يحذر أخصائيون في التغذية من المواد الكيمائية التي تدخل في تصنيع علب حفظ الطعام البلاستيكية أو ما يُعرف بـ»اللانش بوكس»، خصوصا على صحة الأطفال، مع جهل الأهل بذلك عند الشراء، فالأغلبية يختارونها حسب ذوق أطفالهم أو الحجم الكبير الذي يوفر مساحة أكبر لوضع كمية كافية من الأغذية المختلفة.
وقد أخذت هذه العلب التي لم يعد لها حجم ثابت ولون واحد، حيزا مهما ضمن قائمة المنتجات التي ترافق الطفل إلى المدرسة، ناهيك عن الموظفين الذين يستعينون بها لحمل وجبات الغذاء إلى العمل وتبقى داخلها لمدة طويلة قبل الاستهلاك. إذ تُعرض في المحلات والأسواق بمختلف الألوان والأحجام والأشكال، ناهيك عن تزويدها بملاعق وشوكات تسهل تناول مختلف الأطعمة، ومنها حافظات طعام متطورة يمكن وصلها بقابس و تسخين الطعام فيها باستخدام الطاقة الكهربائية.
وقد أوضحت أخصائية التغذية آسيا مهماه، بأن الأولياء لا يدركون الخطورة التي يتسبب فيها البلاستيك غير الغذائي على صحة أبنائهم، إذ يكتفون باختيار علب حفظ الطعام على أساس الرسومات المتواجدة عليها أو الألوان الزاهية التي تعجب أطفالهم، و قالت بأنه يوجد نقص كبير في الوعي الصحي مضيفة « بأن الأولياء يمزجون السم مع غذاء أولادهم و يسببون أضرارا صحية لهم دون وعي أو إدراك».
و ذكرت مجموعة من الأمراض التي تتسبب فيها المواد الكيميائية المتواجدة في البلاستيك الذي يدخل في تصنيع «اللانش بوكس» ووصفتها بأنها السبب الأول في عدة سرطانات، كما أنها تؤدي إلى خلل في الغدد ما يتسبب في خلل الهرمونات، إلى جانب مشاكل نقص المناعة والحساسيات والمشاكل الهضمية.
وأوضحت الأخصائية، بأن الزبون يجب أن ينتبه للرموز المتواجدة داخل مثلث التوجيه أسفل العلبة، فهي التي تزوده بالمعلومات عن المنتج الذي يحمله خصوصا من ناحية نوعية البلاستيك ونسبة خطورته على الصحة وقالت « توجد عموما مجموعة مثلثات يجب أن يتعلم المواطن استقراءها فمثلا يعني رقم 5 بأن نوع البلاستيك غذائي ويمكن استخدامه في حمل الطعام، بينما يشير الرقم 1 إلى أن البلاستيك المستخدم يصلح لمرة واحدة فقط، وهي نوعية سيئة يستحسن تجنبها، بينما يعد البلاستيك الذي يحمل الرقم 4 آمنا نسبيا وقابلا للتدوير، لكنه لا يصلح للأطفال لأنه مسرطن فيما يجب تجنب المنتجات البلاستيكية التي تحمل الأرقام 3 و6 و7 لأنها خطرة وغير آمنة».
ولفتت المتحدثة إلى أن بعض العلب تكون خالية من هذه الأرقام، وتقتصر على عبارات منبهة فقط من قبيل «بلاستيك آمن» أو «بلاستيك قابل للاستعمال» وقد حذرت من اقتنائها، وأردفت بأن العلب الخاضعة لمعايير السلامة هي التي تتم معاينتها من طرف لجنة صحية داخل المخابر، مع منح الموافقة لتوجيهها نحو الأسواق.
وأشارت أخصائية التغذية، إلى أن المواد البلاستيكية لا تصلح للاستعمال لمدة طويلة جدا حيث يجب التخلص منها بعد فترة محددة، وقالت « يجب أن يقتني الأولياء علبتين على الأقل خلال السنة الدراسية، بدل الاكتفاء باستعمال العلبة الواحدة لسنوات، لأن المواد البلاستيكية أيضا لها دورة حياة محددة».
وترى المتحدثة، بأنه من الأفضل الاعتماد على علب حفظ الطعام التي تكون مصنوعة من الزجاج ولأنها أكثر أمنا على الصحة رغم سعرها المرتفع، فهي تحافظ على الحرارة والبرودة في وقت واحد، كما يجب تحري أجود أنواع البلاستيك عند التسوق، مؤكدة على أهمية الأنواع التي تحتوي على مثلث بداخله رقم 5، مع الحرص على فصل الطعام عن السطح البلاستيكي بمنديل ورقي أو من القماش، أو استخدام ورق الطهي واستهلاك الطعام المتواجد داخل العلبة في مدة قصيرة لا تتعدى ساعتين.
من جهة أخرى نبهت الأخصائية، إلى ضرورة تفادي ترك الطعام داخل العلب البلاستيكية لفترة طويلة، لأن كل مادة غذائية تتعرض للأكسدة في فترة محددة حسبها، و لهذا يجب الحرص على وضع الطعام داخل «اللانش بوكس» صباحا حتى لا يفقد قيمته الغذائية ويبقى قوامه جيد، أما الأطباق المطهوة فالأفضل أن توضع جديدة أي بعد طهيها مباشرة مثل البيض، فيما يُستحسن تنشيف الفواكه من الماء قبل وضعها في العلبة البلاستيكية حتى لا تتعرض للأكسدة وتبقى محافظة على الفيتامينات المتواجدة بها.
إيناس كبير
تحذيرات من استخدامه وهكذا نختار الأفضل: «اللانــش بوكــس» يمـزج الطعــام بأمــراض خطيـــرة
- التفاصيل
-
هيّأها متطوعون بمستشفى قسنطينة الجامعي: مصلحة طب الأطفال تتدعم بفضاء بيئي وآخر لتعليم الرسم
زيّنت جدران وأروقة مصلحة طب الأطفال بمستشفى قسنطينة الجامعي، بلوحات فنية ورسومات مختلفة لشخصيات...
نظام صحي بسيط لتعزيز نشاطها: النوم الكافي وممارسة الرياضة لمواجهة ضعف الذاكرة
يشكو العديد من الأشخاص من نسيان بعض التفاصيل و الأشغال اليومية في حياتهم، ما قد يزعجهم و يسبب لهم...
مخبر تحليل السيرورات الاجتماعية والمؤسساتية بجامعة قسنطينة: مشاريع بحثية تدرس عمق التغيرات المجتمعية
يواكب مخبر تحليل السيرورات الاجتماعية والمؤسساتية بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 02، التغيرات المجتمعية...
عبد النور مداحي لا يشعر بالإعاقة و يغامر أكثـر من الأصحاء: أوّل جزائري من ذوي الهمم يتسلّق قمة «كليمنجارو»
عبد النور مداحي شاب جزائري استثنائي، يتحدى أعلى القمّم الجبلية في إفريقيا، رغم أنه من ذوي الهمم،...
حرفة يعيشان منها منذ سنوات: زوجان من جيجل يستخرجان زيوتا علاجية من الأعشاب
يعيش الزوجان عبد الهادي و الزهراء ببلدية أولاد يحيى خدروش بأعالي جبال جيجل، و ينشطان منذ سبع سنوات في مجال...
طبق يساعد على الشعور بالشبع ويدفئ الجسم: "بوخبوز" وصفة عائلات ميلة لمواجهة البرد
لا تزال العديد من عائلات ولاية ميلة، وفية للأطباق التقليدية، بوصفها من أفضل الوجبات التي تمد الجسم...
مختصون في الصحة والتغذية للنصر: الإفراط في حماية الأطفال من البرد يضعف المناعة ضد الأمراض
تعتقد أمهات أن إلباس الطفل أكثر من قطعتين من الملابس الدافئة، كفيل بوقايته من نزلات البرد و أمراض...
أفكار خدماتية ومشاريع مصغرة: طلبة يضيفون إلى الشهادة الجامعية مهارات مهنية
يتبنّى طلبة جامعيون فكرا ربحيا يساعدهم على توفير مصاريف الدراسة و العطل و التحضير للسفر و مواصلة...
بعدما قطع الاحتلال الكهرباء والغاز و منع دخول المساعدات: فلسطينيون يحيون عادات قديمة للتأقلم والعيش
غيّر جحيم العدوان الإسرائيلي المتصاعد منذ السابع أكتوبر الماضي على قطاع غزة، طبيعة العيش بعد أن...
السياحة الثقافية تُثـري أرصدة التنمية: معالم تاريخية تحرك عجلة الاقتصاد بقسنطينة
يرتبط اسم قسنطينة، بالعلم والعلماء وبالطبيعة الساحرة المتفردة، وهي ثنائية صنعت لها سمعة سياحية...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)