يستقطب السوق الأسبوعي للخردوات  بوسط مدينة الوادي كل يوم جمعة زوارا من كل بلديات الولاية وخارجها،  يقصدونه لاقتناء ما يلزهم بسعر يناسب قدرتهم الشرائية، كما يعد مصدر رزق للكثير من العائلات، فيما يسجل   الجامعيون و المغتربون نسبة من  ممارسي التجارة بهذا الفضاء في ظاهرة آخذة في التوسع.

ويعد السوق فضاء لنشاط شباب بما فيهم طلبة جامعيون، منهم أحمد ياسين.غ، وهو طالب جامعي من بلدية المقرن، قال للنصر بأن زيارته الدورية للسوق جعلته يتعلم أسرار نشاط بيع الخردوات، ويصبح مختصا في شراء المحركات الكهربائية المعطلة على غرار مضخات المياه ومحركات  الأجهزة الكهرومنزلية وصيانتها وإعادة بيعها، مؤكدا بأن ذلك حقق له دخلا  يؤمن له مصاريف الدراسة، وساعده في العثور على معدات لاستعمالها في تجارب علمية في إطار دراسته الجامعية في كلية العلوم و التكنولوجيا.
أما أيوب.ع فيقصد ذات السوق الذي لا يبعد كثيرا عن مقر سكنه ببلدية الوادي، كل صباح جمعة للاسترزاق، بما يشتريه ويعيد بيعه من أجهزة كهرومنزلية مستعملة بهامش ربح معقول، مشيرا إلى أن  مسكنه بات قبلة لزبائن بعد أن أصبح معروفا  بشراء وبيع اللوازم المستعملة، ويجد تجار الدراجات النارية والهوائية والكهربائية المستعملة، في هذا الفضاء التجاري ما يساعد في  التخلص من بضاعتهم الكاسدة، حيث يستغلون، حسب ما لاحظناه خلال جولتنا، المدخل الجنوبي للسوق لعرض بضاعتهم، ويقصدهم الكثير من الباحثين عن شراء هذا النوع من المركبات بما فيهم المغتربين الذين يجلبون درجات بمختلف الأصناف لبيعها في السوق المحلية، فيما تتوزع على جزء من الفضاء بعض الطاولات الخاصة بالكتب العلمية والثقافية وحتى المدرسية قديمة تتوسط، وتستقطب الباحثين عن الكتب القديمة، وتباع بأسعار رمزية، كما تحتل طاولات الأنتيكا جزء من السوق، وتعرض تحفا وقطع ديكور تقليدية قديمة، كأدوات النسيج القديمة، وأجهزة الهاتف والمذياع الخشبي وغيرها.
باعة متجولون من ولايات مجاورة

كما يقصد السوق زوار من ولايات مجاورة، يمارسون نشاط بيع الخردوات، وبالأخص اللوازم المنزلية المصنوعة من مادة  البلاستيك ومعدات الترصيص الصحي، وذلك بالتجول بين أروقة العرض، حيث ذكر فوزي، وهو بائع متجول للخردوات ومواد الترصيص الصحي من بلدية الدبيلة، أنه يتنقل بين مختلف الأسواق الأسبوعية الموجودة ببلديات الولاية، ويداوم على زيارة سوق الوادي منذ 8 سنوات، أين يحقق عائدا ماديا أكبر مقارنة بباقي الأسواق، فيما قال عبد الفتاح، بائع متجول من سطيف، بأنه يزور ولاية الوادي مرة واحدة في الشهر، فيما يتنقل في باقي الأيام بين أسواقها الأسبوعية وبعض الساحات العامة والأحياء الشعبية، لبيع الأوعية  البلاستيكية والمعدنية المستعملة، والتي يقتنيها  من تجار الجملة والمؤسسات الصناعية  بمدينة العلمة وولاية برج بوعريريج، فيما قال البائع أيمن من مدينة بسكرة بأن مجال نشاطه منحصر في شراء وبيع المعدات الالكترونية المستعملة، ويفضل زيارة سوق الخردة بالوادي على الأقل مرة كل أسبوعين  لبيع ما يجلبه من بسكرة وشراء معدات أخرى قابلة للصيانة لإعادة بيعها بعد تصليحها، خاصة المعدات ذات العلامات المعروفة.

فضاء لتصليح الأجهزة وبيع قطع غيار أصلية   
ويجد مختصون في تصليح وصيانة الأجهزة الكهرومنزلية، في فضاء بيع الخردوات مكانا لممارسة نشاطهم وتحقيق دخل موازي، كما يتجولون بين نقاط العرض بحثا عن قطع غيار مستعملة وصالحة للاستعمال الاجهزة التالفة أو التي تخلى عنها أصحابها وتركيبها، وهو ما تحدثنا بخصوصه للبائع عبد الغني، وهو مختص في صيانة الأجهزة الكهرومنزلية، قال للنصر، إن سوق الخردة وجهته المفضلة لتوفير قطع غيار أصلية خاصة بثلاجات وغسالات وغيرها،  بأسعار معقولة، فيما أردف الشاب معاذ، قائلا بأن السوق فتح الباب أمامه لاحتراف صيانة الأجهزة الكهرومنزلية  وعرضها في محله الصغير الخاص ببيع الوسائل المستعملة بوسط مدينة الوادي، مؤكدا للنصر أنه يزور السوق كل جمعة، فيما يجد البائع العربي، وهو ميكانيكي مختص في تصليح السيارات القديمة، إنه وجد في سوق الخردة واللوازم المستعملة ما يوفر له   قطع غيار لسيارات عمرها تخطى 30 سنة، والتي لا تتوفر في محلات بيع قطع غيار السيارات.
مغتربون يعرضون بضاعة حسب الطلب
كما استغل مغتربون سوق الوادي، لبيع ما يجلبونه من معدات ووسائل مستعملة من خارج الوطن، وتوفير مصاريف قضاء العطلة داخل الوطن،  حسب ما أوضحه علي، وهو جزائري مقيم بمدينة ستارسبورغ  الفرنسية، قائلا، بأنه يوفر بضاعة حسب الطلب، تتمثل في هواتف ذكية، حواسب ولوازم أخرى، فيما أردف محمد العيد، بأنه مقيم بضواحي باريس، يوفر لباعة الخردة ما يطلبونه، من جهته قال فاروق، بأن نشاطه في سوق الخردة أكسبه عدة مهارات، تتعلق أساسا بمعرفة قطع الغيار المطلوبة بحدة في السوق والعمل على توفيرها، عند إيجاد فرصة.                   منصر البشير

الرجوع إلى الأعلى