تضاعف الإقبال مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، على محلات بيع الهدايا والديكورات المنزلية، من أجل اقتناء الإكسسوارات الرمضانية المضيئة بألوان مختلفة كالفوانيس والمصابيح، وحتى البخارات المعطرة التي تنبعث منها روائح زكية، كما يعرف السوق هذه المرة دخول قطع فنية محلية الصنع خط المنافسة بقوة ورواجها بين الزبائن، خصوصا مع اعتماد أصحاب الورشات المصنعة للدقة والاحترافية في التصنيع وبيع المنتج بأسعار مناسبة.

إكسسوارات محلية
من الخشب والفوراكس
والمتجول بالمحلات التجارية الناشطة بكل من وسط المدينة وعلي منجلي، سيلحظ أن المنتوجات محلية الصنع قد غزت الأسواق بشكل كلي، وفرضت تواجدها بمختلف محلات بيع الهدايا والديكورات المنزلية ومستلزمات المطبخ، كما تلقى تهافتا كبيرا من ربات البيوت على اقتنائها، نظرا لجودتها وتنوعها وانخفاض سعرها ما جعلها في متناول الجميع.
وتباع الفوانيس الخشبية المضيئة بألوان مختلفة، والتي يصل طولها إلى 15 سنتيمترا، بسعر 400 دينار، أما تلك المصممة بقبة هرمية مزخرفة فيصل سعرها إلى 500 دينار، في حين أن القطع التي تم تصنيعها من الفوراكس الصلب ذو اللون الذهبي، فيبدأ سعرها انطلاقا من 600 دينار إلى غاية 1200 دينار حسب حجم القطعة، وهي موجهة خصيصا لتزيين غرفتي المعيشة والنوم وحتى طاولة المطبخ، زيادة إلى الهلاليات الرمضانية وهي ديكور نقش على الخشب والفوراكس في شكل هلال رمضان.
وتوجد كذلك قطع أخرى، على غرار حامل التمر والحلويات المصنوع من الخشب الخفيف أو الفوراكس المطليين باللون الذهبي، والذي نقشت على واجهته زخارف إسلامية وكتابات بالخط العربي ترمز للشهر الفضيل، إذ يتم بيع القطعة الخشبية بـ 350 دينارا والمصنوعة من الفوراكس بـ 400 دينار، إلى جانب مثبتات المناديل الدائرية التي نقش بجزئها العلوي عبارة « رمضان كريم» وتباع 6 قطع منها بـ 150 دينار.
ويعرض محل آخر لبيع الهدايا والتحف المنزلية بالسكوار في المدينة الجديدة علي منجلي، إكسسوارات رمضانية مختلفة، منها ما هو مخصص لإضفاء أجواء نورانية خافتة توضع فوق الطاولات والمكاتب وتكون في شكل فوانيس عليها نقوش هندسية وزخرفية متباينة أو كؤوس ملونة بعضها مزخرف والآخر كتبت عليه عبارات مثل « رمضان كريم» و» صح فطوركم»، توضع على مستواها شموع عطرية، أو عبارة عن نجوم وأهلة وفوانيس صغيرة لا يتعدى طولها 10 سنتيمتر تعلق على الجدران والنوافذ وتستخدم بشكل أكبر في السهرات الليلية.  
وتقول سيدة أربعينية صادفناها بإحدى المتاجر الكبرى بالمدينة الجديدة، وهي تتجول بين أروقة المحل المخصصة لعرض الديكورات الرمضانية محلية الصنع، من أجل الظفر بعدد منها على غرار الفانوس والمبخرة، أنها منبهرة بجمالية الإكسسوارات المعروضة التي تحمل دلالات رمزية لها علاقة بالإسلام والشهر الفضيل، ولهذا السبب فهي تدخر من مصروفها الخاص من أجل هذه اللحظة، حتى تستطيع الحصول على ما ترغب به من تحف الزينة، قائلة أنها أعجبت في زيارتها السابقة للمحل بمبخرة مستوحاة من مصباح علاء الدين السحري بسعر 1650 دينار، فعادت هذه المرة لاشترائها قبل نفاذ المنتج.
   ورشات محلية تنتعش قبيل رمضان
ويقول بائع بمحل أواني المطبخ التركي بعلي منجلي، أن هناك إقبال كبير من القسنطينيات على اقتناء الديكورات الرمضانية وإكسسوارات زينة المائدة والمنزل لإضفاء أجواء رمضانية بهية بالوسط العائلي، مؤكدا من جهته، أن هذا التهافت بدأ قبيل رمضان بحوالي شهرين مع سباق النسوة على اشتراء مستلزمات مطبخ جديدة، فكل امرأة حد قوله، تقصد المحل للحصول على أطباق وكؤوس وطناجر جديدة تستعملها شهر رمضان، ترفق مشترياتها بفوانيس مضيئة وبخارات ومثبتات مناديل نقش عليها « رمضان مبارك».
وأفاد المتحدث أيضا، أن الإقبال على تحف الزينة ليس حكرا على الجنس اللطيف فقط، بل حتى للرجال حصة في ذلك، إذ يقصدون المحل بحثا عن الأواني وإكسسوارات الزينة الشبيهة لصور يحتفظون بها في هواتفهم، تلبية لرغبات زوجاتهم أو أمهاتهم، مؤكدا في ذات السياق، أن هذه السنة تعرف إقبالا مضاعفا على الديكورات الرمضانية مقارنة بالعام الماضي.
وتقتنى قطع الزينة الرمضانية المستوردة وفق ما أفاد به البائع، من أسواق بيع الجملة بالعلمة، أما محلية الصنع فيتم شراؤها من أصحاب ورشات مصغرة تنشط في صناعة هذه التحف المزخرفة بقسنطينة، من مادتي الخشب الخفيف أو الفوراكس أو المعدن، قائلا إنه قبيل حلول رمضان يبدأ الصناع بعرض منتجاتهم على المحلات بأسعار معقولة.
وتقول شابة كانت تدفع حساب مقتنياتها من أواني المطبخ والإكسسوارات الرمضانية، أنها تعشق اقتناء هذه القطع الإضافية، معتبرة وجودها بالمنزل أمرا ضروريا يضفي جمالية على ديكور المائدة والصالون، مضيفة أنه بحكم نشاطها على صفحتها بالأنستغرام، فالتقاط صور المائدة وديكور المنزل أمر يستهويها، ولهذا تسعى في كل مناسبة للحصول على قطع جديدة تواكب موجات الموضة السائدة لتستعرضها على رواد المنصة، خصوصا بعد أن تنبهت أن مثل هذه المنشورات تجذب الجنس اللطيف.


مواقع التواصل الاجتماعي للترويج
ولمواقع التواصل الاجتماعي نصيب في العرض والطلب قبيل الشهر الفضيل، فكثير من الصفحات والمجموعات الناشطة بفيسبوك وانستغرام، بدأت في عرض منتوجاتها المتنوعة للديكورات الرمضانية مع بداية شهر فيفري المنصرم، تحت شعارات رنانة لجذب الزبائن، كـ « زيني مائدتك بلمسة عصرية» و» واكبي موضة الإكسسوارات الجديدة» و» رمضان يجمعنا»، مع إضافة خدمة التوصيل لـ 58 ولاية.
وأفاد فؤاد بائع بمحل في وسط المدينة، أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في الترويج لثقافة إكسسوارات الزينة الرمضانية، بعد جملة المنشورات التي تشاركها ناشطات على فيسبوك و انستغرام وتويتر، يظهرن من خلالها الأجواء البهية التي أضفتها هذه التحف الفنية على مائدة الطعام وزوايا مختلفة من المنزل.   
كما بدأ ناشطون بمنصات التواصل من حرفيين ومسوقين، عرض منتوجاتهم على متابعيهم من رواد الشبكات الاجتماعية، وذلك باعتماد خاصية الإعلان الممول، أو الترويج من خلال مؤثرات الأنستغرام و تويتر وحتى فيسبوك، للوصول إلى أكبر عدد ممكن، أين كانت منشوراتهم تحظى بنسب مشاهدات عالية في كل مرة،وتلقى تجاوبا كبيرا من ربات البيوت والبائعين الافتراضيين وحتى من تجار الجملة والتجزئة من أصحاب المحلات، وفق ما وقفنا عليه من بيانات حساباتهم الشخصية.


وقد استغل التجار، صور وفيديوهات شاركتها مؤثرات على صفحاتهن، يعرضن تحضيراتهن الرمضانية والديكورات المعتمدة خلال الشهر الفضيل، بغية خلق أجواء أسرية هادئة في ظل الأضواء الخافتة، من أجل التسويق لمثل هذه الإكسسوارات المناسباتية التي تخص شهرا دون آخر، ونشر صور لفوانيس ضوئية أو ضوئية وسمعية  تتغنى بأناشيد دينية، وتعرض بأشكال وأحجام مختلفة، بعضها تشتغل بالبطارية وأنواع أخرى توصل بالمأخذ الكهربائي،إلى جانب مفارش ومبخرات وحوامل التمر والمكسرات وكذا مثبتات المناديل مرفقة بعبارات تدل على توفر المنتج بالمحل، مع إرفاق كل قطعة بسعرها.
أطقم يتجاوز سعرها 2500 دينار
ولعل أكثر القطع التي نالت إعجاب المتابعين، هي تلك الأطقم الكاملة والمتنوعة والتي تشمل فوانيس ومبخرات ووسائد ومناديل تحمل نفس النقوش والكتابة، وتعرض بسعر يتعدى 2500 ديناربالنسبة للمحلية الصنع، قابلة للزيادة في حالة تغيير المادة التي تصنع منها الإكسسوارات، إلى جانب الفوانيس الذهبية والفضية التي تحمل    نقوشا و زخارف   فضلا عن تحف ثبتت عليها قصاصات ورقية أو خشبية بها أدعية ورزنامة لتتبع أيام الشهر الفضيل.
رميساء جبيل

الرجوع إلى الأعلى