محلات تجارية تهتم بالديكور أكثر من البضاعة
تغيرت في الآونة الأخيرة الكثير من ديكورات و واجهات المحلات التجارية، فمنها من اكتفت بالبساطة و المحافظة على الديكور القديم، فيما اختارت أخرى ديكورا عصريا يمتزج بالغرابة، فتجعل الزبون يركز على هذا الجانب أكثر من التركيز على المحتوى.
المحلات التجارية خاصة تلك المتخصصة في بيع الألبسة و الأحذية للجنسين، لطالما كان أصحابها يركزون اهتمامهم على جلب أجود السلع لاستمالة الزبائن، غير أن العقلية قد أخذت منحا مغايرا في الفترة الأخيرة، فالتجار قد قرروا التركيز على الجانب الجمالي لمحلاتهم، و هذا ما يرون فيه مسايرة للعصر كما يقول أحد التجار الذي يرى في ديكور محله إحدى العوامل المهمة في جلب الزبون.
فيكفيك التجول بين بعض المحلات خاصة بمنطقة الوسط الجزائري، لتقف على تلك الديكورات الغريبة التي تختلف عن بعضها بشكل كبير، فكل تاجر قد حول محله إلى عالم خاص به، يحاول من خلاله عكس شخصيته كما يقول الشاب لزهر صاحب محل لبيع الألبسة الرجالية، و هو ما يراه حتمية فرضت على الجميع الاهتمام بجمال محلاتهم.
و بين الغرابة و البساطة، تختلف ديكورات المحلات، فمنها من يكتفي صاحبها بالرفوف و المشاجب لعرض السلع، في حين يفضل آخرون لمسات مميزة عبر ديكورات غريبة يصفها البعض بالفضائية، فضلا عن تلك التي تميل إلى الفخامة، و تجعلك تعتقد بأنك تعود إلى سنوات الخمسينيات و الستينيات، أو أنك تدخل محلا لبيع الأثاث العتيق بألوانه و تصاميمه، بالإضافة إلى تلك التحف التي تزين الواجهات و كأنها خاصة بمتحف و ليس بمحل تجاري.
تغيير الديكور و تجديده بين الفينة و الأخرى، ليس بالأمر السهل، فأحد التجار يقول بأن محله أصبح على هذا الشكل مقابل أزيد من 75 مليون سنتيم، و هو مبلغ يصفه بالصغير مقارنة مع محلات أخرى خاصة الكبيرة منها و التي صرف أصحابها مبالغ خيالية مقابل تحويل ديكور يجمعون على أنه يلعب دورا كبيرا في تنشيط التجارة و جلب الزبائن، فضلا عن أنه يرفع العمل التجاري إلى مستوى راق يبلغ في كثير من الأحيان مصاف الدول المتقدمة بحسب تعبيرهم.
و بعيدا عن الظاهرة الشائعة للبائعات اللائي يرغمن على ارتداء مآزر بلون موحد داخل كل محل، فإن الوضع قد تطور بشكل أكبر، خاصة على مستوى المحلات التي تبيع الألبسة من الماركات العالمية المشهورة، و هذا ما وقفنا عليه بإحدى المحلات الرجالية بالعاصمة، أين كان الباعة يرتدون زيا موحدا، للباس كلاسيكي بلمسة الخمسينيات التي تتماشى و الديكور الذي اختير للمحل ذاته.
و إن كان تحويل ديكورات المحلات إلى فخمة و عرض السلع بطريقة راقية يستميل الكثيرين، فإن آخرون يعتبرونه بلا فائدة، فالكثير من المحلات الفخمة بديكورها تقول سارة مواطنة لا تضم أشياء مهمة، و كثيرا ما تكون بعيدة عن مجتمعنا و لا تصلح للبس، فضلا عن أن أصحاب هذه المحلات كما تقول يحاولون تعويض ما خسروه في تجديد الديكور من الزبائن عبر الأثمان الباهظة التي يخصون بها سلعهم و التي غالبا ما يكون فيها تخفيض السعر و مساعدة الزبون أمرا مستحيلا بحجة أن القطعة أصلية أو نادرة، ما يجعل زبائنهم من الطبقة الراقية و الغنية فقط حسب قولها، في حين يفضل الفرد الجزائري البسيط تلك المحلات التي يجد فيها غايته و تقدم ما يتماشى و مدخوله الشهري و مستواه المعيشي.
و مهما تغير ديكور محل الألبسة أو محل الطعام، فإن الخدمة الجيدة للزبون تبقى الغاية الأسمى في نظر الكثيرين ممن يركزون على النظافة و الاستقبال الجيد الذي يجعل الزبون أكثر راحة و لا يخاف كما هو حال البعض حتى من دخول المحلات التي باتت تعرف بالفخمة بالديكور مع إهمال الشيءالأساسي.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى