عاد قبل أيام قليلة، الفريق القسنطيني للطبخ، المشارك في المهرجان العالمي للطبخ بروسيا و الممثل الوحيد للجزائر بعدة ميداليات و كأس دولية للطهي،  بعد أن حققت سيدات سيرتا التميّز و أبهرن لجان التحكيم بأطباق تقليدية محلية و أخرى عصرية  ونجحن في الترويج لأشهر الأطباق القسنطينية، و قدمنها لزبائن أحد أرقى مطاعم البلاد على مدار يومين متتاليين.

أسماء بوقرن

الفريق الجزائري مكون من ثلاث سيدات، هن الشيف سمية خلف الله مشرفة الفريق و كل من السيدة عبلة بوطبخ و ليندة طبوش، اللواتي حصدن ميداليات ذهبية و أخرى فضية و برونزية في مجالات مختلفة خلال هذه المنافسة، كما توج الفريق بالكأس الدولية لطهاة العالم الإسلامي، في كازان بجمهورية تتاريستان في روسيا.  
المشاركات تحدثن للنصر، بعد عودتهن للوطن، عن تمثيلهن لبلادهن و رفع راية الجزائر عاليا على منصة التتويج، و مشاركتهن بجناح خاص في معرض للمأكولات الحلال و تعريفهن بتفاصيل تحضيرها، كما تطرقن لتجربتهن في الإشراف لمدة يومين على تحضير أطباق تقليدية بمطعم مصنف بروسيا، و تخصيص قائمة للمطبخ الجزائري، مع تزيين ديكور الطاولات و واجهة المطعم بالراية الوطنية، إذ حضرن مأكولات تقليدية قسنطينية حظيت بالإعجاب في منافسة عرفت مشاركة عدد من البلدان الإسلامية، حصدن خلالها تفاعلا إيجابيا ووصفت أطباقهن بالرائعة والاستثنائية.

* الشيف سمية خلف الله حكم دولي في الطبخ
شربة الفريك أبهرت متذوّقين من روسيا
قالت الشيف سمية خلف الله، وهي حكم دولي في الطبخ و المشرفة على الفريق القسنطيني ممثل الجزائر في هذه التظاهرة، بأن المشاركة كانت استثنائية، نجحت خلالها في تمثيل الجزائر أحسن تمثيل، و نالت رفقة زميلاتها التقدير و الثناء من قبل دبلوماسيين و وزراء و كذا سفراء، تذوقوا ما تم تقديمه.  
محدثتنا أضافت، بأن مهرجان الطبخ الإسلامي، يركز على شقين أساسين هما تعريف كل بلد مشارك بمطبخه، و التنافس و إثراء معرض الأطباق التقليدية والعصرية، حيث تم توزيع الفرق المشاركة على مستوى خمسة مطاعم راقية في كازان بجمهورية تتاريستان بروسيا، و تم تحديد لائحة طعام خاصة بكل بلد تتضمن أشهر أطباقه التقليدية و عرضها على الزبائن، كما وضعت الراية الجزائرية في كل طاولة.
و بخصوص الأطباق المقدمة أوضحت الشيف، بأنهن قدمن أطباقا من قسنطينية هي الجاري فريك و البوراك و الشخشوخة و شباح السفرة، و قد انبهر طباخو المطعم وزبائنه بمذاقها، و منهم من قدموا طلبات إضافية خاصة بطبق الجاري و الطاجين الحلو «شباح سفرة»، مشيرة إلى أنهن قمن أيضا بتحضير الشاي الصحراوي و تقديمه على الطريقة التقليدية، و حرصن على التعريف بخصوصية كل طبق و طريقة تحضيره، لاستقطاب عدد كبير من الزوار الذين قدموا لاكتشاف المطبخ الجزائري.
و بعد تعريفه بالمطبخ المحلي انتقل الفريق حسب المشرفة، التي كانت ضمن لجنة الحكام الدوليين، إلى المرحة الثانية و هي خوض غمار المنافسة، وقدمت كل من الشيف ليندة و عبلة عدة أطباق عصرية، و تحصلتا على ميداليتين الأولى ذهبية عادت للشيف عبلة بوطبخ و الثانية فضية افتكتها الشيف ليندة طبوش.
كما شارك الفريق الذي يعد الممثل العربي الوحيد حسب ذات المتحدثة، في منافسة كأس الطهاة، و نال المرتبة الثالثة بين 14 دولة، و توجت سيدات قسنطينة بالكأس الدولية لطهاة العالم الإسلامي، و نلن الميدالية البرونزية، مشيرة إلى أنها تفاجأت بانبهار دبلوماسيين و سفراء و وزراء بمذاق الأطباق التقليدية المقدمة.    
و عن سر تفوق المطبخ الجزائري و بالأخص القسنطيني في كثير من المنافسات العالمية للطبخ في الفترة الأخيرة، قالت، بأنها و بحكم مشاركتها في عدد من المهرجانات والمسابقات الدولية و العربية، لاحظت بأن للمطبخ الجزائري خصوصية فريدة، و يقدم أطباقا متنوعة تحقق الإجماع بفضل لذتها، مشيرة إلى أن مطبخنا لم يكن معروفا في السابق بسبب قلة الترويج، لكن و بفضل مواقع التواصل و توسع مشاركة الجزائريين في المعارض و المهرجانات الدولية الخاصة بالطبخ، كمعرض  «حلال فود»، فقد عرفت وصفاتنا شهرة وانتشارا    ما دفع منظمي مهرجانات إلى التفكير في برمجة منافسات داخل الجزائر.

* الشيف عبلة بوطبخ
توّجت بالذهب في أول مشاركة لي خارج الوطن
عبرت الشيف عبلة بوطبخ، عن سعادتها بنيل ميدالية ذهبية في أول منافسة دولية لها خارج الوطن، معتبرة بأنه تتويج هام أعطاها دفعا قويا في مستهل مشوارها في عالم الطهو.   
و أردفت الشف صاحبة 33 سنة، قائلة بأنه لم يسبق لها و أن شاركت في منافسة خارج الوطن، لكونها دخلت مجال الطبخ حديثا، ولكنها فخورة بتشريف بلدها و التعريف بالأطباق التقليدية كشباح السفرة و الشخشوخة و الجاري في مطعم روسي مصنف بين أشهر مطاعم البلد، حيث استقطبت قائمة الطعام الجزائرية زبائن كثر قدموا لتذوق أكلاتنا ، بعد أن أعلن المطعم عن القائمة الإضافية الخاصة بالمطبخ الجزائري، و استمتع زوار على مدار يومين حسبها، بما حضرته  زميلتاها سمية و عبلة.
 وأشارت، إلى أن ما حفزها أكثر هو الطلبيات المتكررة للزبائن على طبق الشربة، الذي وصفوا مذاقه باللذيذ، ما جعلها تنتقل إلى مرحلة المنافسة بروح عالية، خاصة بعد حصول فريقها على تقيم ممتاز في المطعم و تتويجهن بميداليات ذهبية، الأمر الذي اعتبرته تشريفا للجزائر و دليلا على نجاحهن في الترويج للمطبخ الجزائري و استقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار، بينهم من أعربوا عن رغبتهم في زيارة الجزائر لاكتشافها أكثر.
و كانت للشيف عبلة، مشاركة فردية في المنافسة حيث خاضت غمارها ضد عدد معتبر من المشاركين من مختلف الدول الإسلامية، مقدمة طبقا عصريا مكونا من اللحم و الصلصة و الخضر المشوية، وقد وفقت في الالتزام بشروط و معايير التحضير التي وضعتها اللجنة، و نجحت كذلك في ضمان توازن العناصر الغذائية  من بروتينات و كربوهيدرات و خضروات، لتقدم وجبة متكاملة         وتحصلت  بذلك على علامة كاملة مكنتها من افتكاك الميدالية الذهبية.و عن تقييمها لأول مشاركة لها خارج الوطن قالت، بأنها تجربة أولى كللت بالنجاح بالرغم من صعوبة المنافسة و أضافت إليها الكثير و زادت من إصرارها على التقدم أكثر في المجال، مشيرة إلى أن في رصيدها لقبا محليا واحدا و هو لقب الكنز الأول في الطبخ و ميدالية ذهبية. و بخصوص سر تفوقها بالرغم من دخولها حديثا لمجال الطبخ، فقد أوضحت بأنها تملك الموهبة منذ الصغر، و كانت تسعى دائما لتقديم أطباق تقليدية و عصرية لأسرتها، خاصة خلال الشهر الفضيل، و كانت والدتها تشجعها لاحتراف الطبخ، غير أنها ظلت مترددة قبل أن تقرر التجربة، فخضعت لتكوين خاص تعلمت بفضله أسرار و حيل الطبخ لتصبح اليوم، مدربة تشرف على ورشات تكوينية في الأطباق و الحلويات، مرجعة سر بلوغ قمة النجاح بالرغم من خبرتها الصغيرة، إلى دعم أسرتها و عائلة الزوج و لحبها للطبخ و رغبتها في تطويره.

* ماستر شيف ليندة طبوش
المطبخ القسنطيني نجح في فرض مكانته دوليا
من جانبها، قالت الماستر شيف ليندة طبوش، بأن المطبخ القسنطيني يصنع الاستثناء في كل منافسة يخوضها، و نجح في فرض مكانته في منافسات عالمية عديدة، لأن روائح أطباقه تدغدغ أنوف المشاركين و الزوار و تسيل لعابهم.
ليندة هي حكم دولي في 63 من العمر، اعتادت على المشاركة كحكم في لجان التحكيم في منافسات دولية بمصر و تونس و غيرها، غير أنها اختارت هذه المرة أن ترتدي قبعة الشيف، و تنافس طهاة من مختلف البلدان الإسلامية، رغم صعوبة التحدي الذي اعتبرته الأكبر و الأصعب في مسيرتها، وقد نجحت في نيل المرتبة الثانية و التتويج بالميدالية الفضية، بعد أن قدمت طبقا عصريا، كما أعربت عن سعادتها بتتويج الفريق بالكأس، مشيرة إلى أنه نجح في التحدي بالرغم من أن عدد الأعضاء كان الأقل مقارنة بباقي المشاركين، منوهة بتفاعل الإعلام الروسي  مع الجناح الجزائري في المعرض.                        
أ .ب

الرجوع إلى الأعلى