بوسعادة تحتضن الأيام السينمائية الفنية بين 19 و 21 ماي الجاري
تحتضن مدينة بوسعادة في الفترة الممتدة من 19 الى 21 ماي الجاري تظاهرة الأيام السينمائية الفنية تحت شعار « بوسعادة مهد السينما الجزائرية «، حيث سيكون الجمهور على موعد لاكتشاف أهم المحطات السينمائية التي عرفتها مدينة بوسعادة منذ سنة 1923 من خلال إقامة معرض أفيشات الأفلام المصورة بهذه المدينة إلى يومنا هذا.
الأيام السينمائية الفنية الأولى التي تنظم بمشاركة كل من مديريات الثقافة والسياحة و متحف نصر الدين ديني و غرفة الصناعات التقليدية و الحرف و ديوان مؤسسات الشباب بالمسيلة، تتضمن برنامجا ثريا بداية بتنشيط ندوة فنية سينمائية، تحت عنوان المسيلة و بوسعادة مهد السينما الجزائرية، يقدمها السيناريست و الكاتب جمال محمدي، مع تقديم و بيع بالإهداء لكتابه الذي يحمل نفس العنوان.
 و سيكون الضيوف من سينمائيين و مخرجين و شخصيات فنية، على غرار حكيم دكار، عبد النور شلوش ، جميلة عراس و حسان كشاش من  الذين أدوا أدوارا في أفلام صورت بمدينة بوسعادة، على موعد لزيارة أهم مواقع تصوير تلك الأفلام في كل من بوسعادة ومنطقة العليق، إلى جانب عرض الشريط الوثائقي إيتيان ديني، المنتج سنة 1974 للمخرج رابح لعراجي.
وسيتم خلال هذه الأيام، عرض فيلم «العقيد لطفي»، بحضور مخرجه أحمد راشدي وعرض فيلم «البئر» للمخرج لطفي بوشوشي الذي سيكون حاضرا أيضا خلال هذه التظاهرة السينمائية، رفقة أسماء أخرى من مخرجين ونقاد و وجوه إعلامية من أمثال إبراهيم صديقي، محافظ مهرجان وهران، جمال حازورلي، سليم عقار، رابح ظريف، مديرة مركز تطوير السينما شاهيناز محمدي، و مدير وكالة الإشعاع الثقافي نزيه برمضان و ستساهم هذه الوكالة كشريك رسمي في هذه الأيام السينمائية الأولى ببوسعادة، مهد السينما.
عن التظاهرة واختيار مدينة بوسعادة لاحتضانها، قال الكاتب والفنان جمال محمدي أن بوسعادة، بحكم موقعها الجغرافي المتميز، كهمزة وصل بين الشرق والغرب و بوابة الجنوب الجزائري الشاسع التي اكتشف المخرجون منذ عقود أنها «بلاطو» مفتوح على السماء، كديكور طبيعي لإنتاج وتصوير أفلامهم، حيث توفرت جميع الشروط التي كانت تبحث عنها السينما الكلاسيكية في بداياتها الأولى، لاسيما مع بداية الفيلم الناطق، فكانت الألوان والضوء تبهر العدسة نفسها.
منذ عام 1923 ، أصبحت بوسعادة المكان المفضل للمخرجين السينمائيين الأجانب، بحكم موقعها الجغرافي المميز، لما توفره من مناخ ملائم لاسيما في مراحل اختيار أماكن التصوير، نظرا لسهولة المسالك و وفرة الطرق و الممرات المؤدية لأماكن التصوير.
إلى جانب وفرة الفنادق و المطاعم، وحتى الكومبارس و بعض الأيدي العاملة البسيطة،  توفر فضاءات بوسعادة مختلف العوامل التي تحتاجها عادة بلاتوهات السينمائية ، ولا تزال فكرة بعث مهرجان سينمائي بمدينة بوسعادة، قائمة ومشروعة في الوقت نفسه، بالنظر إلى المكانة الكبيرة التي حظيت بها هذه الأماكن في قلوب كبار السينمائيين، و لا تزال فكرة هوليوود الصغيرة، كما حلم بها الأمريكان في أربعينيات القرن الماضي، و كذا الفرنسيون خلال فترة الاحتلال وبعدها تراود الأذهان .                 

فارس قريشي

الرجوع إلى الأعلى