاطة، إلى جانب الهدية الرئيسية التي لم تعد تقدم بطريقة تقليدية بل باتت جزءا من البريستيج.

  لينة دلول

تشكيلة متنوعة وفاخرة
و لا ترتبط علب الهدايا العصرية بالمناسباتية ولا يقتصر شراؤها على الأعياد أو موسم الأفراح فقط بل تتوفر على مدار السنة، حيث تتخصص في إعدادها و بيعها محلات الهدايا والورود والديكورات التي زاد عددها بشكل ملحوظ بقسنطينة، خصوصا على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي و حي سيدي مبروك، حيث تعرض هذه المحلات تشكيلة متنوعة من صناديق الهدايا تتناسب مع طبيعة الحدث، وتختلف أسعارها باختلاف الحجم و نوعية الصندوق وما يوجد بداخله.و لا يتطلب الحصول على الهدية التنقل إلى غاية المحل،  بل يمكن تحديد الطلب عن طريق صفحة أو حساب المحل على أنستغرام أو فيسبوك، حيث يتم عرض صور لتشكيلات متنوعة من العلب بزينة مختلفة مع اقتراح التفاصيل التي يمكن إضافتها و طريقة تغليفها، وتترك للزبون حرية اختيار ما يريده  مع توفير خدمة التوصيل إلى غاية العنوان المطلوب. و يستوحي من ينسقون هذا النوع من الهدايا، تصاميمهم  من نماذج  شائعة على  الإنترنت، حيث تعد طريقة التحضير و التغليف الجديدة موضة واسعة الانتشار روجت و تروج لها صفحات الديكور والهدايا إلى جانب نجوم مواقع  التواصل، و تبدو الهدايا في ظاهرها فاخرة و متكلفة و بعيدة جدا عن البساطة بغض النظر عن قيمة ما تحتوي عليه، وذلك بفضل توضيب العلب الجميل و أشكالها وتصاميمها، ناهيك عن الدقة في تزيينها من الداخل و توزيع قطع الديكور الصغيرة المحيطة بالهدية الرئيسية، و التي تكون في العادة عبارة عن عبوة زجاجية صغيرة بداخلها قصاصة ورقية تكتب عليها كلمات وأمنيات، بالإضافة إلى علاقة مفاتيح تحمل اسم صاحب الهدية أو إطار للصور أو شمعة معطرة أو شريط مضيء وغير ذلك من الأمور. أما التفصيل الرئيسي في زينة العلبة فهو الشوكلاطة الفاخرة و الورود « طبيبعة أو بلاستيكية» حسب ميزانية الزبون و طلبه.
مليون سنتيم دون احتساب ثمن الهدية
و يعتمد أصحاب الأكشاك والمحلات التي تبيع هذا النوع من الهدايا، على ديكور ملفت يزيد من قيمة الهدية الرئيسية حتى وإن كانت بسيطة، خاصة وأن العلبة في حد ذاتها تكون جميلة وذات جودة حيث يصل سعر بعض العلب الكرتونية أو البلاستيكية الصلبة إلى 3000دج فارغة، فيما يزيد سعر العلب الزجاجية عن 6000دج فارغة، ويرتفع السعر كلما زاد حجم العلبة التي قد تكلف بعد تزيينها مبلغا يتعدى مليون سنتيم دون احتساب ثمن الهدية الرئيسية. و تلقى هذه التجارة رواجا كبيرا مؤخرا رغم غلاء الأسعار، ويكثر الطلب عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منصتي «فيسبوك» و «أنستغرام» حيث بات العديد من أصحاب المحلات، يتنافسون فيما بينهم لعرض ما يعدونه من  تشكيلات هدايا متنوعة ومغرية، وهو ما أكده لنا صاحب محل لبيع الورود و علب الهدايا بالوحدة الجوارية 5، بعلي منجلي، قائلا  بأن الطلب على  « بوكس» الهدية، لا يتوقف على مدار السنة ويزيد في فترات معينة على غرار موسم الصيف والأعراس أو في رأس السنة وعيدي الحب والأم. كما أشار، إلى أن عدد زبائن حسابه على أنستغرام بزيد عن عدد زبائن المحل، مضيفا، بأن الهدايا التقليدية لم تعد تفي بالغرض بالنسبة للكثيرين، لأن الاهتمام بالتفاصيل و طريقة تقديم الهدية بات بمثابة جزء من الحدث في حد ذاته، خاصة وأن الأمر لا يتوقف عن اللحظة في حد ذاتها بل يرتبط أيضا بتوثيقها و مشاركة الصور على مواقع التواصل، كما يرتبط ببريستيج الشخص و مكانته و الطريقة التي يريد أن يقدم بها نفسه للآخر.
علب لمناسبات خاصة
ويخصص التجار في بعض المناسبات،  «بوكسات» بسعر منخفض  تتناسب مع الحدث، ففي عيد  الأم  مثلا تكون  التشكيلة في الغالب، مجموعة من الورود مع عطر أو ساعة يد.  وحسب سيف الإسلام شريبي، صاحب محل  «نوفا بوكس ديزاد» و المختص في  بيع الهدايا والأشغال اليدوية، فإن تجارة الهدايا عرفت في السنوات القليلة الأخيرة، اهتماما كبيرا من قبل الزبائن الذين أصبحوا يحرصون على مواكبة  كل جديد.وذكر المتحدث، أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في الترويج لهذه الهدايا، وذلك يركز غالبية التجار على المنصات لجذب الزبائن.و لفت البائع، إلى أنه هو من ينسق  التشكيلات  المعروضة في محله بالاعتماد على مخيلته، وقد يعتمد في أحيان أخرى كما قال، على الإنترنت ليستوحي أفكارا تنافسية، موضحا بخصوص الأسعار، بأنها تختلف باختلاف جودة المنتج الذي يختاره الزبون و الأشياء التي يريد إضافتها للعلبة، فقد يشتري زبون الهدايا ويطلب فقط تنسيقها داخل العلبة، وقد يوكل مهمة اختيار محت بأن الهدايا لم تعد تقدم في المناسبات فقط بل أن هناك زبائن يعتبرونها عربون محبة وصداقة، مشيرا إلى أنه لاحظ من خلال تعامله معهم، بأن سلوكيات الأفراد تغيرت كثيرا، وثقافة التهادي زادت حتى بين الأصدقاء وبالأخص الشابات.
أكثر الهدايا طلبا
وأكد أن التسويق الإلكتروني ساعد على رواج هذه التجارة، و أن شكل الهدية الخارجي أصبح مهما لأنه يعبر عن قيمتها، لذلك فإن تغليف الهدايا يحتاج إلى احترافية وخبرة.  وقال التاجر، أن أكثر زبائنه طلبا لهذا النوع من الهدايا هم الأحباء و الأزواج و الصديقات، أما أكثر الهدايا التي يتبادلونها فهي الإكسسوارات و العطور و بعض التحف والديكورات و ساعات اليد وبعض قطع الملابس مثل القفازات في الشتاء و الأوشحة و خمارات و غير ذلك.

الرجوع إلى الأعلى