قدم مختصون  شاركوا مؤخرا، في الصالون الدولي للألعاب و الترفيه بالعاصمة، حلولا وأفكار لدمج التكنولوجيا بشكل بناء وإيجابي في حياة الطفل، عن طريق اقتراح ورشات علمية و ألعاب روبوتات و تيليسكوب و وسائل متطورة تجمع بين الترفيه و التربية الصحيحة، مؤكدين على أنه من الضروري توعية الطفل بأهمية التفاعل بعيدا عن الهاتف الذي بات الكثيرون يدمنونه.
و بحسب ما أفادت العضو المنظم للصالون شانيز بلعمري، فإن الهدف من برمجة فعاليات تعنى بالطفل و الترفيه، هو التعريف  بالكفاءات الجزائرية في المجال و بالتطور الحاصل، مشيرة إلى أن هنالك ما يمكن تعلمه دائما خلال العطلة، عن طريق النوادي العلمية و الورشات الحية في مجالات التربية و التغذية و التعليم و الصحة العامة و الصحة الذهنية للطفل و التكنولوجيا، لمساعدة الأبناء على التطور و الآباء على تربية أبنائهم في زمن يشهد متغيرات كبيرة، خاصة الفئات التي تتطلب مرافقة خاصة مثل أطفال طيف التوحد و الصم البكم و المكفوفين.
أدوات تعليمية و علاجية مبتكرة و اهتمام خاص بالكتاب و القصة
وقدم مختصون في صناعة الألعاب و الأدوات التعليمية و العلاجية و التربوية، نماذج جد ناجح ومهمة لتنشئة الطفل بشكل أكثر إيجابية، على غرار مشروع أمينة بلحريزي، وهي أخصائية نفسانية عيادية و مصممة و منتجة لألعاب و أدوات تربوية و علاجية و تعليمة، و يتمثل المشروع في مجموعة كبيرة من الأدوات و الألعاب أشرفت على تصميمها و صناعتها بعدما واجهتها صعوبات في العمل بالأدوات و الألعاب المتوفرة في السوق، والتي لم  تكن مناسبة لتحقيق الهدف من عملها في العلاج و تطوير مهارة التعلم باللعب لدى الأطفال.
حدثتنا السيدة بلحريزي، عن مشروعها الذي يعتمد عليه اليوم مختصون من أمثالها في مجال علاج الاضطرابات و السلوك و تأخر الفهم                  فأوضحت أن اسم المجموعة هو «مهارة التعلم السريع»، وقد انطلقت بداية في عملها من تعديل منتوجات تشتريها إلى اختراع أدوات خاصة بها، بعدما اقتنت مجموعة آلات خاصة بالتصميم تبيعها اليوم في السوق و تقدم دورات حول طرق استخدامها، كما حدثتنا الأخصائية عن مشروعها الجديد و المتمثل في لعبة اجتماعية تعمل على تقوية العلاقات داخل الأسرة و تثري الرصيد اللغوي، إلى جانب أداة «تأليف قصة» التي تمكن الأطفال من التعلم عن طريف اللعب.
دور  النشر المتخصصة في طباعة كتب الأطفال كانت حاضرة أيضا كدار النشر «الكتاب السحري» للأختين آسيا و جازيا أوتي، وهما كاتبتان مختصان في تأليف رسم قصص نابعة من التراث الجزائري، وقد أكدت الشابتان للنصر، أن تعليم الطفل وتعويده على القراءة مسؤولية الأولياء  و أضافتا أن دار النشر الخاصة بهما تقدم إصدارات 100 بالمائة جزائرية، بحيث تقومان بطباعة قصص جزائرية و أخرى خيالية كقصة «يما عيشة «.
دار النشر و الإنتاج «لالة مولاتي» المتخصصة في طباعة القصص و الكتب بلغة البراي و قصص للأطفال العاديين، حضرت أيضا و استقطب الزوار، و قالت مديرتها وسام رحماني للنصر، إن الدار و إلى جانب طباعة الكتب تعمل على تقديم مسرحيات لهذه الفئة من الصغار، كما قامت وفرت محتوى لفئة المكفوفين و الصم البكم أطلقت عليه اسم «تحليل الحواس»، كما أنتجت فيلما للأطفال بعنوان «كبش ساحر» سيتم عرضه شهر جوان في سينيماتيك الجزائر، و انتقدت المديرة الانتشار الكبير للقصص العالمية و إعادة طبعها دون الحصول على حقوق الطبع و النشر، على حساب المحتوى الجزائري المكيف، مؤكدة على أن للجزائر مخزونا و موروثا ثقافيا يغني عن الاستعانة بما تنتجه ثقافة الغير.
التكنولوجيا و النوادي العلمية تغري الأطفال
وقعت النوادي العلمية حضورها بقوة في الفعالية، على غرار النادي العلمي لجامعة باب الزوار للعلوم و التكنولوجيا، وبين الإقبال عليها اهتمام الأطفال بالأنشطة من هذا النوع، بما في ذلك ورشات الفيزياء و الروبوتيك و البرمجة.
و أكدت المدربة داود زينب من شركة «تيكمولوجي» الناشطة في المجال  أنه ورغم حداثة التخصص الموجه للأطفال في بلادنا، إلا أنه يلقى اهتماما كبيرا خاصة و أنهم قادرون على فهمه بطريقة جيدة، و هو ما يعكسه الإقبال على الورشات التعليمية، مضيفة بأن الأطفال لا يرضون بالجانب النظري فحسب، بل يغريهم التطبيق كذلك، كما أضافت المتحدثة أنه و بعد التكوين يتم تنظيم مسابقات ولائية و وطنية، و هو ما يجعل من هذا التخصص نوعا جديدا من الترفيه و التعليم المشترك، خاصة وأنه يسمحب اكتشاف مواهب قد تتطور مستقبلا بشكل كبير.
اختيار موضوع التكنولوجيا للصالون، فرض على القائمين إشراك الجهات المتخصصة في التكوين في هذا المجال، خاصة في ظل جهل الكثيرين بتوفر هذا النوع من الشركات المتخصصة في التكوين الرقمي في الجزائر، مثلما تقوم به شركة «أدامينغ الجزائر»، و بحسب ما أكدته المديرة العامة للشركة فرح بشير باشا للنصر، فإنه تخصص بات يجمع حوله الكثيرين في بلادنا.
الصالون سمح أيضا للأطفال بتجربة العديد من الأمور الجديدة و المتطورة، على غرار تجربة الزراعة و التعرف على أدواة علم الفلك و على أسراره.
إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى