استطاع الطفل أبوبكر ميصراوي، المصاب باضطراب طيف التوحد اقتحام مجال الرسم، و لم يمنعه التوحد من أن يبدع في  رسم لوحات جميلة، كما برز الطفل المقيم بوادي العلايق بولاية البليدة، في مجال الإلكترونيات والإعلام الآلي.
أوضحت السيدة سعيدة، والدة الطفل البالغ من العمر 14 سنة، خلال استضافتها في منتدى جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة، رفقة ابنها، بأن اضطراب التوحد لم يكن عائقا أمامه للرسم و الإبداع، حيث استطاع أن ينجز عشرات الرسومات  المتميزة التي تحمل بين طياتها دلالات مختلفة.
وأضافت والدة الطفل، بأنها اكتشفت التوحد لدى ابنها في  سن الثالثة، بعد معاينة طبية سببها التهاب اللوزتين، إذ شخص الطبيب بعض الأعراض غير العادية لدى الطفل ونصحها بالتوجه نحو مختصين لمتابعة الحالة، و بعد تشخيص معمق تبين أن الطفل مصاب بالاضطراب، ولم يكن تقبل الأمر سهلا، غير أنها قررت الاهتمام به أكثر ومراقبته و هكذا انتبهت إلى موهبته في الرسم، وهو ما خفف قليلا من معاناتها، حيث بات يقضي أغلب وقته في البيت  بين الورق والأقلام، وتعلم كيف يتخذ من الرسم  طريقة للتعبير و قول ما يعجز عن ترجمته لغويا، وحسبها، فإن أغلب رسومات الطفل هي إبداع من وحي خياله أو تقليد لصور أخرى، إذ  يمتلك دقة كبيرة في استعمال الألوان و تنسيقها.
 ولا تتوقف موهبته عند حدود الرسم فقط، بل تشمل  الإلكترونيات والإعلام الآلي، بحيث يقوم في المنزل بتفكيك بعض الأجهزة و تركيبها بدقة متناهية، على غرار أجهزة التحكم عن بعد.
من جانبه، أضاف رئيس جمعية التوحد لولاية البليدة رشيد رحال، بأن الطفل الموهوب شارك في مسابقة وطنية في مجال الرسم، نظمتها الجمعية خلال فترة كورونا عن طريق تقنية « الزوم»، و كان الهدف منها هو اكتشاف المواهب لدى فئة الأطفال المصابين باضطراب التوحد، مضيفا، بأن رسوماته متميزة، مضيفا بأن أطفال التوحد يملكون مهارات ومواهب مختلفة، وأن الصغير ليس الوحيد بين أطفال الجمعية الذي يتميز بقدراته المختلفة، فهناك صغار آخرون يبرعون في الكراتي و السباحة و ركوب الخيل، و قال إن كل ما يحتاجه هؤلاء هو المرافقة لإدماجهم أكثر في المجتمع.
وفي السياق ذاته، أوضحت مديرة دار الشباب لبلدية وادي العلايق، رشيدة سلام، بأن الطفل وجد في دار الشباب فضاء لتطوير مواهبه التي تحتاج حسبها إلى تشجيع أكبر، ولم تستبعد من خلال احتكاكها الدائم به، إمكانية اكتشاف مواهب أخرى لديه.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى