رغم إعاقته الحركية و قسوة الظروف التي واجهته منذ أن كان بمركز الطفولة المسعفة بقسنطينة، واجه خالد محمد أمين العديد من العقبات وتخطاها، وأكد للنصر، بأن الصعوبات لم تفقده عزيمته وطموحه في النجاح وتحقيق الإنجازات المبهرة في المجال الرياضي، لأنه أحبه منذ صغره و اختاره كمجال للنشاط و كبوابة لمستقبل أفضل.
 وسرد الشاب للنصر، قصة كفاحه التي تكللت بالنجاح و اقتحامه لعالم ألعاب القوى لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة و الحصول على 3 ميداليات ذهبية مؤخرًا في  تخصصات مختلفة هي رمي الجلة والقرص و الرمح.
وذكر المتحدث، أنه وبعد مشاهدته  للألعاب الأولمبية البرالمبية  بتوكيو سنة 2020، لاحظ بأنه ليس أقل مستوى من المتنافسين، وأن بإمكانه تحقيق الميداليات في الرياضة الفردية، عكس  كرة السلة التي مارسها طيلة 12 سنة ولم يحقق من خلالها النجاح الذي كان يصبوا إليه، ولذلك فكر في أن يخوض تجربة جديدة مختلفة.
قرر بداية  أن يتخلى عن رياضة كرة السلة رغم حبه لها و أن يتوجه لألعاب القوى، موضحا بأن هذا الانتقال لم يكن صعبا أبدا، خاصة وأن قسنطينة تتوفر على مؤسسة رياضية تضم عددا من الأبطال البارالامبيين، وقد فتحت له الأبواب أيضا و احتضنته كغيره من أصحاب الطموح والهمم.
وكشف المتحدث، أن الدافع  الثاني الذي جعله ينتقل من رياضة كرة السلة إلى ألعاب القوى هو التهميش الذي تعرض له عندما كان في الفريق الوطني لكرة السلة لمدة أربع سنوات، مشيرا إلى أن هذه الرياضة أخذت الكثير من وقته وتركيزه ولم يتمكن من  ممارسة نشاطاته الأخرى بأريحية.وذكر البطل، أن التجربة فتحت له مجالا أكبر لتوسيع أفكاره وأهدافه والسعي نحو تحقيق إنجازات وجوائز كثيرة، مشيرا إلى أنه في انتظار الفرصة التي ستعطيها له الاتحادية الجزائرية خاصة بعد تحقيقه لنتائج مشرفة في البطولة الوطنية لألعاب القوى.
و أخبرنا محمد أمين، أنه لم يتخل عن رياضة كرة السلة بل أجل الاحتراف فيها، ليعود إليها مستقبلا وجعل جل تركيزه منصبا على ألعاب القوى، وينصح المتحدث، من يريدون ممارسة الألعاب الجماعية ككرة السلة مثلا، بأن يمارسها من أجل المتعة  فقط وليس لأجل الربح أو عائد مادي، لأنها عكس كرة القدم، لا تحظى بالاهتمام الكبير ولا تقدم الكثير من الفرص للنجاح والاحتراف.
محدثنا، قال بأنه ورغم كل الظروف يحاول أن يكون إيجابيا وأن يلهم بتجربته في تحدي اليتم والإعاقة كثيرا من الشباب و يكون بمثابة نموذج للتفاؤل و الإرادة، خاصة وأن اهتماماته لا تقتصر  فقط على المجال، بل تشمل كثيرا من الأفكار  التي يصطدم تطبيقها ببعض العراقيل، مع ذلك فإنه لا يفقد الأمل أبدا ويسعى دائما إلى مواصلة العمل للوصول إلى أهدافه، والتي من بينها التواجد في مصاف الأبطال البرالمبيين العالميين، وهو حلم قال بأن تحقيقه ممكن بالاجتهاد، حيث يعتبره أقصى آماله و أنه النقطة التي سينطلق منها مجددا ليعيد ترتيب حياته بعيدا عن الرياضة التي ستكون مستقبلا مجرد نشاط مكمل يساعده على  المحافظة على صحته البدنية.
ومن جهة أخرى، أرجع محدثنا، سر نجاحه  إلى ثقته في الله و في  قدراته  وموهبته التي يسعى إلى صقلها يوميا بالتمرين والتدريب،  مؤكدا أنه يتحمل مسؤولية كل القرارات  التي يتخذها، ولذلك يملك ثقة كبيرة في قدرته على الوصول إلى أهدافه، مضيفا، أنه يسعى للالتحاق بالديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية ولواحقها الخاصة،  من أجل تحفيز الناس، و تسهيل  تقبلها على من يعانون من الإعاقة ويحتاجون لارتدائها، خاصة وأن لديه خبرة مع الأعضاء الاصطناعية التي يعتمد عليها منذ أكثر من 22 سنة، مشيرا إلى أنه يحاول أن يساهم ولو بالقليل في  بناء المجتمع ، من خلال  تقديم رسالة إيجابية سواء للأشخاص الأصحاء  أو ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدا أنه لا يبخل على أحد بما يعرفه وما يجيده. ويرى المتحدث أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدته كثيرا في إيصال أفكاره  إلى  متابعيه الذين يحبون مشاركة كل ما ينشره ويقومون بدعمه برسائل تحفيزية. ونوه  آمين، إلى أن أي شخص يضع صوب عينه هدفا سيتمكن من تحقيقه فقط بالإرادة والعزيمة، مع  التركيز على العمل وبذل المجهود اللازم دون كلل أو ملل.                    لينة دلول

الرجوع إلى الأعلى