تألق مؤخرا، ابن العاصمة الفنان والطبيب عماد الدين مدادي، في مهرجان « الطريق إلى يالطا» المنظم بالعاصمة الروسية موسكو، ومثل الجزائر والعرب فنيا لأول مرة في هذه الفعالية، كما كان سفيرا للزي التقليدي و للثقافة الجزائرية في مسابقة أجنبية سلطت عليها أضواء الإعلام في 15 دولة عبر العالم.

وقدم الفنان الشاب صاحب 24 سنة، أداء متميزا خلال فعاليات المهرجان الدولي الذي تخللته مسابقة دولية اختتمت مطلع الشهر الجاري، مسجلا بذلك اسمه على  قائمة المتنافسين في التصفيات النهائية، وقال عماد للنصر، إنه قد شارك بأغنية روسية ثورية تندرج ضمن الموروث الشعبي للدولة، تعرف بـ « أيها الجنود إلى الأمام»، والتي تتحدث عن الجنود المشاركين في الحرب العالمية الثانية، كون مضمون المسابقة وموضوعها يدور حول الأغاني الثورية الروسية، إلى جانب تأديته لأغاني فلكلورية من الموروث الروسي.
وبدأ الفنان وفق ما أخبرنا به، في التحضير للأغنية التي شارك بها في المسابقة الدولية قبل انطلاق الفعاليات الرسمية بحوالي شهر تقريبا، و تدرب على غنائها عن بعد مع حكام المسابقة من خلال تطبيق زوم، مضيفا، بأن شروط المسابقة كانت تتطلب غناء المشاركين للأبيات بلغة بلدهم الأصلية، ما دفعه لترجمة الكلمات الروسية إلى العربية، والتدرب جيدا على أدائها وفق النمط الذي يتطلبه الغناء الأوبرالي.   
للإشارة فإن عماد طالب سنة سادسة طب، كما يزاول دراسته في المعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بالجزائر العاصمة، يجمع بين العمل في المستشفى و دروس الغناء والعزف، و يواصل تدريبات البيانو في المنزل، ويطمح وفق ما أخبرنا  إلى أن يكون طبيبا جيدا وفنانا مميزا في المستقبل، وهو الآن على مشارف التخرج من معهد الموسيقى تخصص غناء أوبيرالي كلاسيكي.
وقال عماد، إنه كبر على حب هذا الطابع الغنائي الذي تغلغل في أعماقه منذ الصغر، فكان دائم الاستماع لكبار مؤدي الأوبرا في العالم، ودائم التقليد لهم راغبا في تحقيق حلمه الذي تأجل بسبب جهله في البداية بوجود معاهد أو مدارس تُعلم هذا الفن، لكنه سنة 2016، وبعد حصوله على شهادة البكالوريا قرر الانضمام إلى كورال الأوبرا والإذاعة الجزائرية، أين كان يؤدي رفقة فنانين آخرين مختلف الطبوع الغنائية من طرب و غناء أندلسي وكلاسيكي.
وفي سنة 2017 التحق بمعهد موسيقي جهوي بالعاصمة، و بدأ في تعلم الموسيقى على يد أساتذة أكفاء من روسيا، لقنوه الغناء الأوبرالي وكذا العزف على آلة البيانو، حيث أخبرنا بأنه لم يجد صعوبة في الموازنة بين الطلب والموسيقى في بادئ الأمر، لكن مع الوقت واجهته ضغوطات لتنظيم الوقت وإعطاء كل مجال حقه بالكامل.
وأوضح الفنان الشاب، بأنه يجيد الغناء بعدة لغات عالمية على غرار الإيطالية والروسية والإنجليزية والألمانية والفرنسية، موضحا، أن الغناء بلغات أخرى لا يتطلب إجادة اللغة والتمكن منها، وإنما يتطلب الأمر التمرن والتدرب على كلمات وعبارات الأغنية المطلوب تأديتها إلى غاية إتقانها، خصوصا وأن هذا النوع من الأغاني يتوفر باللغة اللاتينية كون أوروبا هي مهد الطابع الغنائي القديم، قائلا إنه رغم مشاركته في مهرجان روسي إلا أنه لا يتقن اللغة لدرجة الاحترافية وإنما يجيد بعض الكلمات والعبارات لا أكثر.
وفي ذات الوقت، قال مدادي، إنه دهش عندما أدى لأول مرة أغنية أوبرالية باللغة العربيةو بالدارجة الجزائرية تحديدا، و اكتشف من خلال التجربة ملاءمة الكلمات العربية لهذا الطابع الغنائي، وهو ما تفاعل معه كثيرا أضاء لجنة تحكيم المهرجان الذين راق لهم الأداء كثيرا.
وقد بدأت قصة مشاركة عماد في المهرجان الدولي بروسيا ، مثلما ذكر لنا، شهر أفريل المنصرم أين نصحته أستاذته الروسية بالمشاركة ليسجل هو وسبعة آخرون حضورهم، عن طريق إرسال مقاطع مصورة لهم وهم يؤدون أغاني الأوبرا بغية المرور بمرحلة الانتقاء، حيث وقع الاختيار عليه، ليكون بذلك الممثل الوحيد للجزائر والعالم العربي.
ظهر الفنان على ركح الأوبرا الروسية، ببرنوس أسود مطرز بخيوط ذهبية  حيك بطريقة تقليدية مع لمسة عصرية، فيما اختار أن يظهر في إعلانات مهرجان          « الطريق إلى يالطا» بالزي التقليدي القندورة و الشاشية، راغبا في أن يعرف العالم بتقاليد الجزائر، مضيفا، أنه أخذ معه خلال سفره حلويات جزائرية و دقلة نور، و وزعها على المشاركين من الدول الأخرى، بغية تعريفهم بما تزخر بها بلادنا من خيرات.
رميساء جبيل

الرجوع إلى الأعلى