استطاع، متربصون في تخصص الإلكترونيك الصناعية بالمعهد الوطني المتخصص شابوني إدريس بجيجل تقديم مشاريع إلكترونية، تهدف إلى خدمة المجتمع و تلبية الاحتياجات اليومية، إذ أنجزت أربع مشاريع نوعية في إطار مذكرة التخرج و التطبيق الميداني، بينها جهاز تنفس اصطناعي و حاضنة أوتوماتيكية تعتمد على تكنولوجيا الأشياء و جهاز تتبع شمسي ذكي  و شحن أوتوماتيكي لتوليد الطاقة و إبرة طبية اصطناعية متحركة، وهي مشاريع يمكن تطويرها لخدمة المجتمع  وهي منجزات تغيّر النظرة الدونية للتكوين المهني وتقدم طلبته كشباب قادرين على العطاء و المنافسة في سوق الابتكار، في انتظار أن تلتفت الشركات الصناعية إلى ما يتم إنجازه على مستوى ورشات المعهد.

r كـ. طويل

حقنة طبية ذكية تعوّض الإنسان
نجح المتربص بليبلي عبد الباقي و رفقائه في إنجاز  نموذج « حقنة طبية اصطناعية متحركة»، تستعمل  لعلاج المرضى و الرضع، الذين هم بحاجة إلى رعاية خاصة، إذ تقوم الإبرة الآلية بضخ الأمصال أو الأدوية في وقت زمني محدد و بكمية محددة.
 المتربصون قاموا بتطوير نظام
«الأردوينو» و برمجة المعطيات و تحويلها إلى إشارات كهربائية لتحرك الحقنة و فق نظام معين يضمن ضخ الكميات المطلوبة في وقتها و يطمح الطالب وزملاؤه إلى العمل أكثر على المشروع واقتراح إضافات جديدة تكون عملية و أكثر تطورا وأقل تكلفة.
وقال محدثنا، بأن الفكرة تعود إلى فترة الجائحة، وما رافقها من صعوبات في العمل الطبي بسبب المخاطر والمخاوف من العدوى التي فرضت إلزامية التباعد الجسدي، حيث فكر قبل أشهر قليلة من التخرج، في تجسيد نموذج الحقنة الذكية رفقة زملائه، و بدأ تدريجيا في دراسة و تخطيط المشروع، قائلا:  « في البداية كانت الفكرة صعبة للغاية و مستبعدة و لكن مع مرور الوقت بدأت تفاصيلها تتضح أكثر و صار العمل عليها أسهل». و يأمل الشاب أن يتم تطوير جهازه و تبنيه من قبل مؤسسة في مجال الابتكارات، من جهتها أضافت أستاذته أمال عميروش، بأن النموذج جد مهم و يساهم في تعويض الطواقم الطبية في حالة وجود ضغط أو عدوى داخل المستشفيات، وذلك  من خلال  برمجة عمل الحقنة بطريقة مبتكرة،  والفكرة رائعة حسبها، كون المتربصين عملوا على معالجة مشكل السلامة المهنية و هو مشكل مطروح بقوة وقد ظهر ذلك خلال انتشار الوباء.
جهاز تنفّس اصطناعي لمواجهة نقص الأكسجين في المستشفيات
من جانبهم، قام الطلبان عبد اللطيف رابح و زميله عبد الكريم بوقشابية، بتطوير جهاز للتنفس الاصطناعي بإمكانيات بسيطة، و قال عبد اللطيف رابح « 24 سنة « بأنه قرر التربص بالمعهد الوطني المتخصص  شابوني إدريس، لأجل التكوين و الحصول على شهادة تقني سامي في الإلكترونيك الصناعية، وذلك بعد رسوبه في الدراسة، ورغم أنه لم يكن يملك خلفية عن المجال أو التخصص إلا أنه تعلم الكثير من أساتذة المعهد، ليقوم بعدها رفقة زميله عبد الكريم، بالعمل على مشروع تخرج يخص تطوير جهاز للتنفس الاصطناعي.
و ذكر زميله، عبد الكريم بوقشابية « 22 سنة»، بأنه عند بداية تكوينه لم يكن يعرف الكثير عن ميدان الإلكترونيك و لكنه استطاع بفضل التكوين أن يفهم و يعي أهمية عالم الإلكترونيك، و قرر رفقة زميله تطوير جهاز للتنفس الاصطناعي بعد أن اتضحت أهميته خلال الأزمة التي مر بها العالم جراء نقص الأكسجين.
 وقال المتحدث، بأنهما طورا نموذجا أوليا لجهاز مولد للأكسيجين الطبيعي، و لقي حسبه، المشروع استحسان الأساتذة المكونين، حيث أن الفكرة كانت سهلة التجسيد  وفيما يخص إمكانية استخدام الجهاز فعليا، فإن ذلك غير مستبعد حسبه في حال تم تبني المشروع  و انجازه وفق معايير المطابقة. وأضاف الشاب، بأنه بات اليوم قادرا على تطوير أجهزة أخرى إن أتيحت له الفرصة، فيما، يأمل أن يتوجه الشباب الذين لم يسعفهم الحظ لإكمال دراستهم إلى معاهد التكوين.
أما الأستاذة بالمعهد نصيرة حنك، فأوضحت بأن المشروع المقدم من قبل المتربصين، جاء لتلبية حاجيات المجتمع، و في حال حظيا بالدعم فيمكن لهما أن يقدما الأفضل.
حاضنة أوتوماتيكية للتدجين
طوّر بدوره، المتربص رياض بودحان ( 26 سنة) «حاضنة أوتوماتيكية تعتمد على تكنولوجيا الأشياء»، وهي مخصص للاستثمارات الفلاحية، وتساعد على مضاعفة أعداد فراخ الدواجن بشكل كبير، حيث أنه يمكن للفلاح الاعتماد عليها بدلا عن الحاضنات الطبيعية.
و يقول المتربص، بأنه عمل على تطوير نظام تحكم عن بعد  بواسطة « إنترنت الأشياء» إذ يمكن التحكم عن بعد في التعديلات و الإعدادات من درجة الحرارة إلى الإضاءة وغير ذلك، فضلا عن تتبع عملية التفقيس و مختلف العوامل المؤثرة في عملية التدجين، بدل التنقل إلى الحقل أو المزرعة.
وأضاف رياض، بأن تخصصه و تكوينه سمحا له بمعالجة مشكل يعاني منه العديد من الفلاحين، وقد جاءت الفكرة خلال الأشهر الماضية التي عرفت ندرة في الدواجن و ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء وفي الأسواق  ما جعله يفكر في تطوير الحاضنة و مساعدة الفلاحين على توفير المنتوج وبالتالي المساهمة في  دفع الاقتصاد الوطني.
 و يأمل الشاب، في أن يحسن الحاضنة من خلال إدخال الذكاء الاصطناعي عليها لأجل تحكم أفضل، خصوصا في حالة وقوع مشكل في غياب الفلاح، و طموحه أن يتم تطوير جهازه و تسويقه وطنيا،ما سيسمح حسبه، بتقليص فاتورة استيراد مثل هذه الأجهزة، خاصة وأن التكلفة الأولية للتصنيع لن تتعدى 40ألف دج.
و قد أوضحت الأستاذة «عينون» المشرفة على الطالب بأنه قدم عملا ممتازا، و اعتمد على المعالج و أنجز حاضنة إلكترونية تسمح بالمراقبة، و الفكرة عملية خصوصا من ناحية التحكم التقني، حيث قدم المتربص إضافة جيدة يمكن أن تساعد الفلاحين و تطور النشاط الفلاحي و تساهم في تحسين إنتاج الدواجن.
جهاز للشحن الأوتوماتيكي  و توليد الطاقة
 ويتمثل رابع مشروع أنجز على مستوى المعهد، في « نظام للتتبع الشمسي الذكي  و الشحن الأوتوماتيكي لتوليد الطاقة «، طوره المتربص فتان أنيس، الذي أخبرنا أن الفكرة راودته بعد ملاحظته  للعديد من الألواح الشمسية ثابتة و هذا يؤثر على طبيعة عملها و لا تقوم بتخزين الطاقة الشمسية بشكل كبير، إذ أن غالبيتها تعمل بأقل من طاقتها مضيفا، بأن العملية تساهم بتخزين الطاقة الشمسية بقدر ممكن، ووفق برمجة للمشروع من ثابت إلى متحرك.
و يأمل الشاب، في تطوير التقنية مستقبلا لتصبح أكثر استعمالا في المصانع و الشركات، حيث قال بأنه عمل طيلة 03 أشهر متتالية، بعدما وضع مخططا لتجربة عدد من النماذج بمرافقة أساتذته بالمعهد، و حاول أن يوظف المعارف التي اكتسبها خلال مساره التكويني في المشروع مضيفا، بأن عمله سيساهم بشكل كبير في نجاعة نظام توليد الطاقة الشمسية.
مجهودات تبذل لمرافقة الشباب و تشجيع الابتكار
أكد رابح سرير، مدير المعهد الوطني المتخصص شابوني إدريس، بأن العديد من التخصصات المدرجة بالمعهد، منتجة و يقدم بفضلها متربصون أعمالا تهدف إلى خدمة المجتمع مستقبلا، حيث خلق تخصص الإلكترونيك الصناعية تنافسية بين المتربصين جراء نوعية التكوين و كفاءة الأساتذة
 و تقوم لجنة المشاريع في كل مرحلة كما قال، بمحاولة تكييف مشاريع التخرج مع ما يحتاجه المجتمع و القطاع الاقتصادي، و هو التوجه الذي تؤكد عليه الوزارة الوصية، و قد عمل المتربصون على تقديم مشاريع هامة تهم المجتمع، تعتمد على الأفكار التي أنجزت في ورشات المعهد بعد الجائحة، فضلا عن مشاريع وأفكار أخرى يتم العمل عليها حاليا وسوف ترى النور قريبا.

الرجوع إلى الأعلى