كشف أول أمس ، رئيس جامعة قسنطينة 03،  أحمد بوراس، عن مشروع اتفاقية شراكة بين الجامعة و جمعية أصدقاء ميلة، وذلك خلال حضوره لفعاليات لقاء نظمته الجمعية بمقرها و حضرته وجوه أكاديمية و فنية من داخل وخارج الولاية.
اللقاء جمع باحثين  و عشاق  التاريخ و التراث، على غرار يوسف عيبش من جامعة سطيف  و الأستاذة بوبة مجاني من جامعة قسنطينة 2، و التي  وجهت دعوة للأكاديميين المشتغلين في حقل التراث والتاريخ والثقافة،  إلى الانخراط في مسعى الحفاظ على التراث الوطني، مؤكدة بأن ميلة القديمة، مدينة تراثية كبيرة و تتوفر على كنز تاريخي  حقيقي بما تحتوي عليه من شواهد  و معالم ونقوش يتهددها خطر الاندثار.   
من جانبه قال، ممثل الجمعية ، السيد زياني شريف أن جمعيته تعمل من أجل الحفاظ على الموروث الأثري والحضاري والثقافي لميلة القديمة، بداية بترميم المقر الحالي الذي يعد من أقدم وأعرق البيوت في المدينة، وبمثابة نموذج ناجح للترميم، مطالبا كل غيور على ميلاف، بأخذ زمام المبادرة و العمل على تهيئة البيوت القديمة و حمايتها من الانهيار، خصوصا وأن جزء مهما من ذاكرة المدينة قد فقد بسقوط عدد من المباني و تدهور حال القطاع القديم
من جانبه، قال رئيس جمعية أصدقاء ميلة القديمة، البروفيسور عبد العزيز سقني، أن اللقاءات الدورية التي تعقدها الجمعية، تعتبر من مناسبة محمودة، لأنها تسمح بتوسيع النقاش حول القطاع المحفوظ  و بحث سبل حمايته و جمع ما يمكن من مقترحات تصب في فائدة المسعى، كما أنها فرصة للحديث عن التاريخ و عن آثار الولاية و الاجتهاد لتثمينها، بمعية أساتذة جامعيين وكل المهتمين بالتاريخ والتراث.
 وأضاف المتحدث، بأن تعليق نشاط الجمعية كان مؤقتا خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، وذلك بسبب الجائحة، لكن العمل عاد مجددا التزاما ووفاء من كل الأعضاء بضمان استمرار السعي لحماية الإرث الحضاري للمدينة، مشيرا إلى أن اللقاء الذي نشطته فرقة محلية لموسيقى المالوف، جاء للتذكير ببرنامج الجمعية  و ضبط مخطط نشاط لقادم الأيام، يكون مبنيا على أسس علمية لحماية التراث بالولاية، لهذا يجري حاليا كما قال، على إبرام اتفاقية تعاون مع جامعة قسنطينة 03، لفتح الباب أمام الباحثين لأجل الوصول إلى نتائج علمية تمس جوانب الحفظ و الترميم والتثمين، بعيدا عن  الاكتفاء باستغلال القصص الشعبية، التي تشوبها الكثير من الأمور المبهمة و تختلط بجانب من الخرافة أيضا.
وأضاف المتحدث، أن الاتفاقيات مع الجامعات كانت قائمة من قبل لكنها لم تكن موسعة لتشمل عددا من المحاور التي تعد مهمة بالنسبة للجمعية، ولذلك فإن السعي جاد هذه المرة لتدارك النقائص و تحقيق الأهداف، و تحدث في ذات السياق عن مشروع بحثي قامت به الدكتورة أمل مقراني ومديرة المتحف البحري، حول البناء العمراني لميلة القديمة، وقدمته في جامعة السوربون بفرنسا سنة 2019.
وأشار المتحدث، إلى أن تاريخ ميلة لا ينحصر في جامعها وسورها البيزنطي فقط، بل وجب الاجتهاد أكثر لإظهار ما خفي من التاريخ الكبير للمدينة، وهو هدف يمكن أن يتحقق بفضل مساهمة المنخرطين في الجمعية من أساتذة وباحثين من داخل وخارج الولاية.
و قال من جهته، مدير جامعة قسنطينة 3،  الدكتور أحمد بوراس   بأن الاتفاقية التي سوف تبرم عن قريب بين الطرفين، تندرج في إطار مد جسور التعاون بين الجامعة وجمعيات المجتمع المدني  حيث أكد،  بأن مصالحة بدأت في دراسة بنود الاتفاق الذي سيشمل بشكل أساسي كلية الهندسة المعمارية، إلى جانب أساتذة وباحثين مهتمين بالتراث و البناء القديم ومشاريع الترميم، بحيث ستكون الشراكة ذات فائدة متبادلة، من ناحية توفير الخبرة والاستشارة المتخصصة للجمعية، و استغلال البحث والعمل الميداني لتكوين الطلبة، على اعتبار أن المدينة القديمة ميلاف ستكون ورشة تطبيقية في مراحل الليسانس و الماستر و الدكتوراه.
 مكي بوغابة

الرجوع إلى الأعلى