حذرت قابلات بقطاع الصحة العمومية، من خطر إصابة المرأة الحامل بالأنيميا التي قد تتسبب في تشوهات خلقية للجنين، وشددن على ضرورة تناول مكملات غذائية وأطعمة غنية بالحديد، زيادة على وجوب التزام الحامل بالمتابعة الدورية المنتظمة لحملها وإجراء الفحوصات و التحاليل الطبية، لضمان حمل جيد و ولادة سليمة.  
وحسب القابلة حليمة جربوعة، فإنه لابد من تحضير المرأة نفسيا وجسديا وفكريا قبل وبعد الزواج لفترة الحمل، من خلال فهم حساسية هذه المرحلة و تبعاتها و الأخطار الممكن حدوثها خلالها مضيفة، أن أول ما ينصح به عند برمجة حمل أول أو ثان أو ثالث هو تناول المكملات الغذائية كحمض الفوليك، الذي يقي الجنين من التشوهات الخلقية، وفيتامين  «سي» لتعزيز المناعة و تناول الأطعمة الغنية بالحديد لتجنب فقر الدم، مع وجوب أخذ اللقاحات قبل وأثناء فترة الحمل، لأن متابعته بشكل منتظم تمكن من التشخيص المبكر للمشاكل الصحية والأمراض المحتلمة بما يحمي الحامل وجنينها.
وأضافت المتحدثة، بأنه ينصح بإجراء أربعة فحوصات على الأٌقل لمتابعة الحمل، و التركيز على المتابعة الطبية الصارمة في حالة وجود خطورة ما، وتكمن أهمية هذه المراقبة و الفحوصات الدورية حسب القابلة، في التشخيص المبكر للاضطرابات  والحفاظ على الصحة النفسية والجسدية للأم، و منحها إرشادات ونصائح تساعدها في الحفاظ على صحتها و الولادة بشكل طبيعي وسليم، من خلال تناول أطعمة مفيدة وغنية كالبيض و اللحوم والخضروات الورقية الغنية بالألياف و الحبوب الكاملة و البقوليات و الأسماك لتقوية جهازها المناعي وتغذية جنينها.


وقالت المتحدثة، إن شرب المياه بشكل كبير مفيد للمرأة الحامل لتقوية مناعتها وتجديد دورتها الدموية وتخليص جسمها من السموم و حمايتها من خطر الولادة المبكرة مع تخفيف الصداع النصفي والوقاية من احتمال حدوث جلطة والحفاظ على نظارة البشرة وتفادي مشكل تورم الأقدام والساقين.
كما أكدت جربوعة، على ضرورة المشي بشكل مستمر، خاصة في الأشهر الأخيرة،  للتقليل من أوجاع وآلام الحمل المعتادة والحفاظ على اللياقة البدنية والوزن الصحي، والمساعدة على النوم بشكل جيد وتقوية قلب الحامل ورئتيها، والشعور بتعب أقل والتخلص من التوتر وتحسين المزاج. كما ذكرت القابلة، أن مرحلة الحمل تعرف تغيرات هرمونية ما يجعل المرأة تشعر بآلام في أسنانها، لهذا تتطلب مراجعة الطبيب وتنظيف الأسنان بشكل دائم، مع تجنب الوقوف أو الجلوس مطولا لتفادي التورمات و الانتفاخات على مستوى القدمين، وتجنب ارتداء ملابس ضيقة، و القيام بتمارين دورية للقدم بغية تعزيز الدورة الدموية. من جانبها، تشدد القابلة ليليا جميل، على ضرورة المتابعة الطبية الدورية المنتظمة للمرأة الحامل منذ بداية الحمل إلى غاية نهايته حفاظا على صحتها وتفاديا لأية مضاعفات خطيرة قد تصيبها و تفتك بصحة الجنين، فالفحوصات والتحاليل التي تجريها المرأة تساهم في الحد من تفاقم المشكلة، كما قالت، وذلك بفضل إمكانية الكشف المبكر عن الأمراض و المشاكل الصحية، مؤكدة، أن الفحوصات الطبية يجب أن تتجدد كل ثلاثة أشهر في حالة الحمل الطبيعي.
وذكرت، أنه يفضل بدء إجراء الفحوصات قبل الزواج بهدف الكشف عن الأمراض الوراثية وتجنب احتمالية انتقالها إلى الجنين، أين يتم استجواب المرأة حول الخلفيات العائلية كالأمراض الوراثية و تحديد وضعيتها الصحية بدقة، خاصة إذا كان الزوج من الأقارب، ومن خلال هذه المعلومات يمكن حماية المرأة من احتمال حدوث حمل خطير.
وأضافت المتحدثة، أن الفحوصات الطبية تتمثل في تحديد وزن المرأة وقياس ضغطها، وطلب إجراء تحليل للدم قائلة، إن المرأة ذات عامل « ريزيس سالب» تصاب بمشاكل كبيرة خلال فترة الحمل قد تؤدي للإجهاض، مع إجراء تحليل السكري وآخر للبول للكشف عن الضغط الدموي و  احتمالات العدوى أو الأمراض المتنقلة مثل دائي المقوسات والحصبة الألمانية، و كذا داء الزهري و السيدا و التهاب الكبد الفيروسي، وفحص كمية الدم « أف آن أس» لمعرفة إن كانت الحامل تعاني من فقر الدم، مع تحديد عمر الحمل وموعد الولادة.
وأفادت القابلة، أنه خلال الفترة الممتدة بين الأسبوع السادس والثاني عشر، يطلب من الحامل إجراء فحص للتصوير بالأمواج فوق الصوتية، يهدف إلى تحديد عمر الحمل ومعرفة عدد الأجنة كما يمكن الاستماع إلى نبضات قلب الجنين في الفترة الممتدة بين 6 إلى 8 أسابيع، أما من الأسبوع 11 إلى غاية 14، يجرى مسح للثلث الأول من الحمل، بغية كشف عيوب الجنين الخلفية المحتملة كمتلازمة داون، ومن الأسبوع 13 إلى 17، يتم فحص ومسح أعضاء الجنين للكشف عن التشوهات الخلقية في هيكل الجنين، و غيرها من الفحوصات.
كما تنصح الحامل خلال فترة الحمل، بتناول مكملات غذائية مثل الحديد، لتفادي الإصابة بالأنيميا، المسببة للتشوهات الخلقية للجنين أو الإجهاض أو موت الحامل، و اتباع حمية صحية والتقليل من نسب السكر والملح، و أخذ اللقاحات التي تستمر إلى ما بعد الولادة، ففي الشهرين السادس والسابع تتحصل المرأة على لقاح ضد فيروسي الديستيريا والتيتانون.                        
رميساء جبيل

الرجوع إلى الأعلى