أكد الطالب مختار أحمد مداح، أحد المتوجين الجزائريين في مسابقة هواوي العالمية لتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن المشاركة الجزائرية كانت قوية، في المجالات الثلاثة الأساسية للتنافس وهي الشبكات «المجال الذي شارك فيه»، والسحابة و الحوسبة، موضحا للنصر، أنه قدم رفقة زملائه في الفريق، محاكاة لإنجاز شبكات داخلية وخارجية لشركة، تمكن المؤسسة الأم من الاتصال بجميع فروعها وتستطيع توفير خدمات الإنترنت لموظفيها وخدمات الشبكة اللاسلكية، موجها بالمناسبة شكره وامتنانه للأستاذين حساين فريال والمهندس زلاط صلاح الدين لما قدماه من دعم.

يزاول الطالب تكوينه في طور الماستر2، بقسم الإلكترونيك تخصص شبكات و اتصالات بكلية الهندسة الكهربائية جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بوهران، وقد كشف عن أفكار قال بأنها مفيدة لخدمة البلاد، من بينها مقترحات لتحسين البنية التحتية لشبكة الإنترنت وتحسين تدفق المعلومات بشكل عام، إلى جانب حلول للرقمنة وتشييد وتنظيم مراكز بيانات بأداء عال، موضحا بأن المشاكل التطويرية لا تتعلق بالهندسة في حد ذاتها  بل في تجسيد الأفكار على أرض الواقع لأن الأمر يتطلب عملا و استثمارا و مرافقة من طرف الفاعلين في هذا المجال و المسؤولين كذلك، لأن هذه المشاريع ليست فردية.
الفرق الجزائرية تصدرت شمال إفريقيا في التصفيات
وذكر الطالب أحمد مداح في حديثه مع النصر، أنه عرف رفقة زملائه عن المسابقة العالمية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي،  و ذلك بفضل اتفاقية التعاون التي تربط بين شركة «هواوي الجزائر» ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في جامعات الوطن، حيث استطاع الفريق المشاركة في الدورات التكوينية التي تقدمها الشركة عن بعد، وتمكنوا فيما بعد من التسجيل لدخول المنافسة، وخضعوا لتصفيات عن بعد لاختيار أحسن 130 طالبا من أصل 1700 مشارك من الجزائر لخوض غمار الامتحان الوطني الذي نجح فيه 26 طالبا، تلته امتحانات تطبيقية انتقائية لتعيين الفرق الست التي مثلت الجزائر في الامتحان الإقليمي لشمال إفريقيا، وكان هو رفقة الطالبين لعمارة محمد نبيل من جامعة الجزائر 1 وبن دكير أيمن من المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي ضمن من تم اختيارهم، بعدما افتكوا الجائزة الكبرى في هذه المنافسة أي تصدروا شمال إفريقيا، متأهلين رفقة أربع فرق جزائرية أخرى للنهائي العالمي والسباق الأخير بمدينة «شنزن» بالصين.
وأبرز الطالب، أن التحضيرات لنهائيات المنافسة العالمية كانت بمقر بمقر»هواوي الجزائر» بالعاصمة، وبعد أسبوع شاق سافرت الفرق إلى الصين أين كان في استقبالهم  سفير الجزائر الذي شجعهم وتمنى لهم التوفيق، وأوضح محدثنا، أن الامتحان النهائي امتد لأكثر من ثماني ساعات متواصلة، حيث كان شباب الجزائر من بين مئات الفرق الوافدة من مختلف دول العالم ممثلة لعشرات الدول والجامعات، ليتمكن فريقان جزائريان من الظفر بالجائزة الأولى مناصفة في مجال الشبكات.
 أما في مجال السحابة، فنال فريقا الجزائر الجائزتين الأولى والثانية، إلى جانب الجائزة الثانية في مجال الحوسبة، لتخطف الجزائر الأنظار خلال حفل الختام « ويكفينا فخرا أن العلم الوطني رفع عاليا خمس مرات على منصة التتويج» كما عبر.
هكذا نواكب التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي
و بالحديث عن تطورات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، اعتبر الطالب بأن هذا النوع من الذكاء هو علم العصر و من المجالات التي تمكنت من التنامي بشكل رهيب ومخيف، ما ستترتب عنه أمور مختلفة، من بينها تطورات إيجابية في جميع مجالات الحياة إذا ما ضبط بقوانين تنظمه، لأنه بدأ يأخذ منحنيات خطيرة كذلك، بدليل أن بعض الدول المتقدمة قامت  بحجب بعض خدمات الذكاء  الاصطناعي مبررة ذلك بحجة السرقات العلمية وحقوق المؤلف.
 ولكن المتابع للمجال الرقمي يعرف أن المخاوف أعمق من ذلك وأنها تمتد إلى مشاكل تتعلق بالأمن الفردي والقومي، أما الجانب المشرق لهذه التطورات، فيتمثل في إمكانية الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي سواء للفرد أو للمؤسسات لإنجاز خدمات متعددة، علما أن تخصص الاتصالات السلكيه و اللاسلكيه هو الهيكل الأساسي لشبكة الإنترنت وغيرها من شبكات التواصل، فمن خلال تطوير هذا التخصص يمكن تطوير البنية التحتية لما هو قادم من تحديات تكنولوجية في الجزائر، بداية بإنجاز مراكز بيانات قوية تستطيع دعم آلاف العمليات في ظرف زمني يقدر بثوان، لأن رقمنة القطاعات المختلفة ليس عبارة عن تطوير تطبيقات وبرامج فقط، بل يحتاج لشبكة قوية بتدفق إنترنيت عال لنقل البيانات الضخمة دون مشاكل قد تعيق العملية، و هذا سيمتد كذلك لمجالات الطب و النقل و إنترنت الأشياء وكل هذه الخدمات ستساعد على تسهيل الحياة اليومية للجزائريين.
وبالعودة لمساره الدراسي التعليمي، فضل أحمد أن يبدأ من مرحلة الثانوي بثانوية يحيى بوعزيز ببلدية مسرغين غرب وهران، حيث كان طالبا طموحا محبا لمجال الإعلام الآلي           و الميدان التطبيقي، ويعتقد أن هذا الاهتمام الزائد كان سببا في عدم حصوله على شهادة البكالوريا في المرة الأولى، إذ افتكها بعد ثاني تجربة له ليلتحق مباشرة بتخصص العلوم والتكنولوجيا بجامعة وهران، لكنه لم يجد ضالته في هذه الشعبة لأنها “ عادية “ كما عبر، فدرس بالموازاة مع ذلك تخصص الاتصالات السلكية واللاسلكية، لتطوير مهاراته بالتعلم الذاتي عبر الإنترنيت في برمجة واجهات الويب                و التصميم الجرافيكي والتواصل البصري، وساعده فهمه لمجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، لولوج مجال الشبكات وتحصل على شهادة الليسانس في هذا التخصص، ثم  الماستر مردفا، أن ما تعلمه في الجامعة، كان  يعتمد على مناهج نظرية بشكل كبير، مع ذلك فإن المجالات التقنية تتطلب تدريبا تطبيقيا خاصة الويب و الشبكات السحابة والحوسبة، لأنها مفردات لا تدرس في الكليات بل في المدارس العليا، داعيا إلى تحيين منظومة التكوين لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى