المنــتــوج الوطـنـي يـواجــه أزمــة ثقــة المسـتهــلـك

يرى منتجون جزائريون في ندوة النصر على هامش معرض الإنتاج الجزائري بقصر المعارض بأن المنتوج الوطني يعاني من أزمة ثقة مع المستهلك الجزائري، الذي لا يزال ينظر إلى مواصفات الجودة على أنها متوفرة في المنتوج الأجنبي فقط، ويجمع هؤلاء بأن المنتوج الوطني عرف تحسنا كبيرا، ويملك مواصفات ذات جودة عالية أثبتتها مخابر جودة أجنبية، وأصبح ينافس دولا غربية في ذلك، كما تحدث هؤلاء عن  تبعيتهم في المواد الأولية إلى الخارج، وعدم توفرها في الجزائر، وعدم التحكم في التكنولوجيا في بعض الحالات، إلى جانب عدم تطبيق أسعار تنافسية مع تلك المنتجات المستوردة من الخارج والتي تفتقد في الكثير من الحالات إلى مواصفات الجودة.
إعداد: نورالدين عراب
محمود وزاع مسؤول التسويق بشركة « بي أم سي إلكتريك»
نعاني من انعدام الثقة لدى المستهلك
يرى مسؤول التسويق بشركة» بي أم سي إلكتريك» المختصة في صناعة اللوازم واللواحق الكهربائية الكائن مقرها بالجزائر العاصمة بأن مشكل المنتوج الجزائري يكمن في انعدام الثقة لدى الزبون، مضيفا بأن المستهلك الجزائري لا يزال يضع ثقته في المنتوج الأجنبي على حساب المنتوج الوطني، مشيرا في ذات السياق إلى أن أي منتوج أجنبي قد تظهر فيه مشاكل معينة، يستطيع الزبون تغاضي ذلك المشكل والعودة إليه لاقتنائه، على عكس إن وجد مشكل في منتوج جزائري فحتما سيقاطعه الزبون.
ويضيف وزاع بأن شركة « بي أم سي» وضعت إستراتجية لكسب ثقتها لدى الزبون الجزائري، مشيرا إلى أن هذه الإستراتجية تعتمد على فتح أبواب الشركة لكل المتعاملين خاصة الكهربائيين المحترفين، وأضاف بأن الشركة استقبلت حوالي2000كهربائي محترف من عدة ولايات من الوطن وتكفلت بكل تكاليف النقل والإيواء الخاصة بهم، من أجل اطلاعهم على طرق الإنتاج والاستماع لأفكارهم وانشغالاتهم واقتراحاتهم المتعلقة بمنتوجات شركة» بي أم سي»، وفي نفس الوقت هذه الاقتراحات تأخذها بعين الاعتبار الشركة وتعدل في عملية الإنتاج وفق ما يناسبهم، وبذلك أصبح هؤلاء الكهربائيين المحترفين يشاركون في عملية صناعة المنتوج، واستطاعت بذلك الشركة خلق ثقتها لدى الزبائن.
ويضيف نفس المتحدث بأن هذه الشركة التي أنشئت في سنة 2001، تغطي كل التراب الوطني، كما أنها توظف 1200عامل، وأصبحت تستحوذ على 70بالمائة من السوق الجزائرية في مجال صناعة اللوازم واللواحق الكهربائية، كما أنها اتجهت نحو تصدر منتجاتها ل09 دول افريقية، مضيفا بأن الوصول إلى هذا المستوى كان بفضل الجودة التي تتمتع بها منتجات الشركة، وأشار إلى  أن هذه الشركة تحصلت على شهادات الجودة من مخابر أجنبية، مضيفا بأن هذه الجودة التي أصبح المنتوج يتمتع بها وبشهادة مخابر أجنبية، هي التي سمحت لها باختراق الأسواق الأجنبية.
أما فيما يتعلق بالمواد الأولية، يضيف نفس المتحدث بأنها تبقى مستوردة من الخارج، بحيث تتعامل شركة» بي أم سي» مع متعاملين أجنبيين من ألمانيا وكوريا الجنوبية للحصول على المواد الأولية، أما فيما يتعلق بالتكنولوجيا، يضيف مسؤول التسويق بالشركة بأنها تكنولوجيا تركية، في حين استطاع مهندسون جزائريون من اكتساب هذه التكنولوجيا واليوم يملكون حسبه كفاءة كبيرة في ميدان الإنتاج، ولم يعد يطرح أمامها أي مشكل فيما يخص التكنولوجيا.

أحمد أوقاسي المسؤول التجاري بشركة إنتاج الآلات الميكانيكية
المشكلة في نقص المواد الأولية واستيرادها من الخارج
يرى أحمد أوقاسي المسؤول التجاري بشركة إنتاج الآلات الميكانيكية الكائن مقرها بالجزائر العاصمة بأن المشكل الذي يواجهه المنتوج الوطني يتمثل في نقص المادة الأولية، التي يلجأون دائما إلى استيرادها، كما تشهد المواد الأولية في الكثير من الحالات ندرة في السوق، مما يؤثر ذلك على الإنتاج، وفي الوقت ذاته تتأثر المواد الأولية حسبه بالأسعار، بحيث في الكثير من الحالات يحصلون عليها بأسعار عالية، وقال بأن هذا التقلب في الحصول على المواد الأولية مرتبط بالإجراءات الجديدة المتعلقة بالاستيراد والتصدير، إلى جانب ارتفاع أسعارها في السوق العالمية.
أما فيما يتعلق بالتكنولوجيا، يضيف المسؤول التجاري بالشركة المذكورة بأن هذا المشكل لم يعد مطروحا لديهم، وذلك نتيجة شراكة أبرمتها شركتهم مع شركات أخرى، ونفس الشيء بالنسبة لمقاييس الإنتاج، بحيث أن هذه الآلات الميكانيكية التي تصنعها الشركة والخاصة بمواد الدهن تنتج بجودة عالية لا تختلف عن تلك الأوربية، مضيفا بأن هذه الشركة التي بدأت في الإنتاج منذ 06سنوات تفكر حاليا في تغطية حاجيات السوق الوطنية من هذه المعدات، وتوفير المواد الأولية محليا، قبل التوجه نحو التصدير.

خالد خير الدين المسؤول التجاري بشركة « أبري بلاستيك»
المنتوج الجزائري يتمتع بجودة لا تختلف عن الجودة الأوروبية
يرى المسؤول التجاري بشركة» أبري بلاستيك»  بالجزائر العاصمة بأن المنتوج الجزائري يتمتع اليوم بجودة عالية لا تختلف عن جودة المنتجات الغربية، مشيرا إلى أن شركة أبري بلاستيك» شرعت في صنع جيل جديد من الأنابيب « أكوابايب» المستعملة في قطاع البناء، الفلاحة،والصناعة وغيرها، وميزة هذه الأنابيب في كونها تقاوم التآكل والتلوث والترسبات، كما أنها صنعت وفق معايير عالمية فيما يخص النفوذية والمقاومة والصلابة، كما أنها الشركة الوحيدة في الجزائر التي شرعت في تصنيع هذا النوع من الأنابيب، وفي نفس الوقت تحصلت على شهادات جودة من مخابر ألمانية.   
وفيما يتعلق بالحصول على المواد الأولية، يقول نفس المتحدث بأنها تبقى مستوردة من ألمانيا، مشيرا إلى أن الحكومة برمجت مشروع لانجاز مصنع للمواد الأولية خاص بهذا النوع من الأنابيب، ينتظر أن يكون جاهزا خلال سنة 2020، ويتوقع أن يقضى هذا المصنع على مشكل التبعية للخارج في مجال الحصول على المواد الأولية.
من جانب آخر أوضح نفس المتحدث بأن هذه الشركة تطمح لفتح أسواق خارجية، أمام ما تمتاز به منتجاتها من جودة عالية، مشيرا إلى أن الشركة في اتصالات مع أجانب بتركيا،العراق، لبنان، الأردن، موريتانيا، لتصدير منتجاتها
وفي سؤال حول إذا ما كان مسيري هذه الشركة الحديثة النشأة واجهوا عراقيل إدارية، أوضح المسؤول التجاري بالشركة بأن العديد من الصعوبات والعراقيل الإدارية تم تجاوزها، وتلقى مسؤولي الشركة عدة تسهيلات وتسريع في العمليات والإجراءات الإدارية.

تيجاني أحمد مسير شركة « تي بي أل»
الحكومة قدمت تسهيلات كبيرة للمنتجين الجزائريين
يقول مسير شركة « تي بي أل» المختصة في إنتاج الخردوات بالوادي بأن الحكومة قدمت تسهيلات كبيرة للمنتجين الجزائريين لاقتحام السوق الوطنية والعالمية، ومنافسة المنتجات الأجنبية، وقال بأن الحكومة ساعدت المنتجين الجزائريين في الحصول على الماكنات من الخارج، إلى جانب استفادتهم من إعفاءات جمركية مختلفة.
وأضاف نفس المتحدث بأن المنتوج الجزائري يتمتع بجودة عالية مقارنة بمنتجات أخرى متوفرة في السوق مصدرها دول آسيوية، ولهذا بدأ  حسبه المنتوج الجزائري يفرض مكانته في السوق الوطنية.
وفيما يتعلق بالمواد الأولية، أوضح نفس المتحدث بأن بعضها متوفر في الجرائر والبعض الآخر يستورد من الخارج، مشيرا في نفس السياق إلى أن شركته لا تعاني من أي مشاكل في تسويق منتجاتها، وذلك نتيجة الجودة الكبيرة التي يتمتع بها، في حين طرح محدثنا مشكل التكنولوجيا الذي يعد من التحديات التي تواجهها الشركة، مشيرا إلى أن صيانة المعدات المستعملة في الإنتاج تتطلب الاتصال بالجهات المصنعة، وغالبا ما تستغرق عملية الحضور إلى الجزائر وقت طويل، إلى جانب ذلك فإن تكلفة الصيانة تكلف أموالا كبيرة، و لهذا فإن وجود مهندسين جزائريين متحكمين في التكنولوجيا يساعدهم كثيرا في علمية الإنتاج وصيانة المعدات، كما طرح نفس المتحدث مشكل عدم الحصول على إعفاءات جمركية عندما تتعلق العملية باستيراد معدات من دول غير أوربية.

سمير فخار ممثل شركة «أوكا لايت»
فرصة كبيرة لاقتحام السوق الإفريقية
يرى سمير فخار ممثل شركة « أوكا لايت» الكائن مقرها بالمدية المتخصصة في منتجات الإنارة العمومية وتزيين المحيط والمدافئ المركزية، بأن المنتوج الجزائري أمامه فرصة كبيرة لاقتحام السوق الإفريقية، مضيفا بأن هذه السوق متعطشة للسلع الجزائرية، خاصة الدولة الإفريقية المجاورة.
وأضاف بأن منتوج شركته يمتاز بجودة عالية، ويعتمد على نفس تقنيات الإنتاج في الدول الغربية، مشيرا إلى أن شركة « أوكا لايت» تنتج حاليا مدفأة مركزية جزائرية الصنع مائة بالمائة، وقال بأن هذه المدفأة قد تفوق في مواصفاتها تلك المتوفرة في أوربا، بحيث تعتمد في عملية الإنتاج على الألمنيوم الذي تعد الجزائر غنية به
وفيما يخص المواد الأولية بالنسبة للمنتجات الأخرى التي تصنعها الشركة، أوضح نفس المتحدث بأن بعضها غير متوفر في الجزائر ويلجأون لاستيرادها من الخارج.
من جانب آخر، أوضح ممثل الشركة المذكورة بأن من أهدافهم المستقبلية اقتحام السوق الإفريقية، مضيفا بأن تنظيم الصالون الاقتصادي في موريتانيا كان له دور كبير في فتح المجال للمنتجات الوطنية لاقتحام السوق الإفريقية
وفيما يتعلق بالتكنولوجيا، أوضح نفس المصدر بأن الشركة تعمل على التكوين ورسكلة اليد العاملة، ومواكبة كل ما هو جديد  من أجل الوصول إلى يد عاملة مؤهلة  تملك كفاءة عالية، وكشف نفس المتحدث عن شروع المؤسسة في إنتاج مصابيح جديدة تعتمد على الطاقة الشمسية، ومناسب هذه المصابيح للإنارة في الطرقات.
من جانب آخر دعا نفس المتحدث إلى مزيد من الانفتاح والتشجيع والرعاية من طرف السلطات العليا للبلد للرقي أكثـر بالمنتوج الوطني.

رشيدة بومعزة المسؤولة التجارية بالمؤسسة الوطنية للبلاستيك
الأسعار غير التنافسية للسلع المستوردة أثرت سلبا على المنتوج الوطني المحلي
تؤكد رشيدة بومعزة المسؤولة التجارية بالمؤسسة الوطنية للبلاستيك الكائن مقرها بالمدية بأن المنتوج الوطني يعاني من الأسعار غير التنافسية في السوق، وأشارت إلى أن منتجات مستوردة تسوق بأسعار منخفضة في السوق الوطنية، مما أثر ذلك على المنتوج الوطني، وأوضحت بأن تخفيض سعر المنتوج الوطني إلى نفس أسعار السلع المستورة من بعض الدول الآسيوية التي تفتقد للجودة يجعلها لا تغطي تكاليف الإنتاج وتحقيق الأرباح.
كما طرحت نفس المتحدثة نفس المشكل الذي طرحه منتجون آخرون وهو نقص المادة الأولية التي يضطرون لاستيرادها، وأشارت في هذا المجال إلى أن المؤسسة الوطنية للبلاستيك المختصة في صناعة كل أنواع أكياس البلاستيك لا تستورد المواد الأولية، وتضطر لشرائها من طرف مستوردين خواص، وبذلك فإن سعرها يكون مرتفعا، وينعكس ذلك على تكلفة الإنتاج، وعلى سعر التسويق.
أما فيما يتعلق بجودة المنتوج، تقول نفس المتحدثة بأن هذه المؤسسة حسنت كثيرا في منتوجاتها، وتتمتع اليوم بجودة عالمية، تتماشى  والمقاييس العالمية، وأمام جودة منتوجات المؤسسة المذكورة جعلها تستحوذ على نسبة كبيرة من أكياس البلاستيك الخاصة بالملبنات، وأكياس البيوت البلاستيكية المخصصة للفلاحة، وأكدت بومعزة بأن المنتوج الجزائري بدأ يجد مكانته في السوق الوطنية ويجد ثقته لدى المستهلك نتيجة الجودة التي أصبح يتمتع بها.
كما طرحت نفس المتحدثة مشكل التعامل بالفوترة الذي يرفضه العديد من الخواص، وهو ما اثر على تسويق منتجاتها
ن ع

الرجوع إلى الأعلى