تحتفل عائلات بالمولد النبوي الشريف بتقديم أطباق تقليدية، حيث تحرص ربات البيوت على إحياء عادات قديمة، ويتفنن في إعداد مختلف المأكولات المشهورة مثل «الشخشوخة» أو «الكسكس الأبيض»، وكذا حلويات لتزيين طاولة السهرة مثل «الزرير» أو «القرصة» ليجتمع حولها كل أفراد الأسرة، احتفالا بالمناسبة.
وتعرف قسنطينة على غرار باقي ولايات الوطن، بتحضير أطباق و حلويات لإحياء هذه المناسبة الدينية، حيث تحرص عائلات على تحضيرها لإبراز تقاليد المنطقة في ظل التغييرات التي تسببت في زوال طقوس و تقاليد، كانت من أساسيات الاحتفال بالمولد، حيث تقول السيدة نورة بوليلى مهتمة بالتراث وبإحياء تقاليد و عادات المدينة و مختصة في الطبخ، بأنها مازالت تحافظ على العادات القديمة للاحتفال بهذه المناسبة الدينية، التي ورثتها عن أجدادها، فتحضر وليمة وتدعو كل أبنائها وأحفادها ليجتمعوا ببيتها على مائدة العشاء و السهرة، و التذكير بالسيرة النبوية و حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.وأردفت بأن هذا اليوم فيه رمزية للفرح والسعادة، لهذا تحضر النسوة له أطباقا مميزة، كتلك التي تُقدم في الأفراح والمناسبات، منهن من تعتمد على ما يسمى «بالعولة» لتحضير الشخشوخة أو الكسكس، فيما هناك من تفضل تحضيرها قبل حلول ليلة الاحتفال حتى تُطبخ جديدة، مثل «الشخشوخة»، أو الكسكس الأبيض، فضلا عن «الشواط» أو ما يُعرف بـ»تريدة الطاجين». وفي هذا السياق، استرجعت السيدة بوليلى بعض ذكرياتها القديمة، عندما كانت فتاة صغيرة حيث كانت ترى والدتها وجاراتها في البيوت العتيقة «ديار عرب» يجتمعن وسط الدار، يشتغلن سويا في عجن وتحضير «تريدة الطاجين»و أجواء الفرح و السعادة تملأ المكان، أما بعد العشاء، فيحضرن طاولة السهرة مزينة بأكواب و إبريق الشاي أو القهوة و المكسرات، و يضاء المكان بالشموع و يتعبق برائحة العنبر.
و يشكل الأطفال جزءا مهما من الاحتفالية، حيث يجتمعوا حول جداتهم ليضعوا الحناء، فيما تسرد الأمهات لهم قصصا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، بأسلوب مبسط لاستيعاب سيرة سيد الخلق، و يشبعون فضولهم بالإجابة على مختلف الأسئلة التي تُطرح حول سبب هذه الاحتفالية، وأوضحت السيدة نورة بوليلى بأن هذه الطريقة تجعل المعلومات تترسخ في أذهان الصغار، و تمكن من الحفاظ على العادات والتقاليد، و تضمن تناقلها بين الأجيال.
وبالرغم من أن عائلات قسنطينية مازالت تحافظ على عادات الاحتفال بالمولد وهذا للقيمة الدينية والمعنوية الكبيرة التي يعرفها هذا اليوم، إلا أن بعضها اندثر وأصبح من الماضي، فقد قالت السيدة بوليلى بأن جدها ووالدها قديما كانوا يضربون البارود صبيحة المولد النبوي الشريف لإيقاظ أهل البيت، ثم تباشر النساء في تحضير طبق «الزرير» لوجبة الإفطار، أما في الغذاء فيحضرن «القرصة» ويتبادل الجيران الأطباق فيما بينهم، مشبهة الجو الذي يعم المنزل، بجو الاحتفال بقدوم مولود جديد. و أردفت المتحدثة، بأن رب الأسرة كان يكتفي بشراء الشموع والبخور والعنبر، و ترى بأن شراء الألعاب النارية سلوك دخيل.
إيناس كبير
أبرزها الصدقة وصلة الرحم: أسر تحافظ على عادات وتقاليد إظهار الفرح بقدوم خير الأنام
- التفاصيل
-
هيّأها متطوعون بمستشفى قسنطينة الجامعي: مصلحة طب الأطفال تتدعم بفضاء بيئي وآخر لتعليم الرسم
زيّنت جدران وأروقة مصلحة طب الأطفال بمستشفى قسنطينة الجامعي، بلوحات فنية ورسومات مختلفة لشخصيات...
نظام صحي بسيط لتعزيز نشاطها: النوم الكافي وممارسة الرياضة لمواجهة ضعف الذاكرة
يشكو العديد من الأشخاص من نسيان بعض التفاصيل و الأشغال اليومية في حياتهم، ما قد يزعجهم و يسبب لهم...
مخبر تحليل السيرورات الاجتماعية والمؤسساتية بجامعة قسنطينة: مشاريع بحثية تدرس عمق التغيرات المجتمعية
يواكب مخبر تحليل السيرورات الاجتماعية والمؤسساتية بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 02، التغيرات المجتمعية...
عبد النور مداحي لا يشعر بالإعاقة و يغامر أكثـر من الأصحاء: أوّل جزائري من ذوي الهمم يتسلّق قمة «كليمنجارو»
عبد النور مداحي شاب جزائري استثنائي، يتحدى أعلى القمّم الجبلية في إفريقيا، رغم أنه من ذوي الهمم،...
حرفة يعيشان منها منذ سنوات: زوجان من جيجل يستخرجان زيوتا علاجية من الأعشاب
يعيش الزوجان عبد الهادي و الزهراء ببلدية أولاد يحيى خدروش بأعالي جبال جيجل، و ينشطان منذ سبع سنوات في مجال...
طبق يساعد على الشعور بالشبع ويدفئ الجسم: "بوخبوز" وصفة عائلات ميلة لمواجهة البرد
لا تزال العديد من عائلات ولاية ميلة، وفية للأطباق التقليدية، بوصفها من أفضل الوجبات التي تمد الجسم...
مختصون في الصحة والتغذية للنصر: الإفراط في حماية الأطفال من البرد يضعف المناعة ضد الأمراض
تعتقد أمهات أن إلباس الطفل أكثر من قطعتين من الملابس الدافئة، كفيل بوقايته من نزلات البرد و أمراض...
أفكار خدماتية ومشاريع مصغرة: طلبة يضيفون إلى الشهادة الجامعية مهارات مهنية
يتبنّى طلبة جامعيون فكرا ربحيا يساعدهم على توفير مصاريف الدراسة و العطل و التحضير للسفر و مواصلة...
بعدما قطع الاحتلال الكهرباء والغاز و منع دخول المساعدات: فلسطينيون يحيون عادات قديمة للتأقلم والعيش
غيّر جحيم العدوان الإسرائيلي المتصاعد منذ السابع أكتوبر الماضي على قطاع غزة، طبيعة العيش بعد أن...
السياحة الثقافية تُثـري أرصدة التنمية: معالم تاريخية تحرك عجلة الاقتصاد بقسنطينة
يرتبط اسم قسنطينة، بالعلم والعلماء وبالطبيعة الساحرة المتفردة، وهي ثنائية صنعت لها سمعة سياحية...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)